ندوة بعنوان: "لن أتخلّى عن شبرٍ واحدٍ من لبنان" حول الوجه الوطنيّ للبطريرك الياس الحويّك

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 4, 2020

أقامت جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات ندوة بعنوان: "لن أتخلّى عن شبرٍ واحدٍ من لبنان"، حول الوجه الوطنيّ للمكرّم البطريرك الياس الحويّك، في مسرح البطريرك الحويّك في مدرسة مار يوسف – جبيل. تحدّث في الندوة الّتي أدارتها الأخت ياره متّى كلّ من : الدكتور أنطوان حكيّم، الدكتور عصام خليفة، الدكتور ساسين عسّاف والأستاذ اسكندر شديد. قدَّم برنامج الندوة الإعلاميّ الأستاذ ماجد بو هدير، وتضمّن البرنامج بالإضافة إلى مداخلات المحاضرين، كلمة الرئيسة العامّة الأخت ماري أنطوانيت سعاده، عرض لوثائقيّ عن حياة البطريرك الحويّك ودوره في إعلان دولة لبنان الكبير، وعرض لنشيد "مجدُ لبنان" الّذي كتبَ كلماته الخوري مارون غصن ولحّنه الأستاذ وديع صبرا، وقد أعادت جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة توزيع النشيد وتسجيله بصوت الفرسان الأربعة.
شارَكَ في النّدوة السّادة الأساقفة حنّا علوان، سمير مظلوم، ميشال عون، ويوسف سويف، الأمين العامذ للمدارس الكاثوليكيّة الأب بطرس عازار، رئيسات عامّات من مختلف الجمعيّات الرّهبانيّة، نائب رئيس الرّابطة المارونيّة الدكتور مطانيوس الحلبيّ، فعاليّات منطقة جبيل، وهيئاتٍ تربويّة وإستشفائيّة وإعلاميّين وشبابٍ جامعيّين مهتمّين بالشأن الوطنيّ، وراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات.

كلمة الرّئيسة العامّة
بعد النشيد الوطنيّ، ألقت الرئيسة العامّة لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات كلمة الافتتاح وقد جاء فيها: "يقينُنا أنّ البطريرك الياس الحويّك قالَ وفَعَلَ، ولَمْ يتخَلَّ فِعلًا عَن مطالبتِهِ باسترجاعِ لبنان لِكامِلِ أراضيهِ وبإعلانِ استقلالِهِ، حتّى آخِر شِبرٍ وآخِر حبّةِ تُرابٍ مِن تُرابِ الوطن. تَعودُ إلى ذاكرتِنا اليوم وقفاتُهُ البُطوليَّةُ وكلماتُهُ النّبويَّةُ وأسفارُهُ ومحادثاتُهُ الدِّبلوماسيّة، وتَحَلُّقُ اللّبنانيّين حولَهُ مِن كُلِّ طائفةٍ لتَمثيلِهم في مؤتمرِ الصُّلحِ الّذي انعقَدَ في باريس. تعودُ بنا الذاكرةُ إلى قصرِ الصُّنوبَرِ في بيروت، والبطريركُ الحويّك، صاحبُ المقعد رقم 1 في احتفالِ إعلانِ دولةِ لبنانَ الكبير في الأوّلِ من أيلول سنة 1920. يقينُنا أنَّ الحويّك لَمْ يتخلَّ عن شِبرٍ واحِدٍ مِن لبنان. وإيمانُنا أيضًا أنَّ المُكرَّمَ الجديد، البطريرك الياس الحويّك، لَنْ يَتخلّى عَن شِبرٍ واحدٍ مِنه. فهو الأبُ المؤسِّسُ والشفيعُ الأوّلُ للبنان. وكَمْ نحنُ بحاجةٍ اليومَ إلى شفاعتِهِ. كَم أنَّ لبنانَ وأبناءَ لبنان بحاجةٍ إلى أنْ يعودوا إلى إرثِهِ ويستلهِموا فكرَهُ ورؤيَتَهُ.

المكرّمُ البطريرك الياس الحويّك هوَ لنا مثالٌ يُحتذى بِه في العملِ السّياسيّ المقدّس. كانَ رجلَ الله، ورجلَ التّدبيرِ الاجتماعيّ والسّياسيّ، ورجلَ الحوارِ والانفتاحِ، ورجلَ التنميةِ المُستدامةِ ومحاربة الفَسادِ، ورجلَ الإصلاحِ والاستراتيجيّات. وقَد ترَكَ لنا بالإضافةِ إلى مَثَلِ حياتِهِ، كتاباتٍ ثمينةٍ في الشّأنِ الوطنيّ، أهمُّها رسالتُه الأخيرة بعنوان "محبّة الوطن"، الّتي تشكِّلُ بِحَقٍّ دستورًا لبناء الوطن وإصلاح المجتمع".
وبعد أن شكرت الحضور والمحاضرين، ختمت قائلةً: "كُلُّنا رجاء أنَّ المكرّم البطريرك الياس الحويّك الّذي أحبَّ لبنان وناضَلَ في سبيلِهِ، حاضرٌ معنا، ساهرٌ على مسيرةِ وطنِنا وأبنائِه، ونحن متَّكلون كما كان هو دائمًا على عنايةِ الله، وكلُّنا ثقةٌ بأنّ ضيقَنا الحاليّ، يُعِدُّ لوطنِنا ثِقْلَ مَجدٍ أبديٍّ، المجدِ الّذي أُعطيَ للبطريرك الحويّك، فأثمرَ قَداسَةَ سيرةٍ ومجدَ وَطَنٍ اسمُهُ لبنان. عشتم وعاش لبنان".

