والغربة عندي هي أنّني منذ سنة، ومع الهموم والشؤون والشجون وما آلت إليه الأوضاع، كدت أن أنسی حازميتي. حازميتي هي حيث بنی والدي الغائب الحاضر سعيد فریحه داره، دار الصياد". . . وترعرعت فيها وعشت كل مراحل حياتي الحلوة والمرة في ثنایاها وصولا إلى اليوم؛ عدت من غربتي ولدي حنين إلى حازميتي، إمارتي، وإلى من حافظ عليها: إلى من سلمني مفتاحها، إلى الريس جان الأسمر وأعضاء المجلس البلدي فردأ فردأ الأعزاء الكرام.
*** أحنّ إلى الزمن الذهبي. . . إلى الزمن الذي كنا نفكّر فيه بالإحتفالات في الصيف. . . إلى البرامج الأسبوعية للقاء الأهالي مع بعضهم البعض. أمس جلت في شارع سعيد فريحه الممتد من الفياضية إلى مستديرة "الصياد" مروراً بصرح "دار الصياد". "الدمعة بعيوني". . في كل شبر قصة وعند كل رصيف رواية. . . أشغال، ورش، بني تحتية، الحازمية لا تهدأ لأن الرئيس جان لا بهدا. . .
***
حتى اليوم زينة الميلاد وأضواء مشعة بالأمل في شارع سعيد فريحه ومستديرة "دار الصياد" ليشعر أهالي الحازمية وسكانها أنهم في جو العيد دائها كما نقول بالعامية * تستحق الحازمية منّا جميعاً الإلتفاف والإحتضان فهي امتداد للعاصمة بيروت، أمّ الدنيا، وهي إحدى رئتيها التي تتنفّس منها، ولولا ذلك لأصابها الإختناق.