ميشال جبور - أولى طلائع إنتحاريي ٨ آذار،برسم الإستشهاد
شارك هذا الخبر
Thursday, January 23, 2020
على ما يبدو، اصدر الأئمة الأربعة الحاكمين للبلد قراراً بتحضير انتحاريين...فريق كان من المفترض أن يكون من لون واحد أي متجانساً، أخذ على عاتقه تشكيل حكومة جديدة بنكهة تكنوقراطية منذ أكثر من تسعين يوماً فخرج للجميع متمازجاً ومتماهياً لرغبات مقييديه برائحة حرق الأسماء على منابر الإعلام وبحكومة أقل ما يقال فيها، حكومة فتوى انتحارية في زمن يقف فيه لبنان على حافة الإنهيار...قد نقول أننا كنا ننتظر أكثر من ذلك،ولكن ذلك يبدو سطحياً بعض الشيء،غير أن إذا أردنا أن نصيب بالقول قلنا، بالله عليكم بماذا ضُربتم على رأسكم... كيف تريدون إنقاذ البلد وأنتم جلّ ما فعلتم هو إعادة إجترار ما لم تستطيعوا هضمه في الحكومة السابقة...ألم تتعظوا بعد...انتظركم الشعب،تسعون يوماً، فأتيتموه بحكومة مستشارين مموهين، كان من المفترض أن يكونوا اختصاصيين أو أخصائيين في وزاراتهم كما ادعيتم،ربما هم من أفضل الناس ولكن الطريقة التي تمّت بها عملية التأليف والتشكيل شابتها مئة ألف شائبة وحامت في فضائها الكثير من التجاوزات الدستورية، وتبين للشعب أن الإختصاص الوحيد الذي تعرفونه هو اختصاص المحاصصة ولذلك لا نجد في هذه الحكومة إلا إعادة توزيع للأدوار،وحدّث ولا حرج، تلزيمات وتنفيعات حتى في تشكيل حكومة، فالأئمة الأربعة لم يتقوا الله إلى الآن وما زالت رجلهم في ظهر الوطن تدفعه ليقع في أغور الوديان...إن لم تخجلوا فافعلوا ما شئتم...الأصيل كان قد خرب الحكومة والظاهر أن البديل أيضاً سيخربها... أنتم ترتكبون جريمة في حق الوطن... ما زلتم أيها الأئمة الأربعة على النغمة القديمة ولم ترتدعوا وما زلتم تلتفون على وعودكم للناس وتخذلونها مراراً واستمراراً،بلدنا يكتنز مئات بل آلاف المثقفين والمفكرين واصحاب الإختصاص لكنكم ارتضيتم توابعكم ليكونوا كبش المحرقة واعدين إياهم بالجنة بعد الإستشهاد في حكومة محاصرة بفسادكم وفساد أزلامكم وستغرق في مستنقع العجز، استشهادهم سيكون فشلهم لأن الجنة لا تداس من قبل من داس على وطنه... أليس حرامٌ أن تقدموا مستشاريكم وأزلامكم للناس على أنهم "تشكيلة جديدة"...الشعب ليس غبياً ولم يعد بإمكانكم إستغفال الشعب والحكومة التي تدّعون أن خلاص لبنان سيكون على يدها إنما هي حكومة تبعية وتسييس واستغلال لمستشاريكم، وللآن هي أوهن من بيت العنكبوت، وأنتم تعلمون بذلك، وتعلمون أن هكذا حكومة لن تكون قادرة على جلب قرش مساعدات واحد من الخارج ناهيك عن ثقة المجتمع الدولي الذي يبدو إلى الآن لا مبالٍ بكم، لكنكم تريدون دفع مجموعة من الإنتحاريين ظناً أنكم تستطيعون أن تحققوا ما تضمرون من شر للوطن، تدعون التضحية وأنتم لا تضحّون سوى بالوطن، أكبر همومكم الإستمرار بتنصيب أنفسكم حكاماً على ما بقي من الوطن بعد أن ضربتم بعرض الحائط كل ميثاق وكل دستور، فهذه الحكومة تأتي لتثبت ما قاله التعاويذي:"إن كان رب البيت في الدف ضاربٌ فشيمة أهل البيت الرقص"، إن ما تحاولون فرضه على الشعب الذي يزداد وعيه يوماً بعد يوم لن يمر وسينعكس عليكم كذبكم ونفاقكم،فكيف سيقبل الشعب أن يحكمه من هو أصلاً موسوم بالفساد ومطالب بالرحيل،الثورة لم تنطفئ، ولكن نعيد ونذكّر كل ثائر أن تخريب وتكسير الممتلكات العامة والخاصة لا يجدي نفعاً لأنه يضر بالمصلحة العامة للناس بل جلب هؤلاء المستكبرين الذين نهبوا مال الدولة وأمعنوا في السرقة من عقر دارهم ورميهم في المزابل هو الحل الناجع لكي يتعلموا فعلاً أن لا أحد أكبر من وطنه، فكلنا مع اعطاء فرصة لكن لسنا مع اعطاء فرصة للأئمة الأربعة كي يثبتوا أقدامهم من جديد بطريقة الحكم الفاشلة التي يرتاحون لها، فالبديل إلى الآن لم يظهر مختلفاً عن الأصيل، والإنتحاريون الذين بعثتم بهم إلى فوهة البركان إنما سيندثرون بأحزمة ليست ناسفة، بل هوائية، لأن الشعب اللبناني قادر على تطييرهم متى شاء، وشرارة الثورة التي انطلقت لن ترحم من كان يوماً راعياً للفساد ومستكبراً للجائع والضعيف.