لوموند- الأسبوع الذي يمكن أن يقلب المعادلات في الصين

  • شارك هذا الخبر
Monday, February 10, 2020

حذرت صحيفة "لوموند" الفرنسية من أن هذا الأسبوع قد يكون حاسماً للصين في مواجهتها فيروس كورونا، وخصوصاً أن انتهاء عطلة نهاية السنة القمرية يمكن أن تساهم في تفاقم الوباء في الصين، ومعه الخطر السياسي مع تزايد الانتفادات للسلطة السياسية.

وكتب الصحافي فريديريك لوميتر إن الأيام المقبلة يمكن أن تكون حاسمة، على الصعيد الصحي كما السياسي، في مكافحة كورونا، أولاً لانه إذا صدقنا الارقام الرسمية، فقد بدأت الأرقام اليومية للإصابات تتراجع في هوبي كما في بقية أرجاء الصين.

الاستقرار لا التحسن
ومع أن هناك أسباباً سياسية وعملية لعدم الاعتماد على البيانات الرسمية، تقول الصحيفة إنه لا يمكن استبعاد أنها تعكس اتجاهاً مستمراً، وهو الميل إلى الاستقرار أكثر من التحسن.
ويبدو المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الذي تعرض لانتقادات في الغرب بسبب امتداحه للصين حذراً مرة أخرى. وفي حديثه عن الانتشار الدولي للفيروس، قال: "ربما نرى فقط قمة جبل الجليد".
ومع أن منظمة الصحة العالمية حريصة على عدم انتقاد بكين، فقد أرسلت إلى هناك يوم الأحد بعثة خبراء دولية جديدة برئاسة بروس أيلوارد، وهو عالم كندي قام وفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية بتنسيق الاستجابة الدولية لأزمة فيروس إيبولا.
وترى الصحيفة أن إرسال هذه الشخصية يميل إلى إظهار أنه حتى بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، فإن الوضع في الصين بعيد عن الاستقرار.

قلق
وتلفت الصحيفة إلى أن الصينيين أنفسهم قلقون، فقد أودى الفيروس ب 910 أشخاص، أي اكثر مما حصده سلفه المخيف: السارس. وتكمن مخاوفهم حالياً في أن احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة التي تم تمديدها لتأخير العودة إلى العمل انتهت يوم الأحد.
وتلفت الصحيفة إلى أن على أصحاب العمل والموظفين، لأسباب اقتصادية واضحة، استئناف نشاطهم. لذا، على الصينيين المقيدين في منازلهم البدء تدريجياً في الخروج والسفر. وعلى شينجين وكانتون وشنغهاي وبكين، المدن الأربع التي يزيد عدد سكانها عن 20 مليون نسمة، انهاء خمولها الحالي. ففي بكين وحدها، هناك 8 ملايين شخص - واحد من كل ثلاثة - غادروا إلى المقاطعات لتمضية العطلات وهم على وشك العودة.

التحدي
ويضيف الكاتب: "هل يمكن العودة إلى الحالة الطبيعية من دون أن يتفاقم الوباء خارج هوبي؟ هذا هو التحدي بالنسبة للسلطات التي تزيد من عدد عمليات الفحص في جميع أنحاء البلاد، من أجل عزل أي شخص مصاب بالحمى".
وفي علامة على قلق السلطات الصينية، تلفت الصحيفة إلى أنه رغم المخاطر الواضحة المتمثلة في التباطؤ الاقتصادي، قرر المسؤولون أن يطالبوا فوكسكون - المقاول العالمي الرئيسي للإلكترونيات- بتأجيل أسبوع إلى أسبوعين استئناف العمل في بعض مصانعها العملاقة، وهي حالة ليست فريدة، وإن لم يتم إعطاء تعليمات وطنية.

رهان سياسي أيضاً
ولفتت الصحيفة إلى أن الرهان ليس فقط صحياً أو اقتصادياً، وإنما سياسي أيضا. فمنذ وفاة الطبيب لي وين ليانغ الذي تم الاعتراف به رسميًا يوم الجمعة 7 فبراير (شباط) والذي كان من أوائل من حاولوا عبثاً لفت انتباه السلطات إلى خطورة الفيروس الجديد، بدت الصين كبركان على وشك الاستيقاظ. وعلى الرغم من الرقابة على الشبكات الاجتماعية، إلا أن النقد الموجه ضد السلطة يتزايد على جميع مستويات المجتمع.

حرية التعبير
ومن بين أهم المبادرات رسالة مفتوحة من تسعة أكاديميين مشهورين في بكين مع خمسة مطالب كان أولها اعتبار 6 فبراير (شباط) اليوم الوطني لحرية التعبير. ويوضح الكاتب سبب اختيار يوم السادس من فبراير لا السابع منه، قائلاً إنه بالنسبة للعديد من الصينيين توفي الدكتور لي مساء السادس، قبل أن تعترف السلطة الصينية المصابة بالذعر والتي حاولت إنعاشه بكل الوسائل، بوفاته يوم الجمعة في السابع من فبراير.


24.AE