الدكتور أنطوان حكيّم
ألقى الدكتور أنطوان حكيّم محاضرة بعنوان : "البطريرك الياس الحويّك ومسألة حدود لبنان الكبير". تمحورت المحاضرة حول نقاطٍ ثلاث، استعرض في الأولى المواقف من حدود لبنان كما طُرِحَت منذ أربعينيّات القرن التاسع عشر وحتّى سقوط السلطنة العثمانيّة في العام 1918. تطرّق في الثانية إلى مسألة الحدود الّتي طالب بها الحويّك في مذكّرته إلى مؤتمر الصّلح. وكرّس الثالثة إلى التجاذبات الّتي عرفتها تلك المسألة بعد مذكّرة البطريرك وبعد أن أعلن غورو رسميًّا قيام دولة لبنان الكبير وإلى الدور الّذي لعبه الحويّك في الدفاع عن حدود الدولة الجديدة. وتطرّق المُحاضِر في النهاية إلى بعض الاقاويل الّتي تطال خيارات الحويّك فدحضها مبيّنًا عدم صوابيّتها.

الدكتور ساسين عسّاف
أمّا محاضرة الدكتور ساسين عسّاف بعنوان "بطريرك كلّ اللبنانيّين"، فقد ميّزت بين أبعاد ثلاثة كوّنت رؤيا البطريرك الياس الحويك الوطنية الشاملة لجميع اللبنانيين: البُعد الدينيّ اللاهوتيّ في تكوين رؤياه الوطنية، البعد السياسي اللبناني الوحدويّ في تكوين رؤياه الوطنية والبعد الإجتماعي في تكوين رؤياه الوطنية. وختم الدكتور عسّاف محاضرته ملّخصًا إيّاها بما يلي: "أبعاد ثلاثة في رؤية رجل واحد: البعد الإلهي، البعد الوطني، البعد الإنساني. في شخصه قبس من قداسة تجلّت في محبة الوطن وإنسانه. فأين منه شياطين هذا الزمن مخرّبو الوطن وقاتلو إنسانه".

الدكتور عصام خليفة
جاءت محاضرة الدكتور عصام خليفه بعنوان: "البطريرك الياس الحويّك في مواجهة مجاعة الحرب العالميّة الأولى"، لتؤكّد على الدور المصيريّ الّذي لعبه الحويّك في تلك الفترة. تطرق بداية في بحثه ال وصف المجاعة وأسبابها ونية السلطنة العثمانية بتجويع اللبنانيين والقضاء عليهم. بعد ذلك، تناول خليفه تحذيرات تاحويك من المجاعة ولائحة النقاط السبع التي أصدرها في ٩ كانون الاول ١٩١٦. ثم انتقل الى ابراز دور الخوري بولس عقل بالتعاون مع المطران يوسف دريان في مصر ووصف آلية المساعدات والتواصل وكمية الاموال الموزعة 3693438 قرش صاغ ورق توزعت على ٥٠٠ قرية.
في النهاية ركز الباحث على بعض القيم ومنها الاعتماد على اقتصاد منتج والحيلولة دون الاستغلال واستغلال مواردنا الطبيعية والبشرية والابتعاد عن صراع الكبار عارضا موقف الحويك الاقتصادي والتربوي والاجتماعي والثقافي والامني.

الأستاذ اسكندر شديد
ألقى الأستاذ اسكندر شديد محاضرته بعنوان : البطريرك الياس الحويك في مسار تاريخ الروح، أبرز ما جاء فيها: "شخصية المكرم البطريرك الحويك هي جمع بهي من تاريخ الموارنة، ومسارهم الروحي، وما عانوه في التمسك بهذا المسار. وهي مثال حي ساطع لالتقاء القداسة والبطولة والإبداع". وبعد استعراض لتاريخ الموارنة وبطاركتهم وميزات التزامهم، ختم مؤكدا: "هذه الميزات-السمات يمكننا تتبعها في إنجازات المكرم الحويك المختلفة، على صعيد إنماء كنيسته، وتأسيي رهبانية العائلة المقدسة، كما على صعيد لهفته على لبنان وشعب لبنان خلال المجاعة الكبرى ومواجهته الاحتلال العثماني، ورقابته الصارمة على السلطة المنتدبة".