عبد الساتر في ذكرى حبيقة: اختار الحقيقة ولم يخش الاستشهاد

  • شارك هذا الخبر
Sunday, January 26, 2020

ترأس راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر وعدد من كهنة الأبرشية والرعية، قداسا في الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة ورفاقه فارس سويدان، ديمتري عجرم ووليد زين، في كنيسة مارت تقلا-الحازمية، في حضور عائلات الشهداء وأصدقاء الراحل وعدد من الشخصيات.

وألقى عبد الساتر عظة قال فيها: "صباح حزين كان صباح الخميس في الرابع والعشرين من كانون الثاني سنة ألفين واثنين إذ تطاول الغدر ونال من رجل مقاوم ورجل دولة معالي الوزير والنائب الياس حبيقة وثلاثة من رفاقه هم من خيرة شباب لبنان: فارس سويدان ومتري عجرم ووليد زين. ماتت أجسادهم ووضعت في قبر ولكن قصتهم لم تنته. ظن بعضهم أنه يستطيع تغييبهم بانفجار جبان لا يزال صداه يتردد في داخلنا حتى اليوم. ولكنه في الحقيقة أسهم، ومن حيث لا يدري، في طبع صورة شهدائنا في قلوب العديدين وتثبيت أصواتهم في مسامعهم وترسيخ قناعاتهم الوطنية في أفكارهم. ظن بعض الجهلة أنهم بالاغتيال يستطيعون إخفاء الحقيقة، وتزوير التاريخ" .

اضاف: "أجتمع وإياكم في هذا المساء وفي هذه الكنيسة لنصلي لأجل راحة أنفس إخوة وأبناء ورفاق أحببتم وعشتم معهم أياما حلوة، إخوة وأبناء ورفاق كنتم تتمنون لو استطعتم أن تعطوهم من عمركم أعمارا ليبقوا أطول بينكم. نصلي لأننا نؤمن أن الرب يسوع الذي انتصر حقا وبشكل نهائي على الموت سيدينهم بما كان في قلوبهم من حب ولن يغفل عن الأعمال الحسنة التي قاموا بها. نصلي حتى يحاسبهم الرب بعدله الذي هو غفرانه ونرجو لهم أن يتمتعوا إلى الأبد بحنانه برفقة الأبرار والصديقين".

وتابع: "كيف أصف الياس حبيقة بكلمات قليلة؟ سأصفه بالرجل الذي عرف أن يقرأ علامات زمانه والتحولات في عالمه... هو الذي كان مقاتلا شرسا في زمن الحرب، عرف كيف يصير رجل سلام ويفاوض من كانوا أعداء ليصل وإياهم إلى اتفاق اعتقده سيوقف الموت عمن ائتمنوه على ذواتهم ومستقبلهم، ويحفظ لهم كرامتهم. هو الذي واجه ورفاقه الموت مرات ومرات عرف متى يتوقف عن القتال حقنا لدماء الإخوة. تحول من رجل حزبي يعمل لأجل حزبه إلى نائب ووزير في الدولة اللبنانية يعمل لأجل الجميع من دون تمييز ولأجل إنماء كل المناطق. الياس حبيقة كانت عنده الشجاعة ليتبدل ويتطور فيصير رجل دولة مسؤولا في زمانه، فنال ثقة ومحبة الكثيرين. الياس حبيقه كانت عنده البصيرة السياسية لينبه إلى بعض ما يصيبنا اليوم. الياس حبيقة اختار أن يقول الحقيقة ليدافع عمن اتهموا زورا. كان بإمكانه التراجع ليحفظ ذاته، ولكنه اختار التقدم في المواجهة ولم يخش الاستشهاد. وأنت يا وليد ويا متري ويا فارس، يا من عرفتكم في كنيسة قلب يسوع الأقدس حين كنت كاهنا فيها، ترافقون قائدكم إليها حين كان يشارك في الاحتفالات التي كانت تجري فيها. يا من كللت اثنين من بينكما ومنحت سر العماد لأولادهما. محبتي لكم اليوم هي في صلاتي لأجلكم ولأجل عيالكم. محبتي لكم هي في أنكم ما زلتم حاضرين في قلبي وذاكرتي. محبتي لكم هي في محبتي للبنان وللحق وللآخر فلا يكون استشهادكم هباء".

وبعد انتهاء رتبة القداس، تقبلت العائلة التعازي من الحاضرين، وغابت الكلمات السياسية عن الذكرى.