لبنان تحت الاحتلال، فإلى مقاومة "المقاومة"

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 22, 2020




تحت حجة عدم الانزلاق إلى حرب سُنّية شيعية، ولعدم تكرار مشاهد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحرب تموز و٧ أيار وسلسة الاغتيالات والتفجيرات، مع رفع شعار "نحن أم الصبي"،
تحاشت القوى السيادية (١٤ آذار سابقاً) مواجهة حزب الله، منذ نتائج انتخابات ٢٠٠٩، والتي فيها جدد الشعب اللبناني تأييده لها،
ومذذاك، تراجعت هذه القوى عن لعب دورها الوطني، وبدأ مسلسل التنازلات، وقد تُوّج بانتخاب "الجنرال" رئيساً للجمهورية بعد اعتماد سياسة التعطيل المدمرة؛
وطيلة هذه الفترة، ولليوم، ومقابل انكفاء ١٤ آذار الطوعي أو الجبري عن المواجهة، استطاع حزب الله تامين طبقة سياسية بديلة تدين له بالوفاء المطلق. وقد استبدل لهذه الغاية معظم الوجوه السياسية السيادية مع تياراتها وأحزابها، بوجوه دُمية مع احزاب وتيارات ولقاءات مُستحدثة، أو أعاد إحياء وجوه سوداء ذات خلفيات أمنية.
فصرنا امام عملية ترانسفير كبرى للطبقة السياسية، أصبح بنتيجتها حزب الله الآمر الناهي بالمطلق، وعلناً وبدون خطابات تجميلية، كما كان يحصل سابقاً.
وحصّن نفسه بأن جعل لكل "مُزعج" له، "قرينة تلاحقه عالدعسة"؛
فكان ان نفخ بالصهر ليكون مصنعاً دائماً ومتنقلاً للفِتن المسيحية-المسيحية،
ونفخ في طبل الجاهلية وغلام خلده ليكونا "بنات آوى" في مواجهة دموية داخل الجبل،
وقد نفخ في بعض الدُمى السُنّية حتى كادت أنّ تُصدّق نفسها حيثيةً يُحسب لها الحساب، ومنهم من قام الحزب بدغدغة طموحه نحو رئاسة الحكومة، فأصبح مِطواعاً أكثر فأكثر،
حتى الرئيس بري لم يَسْلم من هذا الأمر إذ وَضع بوجهه اللواء النمرود،
كما المجموعات المدنية أو الحقوقية او اليسارية، فقد استحدث الحزب مجموعات له، بنفس الشعارات وبعض الوجوه المُقنّعة، فصارت الأخيرة تُزاحم الأولى في ميادين "النضال"؛
في المحصّلة، نحن أمام احتلال من نوع جديد، أمام وطن مرمي في مُعتقل، المأمور فيه يضحك دائماً، إذ لديه ما يكفي من الأزلام والمأجورين ليقوموا بكل الاعمال القذرة، عنه.
لبنان تحت الاحتلال، إذ وقع تحت احتلال "المقاومة"، وشعبه مدعوٌ اليوم الى تنظيم مقاومته مقابل هذه "المقاومة المُحتلّة".


المحامي ميشال فلاّح