كمال ذبيان - القومي أول من قاد مع مُؤسّسه سعاده ثورة شعبيّة ضدّ النظام... فأين منها اليوم؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 22, 2020

منذ اكثر من ربع قرن والحزب السوري القومي الاجتماعي يشارك في الحكومات، الا القليل منها، ويتمثل في مجلس النواب، فبدأ بست نواب لينخفض العدد الى ثلاثة في هذه الدورة، وقد اثار دخول الحزب الى السلطة في لبنان، اسئلة داخل قيادته وقواعده، حول التأثير الذي احدثه في اصلاح النظام السياسي في لبنان، الذي قاد مؤسس الحزب انطون سعاده اول ثورة قومية اجتماعية عليه في 4 تموز 1949، واصدر بلاغاً للثورة المسلحة التي اعلنها واسماها الاولى، مرفقة بنداءات للشعب اللبناني ليثور على الطغمة الحاكمة، فظهر الفساد في اول عهد رئاسي لبشارة الخوري، والحكومات التي تشكلت في عهده بعد الاستقلال عام 1943، وجرى تزوير الانتخابات النيابية في العام 1947، للتجديد للخوري، الذي افسد عهده ايضاً شقيقه سليم الملقب بـ «السلطان» لتتوارث العهود والحكومات بعد ذلك (الفساد والهدر والمحاصصة والمحسوبية)، فقام الحزب القومي بثورة ثانية مطلع عام 1962، عبر انقلاب دبره مع ضباط وافراد قوميين في الجيش ينتمون الى الحزب واصدقاء له، لكن محاولة الانقلاب فشلت، وفي الثورتين الاولى اعدم فيها سعاده مع ستة من رفقائه وسجن آخرون، وكذلك حصلت اعدامات وسجن في الثورة الثانية التي قادها رئيس الحزب الدكتور عبدالله سعاده.

والعرض هذا من تاريخ الحزب القومي، للاشارة الى ان عقيدته ونضاله السياسي، لا يتلاءمان والمشاركة في نظام سياسي طائفي رأسمالي فاسد، وفق رأي غالبية القوميين الاجتماعيين، وان كان المؤتمر القومي العام الذي انعقد في بولونيا صيف 1984، اوصى بابتعاد الحزب عن اللجوء الى الثورة او الانقلاب، والانخراط في مؤسسات السلطة للكيانات التي للحزب حضور فيها، لكن هذا التوجه كان نحو اصلاح الانظمة من داخلها، وتكوين رأي عام الى جانب الحزب لا سيما بمبادئه الاصلاحية، التي تدعو الى فصل الدين عن الدولة، واقامة اقتصاد منتج، والاستناد الى بيانات الثورة القومية الاولى، التي شخصت امراض النظام السياسي في لبنان ودعت الى اقتلاعها، ومنها مثلاً الدعوة الى استقلالية القضاء.

فالحزب القومي الذي جرى التداول باسمه، ان شرطه لمنح الحكومة الثقة، توزير نقيبة المحامين السابقة امل حداد، التي زكها الحزب، بعد ان عرض اسمها الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب، وتعتبر من اصدقاء الحزب وليست منتمية اليه، وتمسك بها، بعد ان تم عرض ايمن حداد الذي عرض اسمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولم يكن على علم بذلك، والتقى الرئيس المكلف واطلع منه على وضعه الاكاديمي والمهني، وبانه مستقل، وان والد زوجته النائب السابق الدكتور مروان فارس، من قياديي الحزب القومي، الذي فوجئ بطرح اسم ايمن، الذي حاول بعض الاقلام تضليل الرأي العام، اذا اشار احدهم في «موقع الكتروني»، الا ان اسمه جاء، من ضمن خلاف بين النائب اسعد حردان والقيادة السورية والزعيم الرئيس السوري بشار الاسد يتدخل في لبنان، حيث لا صحة لهذه التخيلات، وفق مصادر المعلومات السياسية المتابعة لتشكيل الحكومة التي سخرت من ذلك.

والسؤال الذي طُرح في اوساط القوميين ومن مسؤولين في الحزب، تركز حول الجدوى من المشاركة في الحكومة، مع وجود حراك شعبي، منتفض ضد النظام السياسي ومن شارك فيه، وهو نفسه النظام الذي قاد انطون سعاده ثورة عليه، وجاء من الحزب بعده ليقوم بانقلاب من داخله، وان التجربة اثبتت فشل من تولى وزارات من الحزب، تحقيق اصلاحات فعلية وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتصور المجتمع، ويضع المحتجون افراداً من قيادته مع نفس الطبقة السياسية التي تسلمت السلطة منذ ما بعد اتفاق الطائف، وان كانت المسؤوليات متفاوتة، بين كل حزب وتيار، اذ كان القوميون واصدقاؤهم والمواطنون، يراهنون على اداء مختلف في السلطة، سواء في الحكومة او مجلس النواب، من ممثلي الحزب، وفق ما هو متداول حول الاداء السياسي الذي ادى الى ان تتراجع شعبية الحزب، الذي يدفع ثمن مشاركته في السلطة، وان رأياً واسعاً في الحزب، يطالب بأن لا يكون شريكاً في سلطة أوصلت المواطنين الى مجاعة وفقر، والدولة الى افلاس، والمجتمع الى تفكك.

فبعد حوالى ثلاثة عقود تقريباً، فان المفاخرة عند مَن هم في قيادة الحزب، بأنهم وضعوه في الحياة السياسية، وموجود في المعادلة، لكن الرد عند القوميين انه خارج قضايا المجتمع.