لهذا السبب تم استخدام "القوة المفرطة" من قبل الجيش في جل الديب

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 14, 2019

شهدت عدة مناطق لبنانية أمس تحركات شعبية، ولا سيما أمام بعض الإدارات الرسمية فيما عمد المتظاهرون في منطقة جل الديب (شمال بيروت) إلى إقفال الطريق حيث سجلت مواجهات بينهم وبين الجيش اللبناني.
ومنذ ساعات الصباح الأولى أقدم المحتجون على قطع أوتوستراد جل الديب بالاتجاهين قبل أن يعمل الجيش اللبناني على إعادة فتحه أمام السيارات بعد عدة محاولات. وأدى ذلك إلى اعتقال عدد من المتظاهرين لبعض الوقت قبل أن يُطلق سراحهم. وقال المتظاهرون إن «قطع الطريق تم صباحا للتأكيد أن الثورة لم تمت وأنهم لن يرضوا إلا برئيس حكومة مستقل».
وفي بيان له دعا «حزب الكتائب اللبنانية» قائد الجيش لمساءلة ومحاسبة من أساء إلى صورة المؤسسة العسكرية. وقال جهاز الإعلام في «الكتائب»: «نتابع منذ فترة ميل أجهزة أمنية لبنانية لاستعمال مفرط للقوة لترهيب وقمع متظاهرين سلميين في عدد من المناطق اللبنانية، منذ اجتياح خيم الثوار في مزرعة يشوع مروراً باعتداءات حرس مجلس النواب على المارة في بيروت وصولاً إلى وحشية التعاطي صباح اليوم في جل الديب». وأضاف بيان الكتائب: «لقد أثبتت المؤسسة العسكرية منذ بدء الانتفاضة الشعبية مسؤولية عالية بالتعاطي مع الأحداث»، سائلا: «ماذا تغير اليوم؟ ولماذا هذه الوحشية في قمع بعض المتظاهرين الذين يريدون إيصال صوتهم لسلطة غائبة وعاجزة... لماذا هذه الازدواجية في التعاطي، بالتساهل مع جمهور أحزاب السلطة من جهة، والتشدد مع متظاهرين سلميين أحرار من جهة أخرى؟». وأضاف: «هل من نية خفية للإيقاع بين الجيش وشعبه؟ ومن المستفيد من هذا الواقع الجديد؟».
وبينما حذّر «الكتائب» من الاستمرار في نهج القوة المفرطة، دعا «قائد الجيش الذي يحظى بإجماع اللبنانيين إلى تدارك خطورة هذه الأفعال عبر مساءلة ومحاسبة من أساء إلى صورة المؤسسة العسكرية لتبقى هذه المؤسسة حامية للوطن وضامنة لشعبها كل شعبها».
وفي رد منها على الانتقادات التي وجهت إلى الجيش، قالت مصادر عسكرية، لـ«الشرق الأوسط» إن «موقف قائد الجيش جوزيف عون الأخير كان واضحا لجهة رفض قطع الطرقات مع احترام حرية التعبير عن الرأي والتظاهر في الساحات، وإذا بصباح أمس عمد متظاهرون إلى قطع طريق جل الديب حيث حاول العناصر فتحها مستخدمين (القوة الناعمة) لكن تمت مواجهتهم بالقوة والتعدّي على العناصر وتوجيه إهانات وكلام بذيء لهم ما اضطرهم إلى اللجوء إلى القوة المتدرجة»، داعية إلى الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يعيش في ظلها العسكريون المحتجزون في مراكزهم وعملهم منذ 60 يوما.
وفي رد منها عن سبب عدم توقيف المعتدين من مناصري «حزب الله» وحركة «أمل» الذين يهاجمون المتظاهرين في وسط بيروت، قالت المصادر: «في الأيام الأولى للاحتجاجات حين نفذ هجوم من قبل هؤلاء على ساحات التظاهر كان الجيش لهم بالمرصاد، لكن بعد ذلك وزّعت المناطق على الأجهزة الأمنية بحيث لم يعد الجيش مسؤولا عن منطقة وسط بيروت». وأوضحت: «في الاجتماع الأمني الأول في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، تم توزيع المناطق على الأجهزة حيث اتفق على أن تكون منطقة وسط بيروت (ساحتي الشهداء ورياض الصلح وجسر الرينغ) تابعة لقوى الأمن الداخلي ويأخذ الجيش دور المؤازرة، على أن يكون وجوده الأساسي في جل الديب والشفروليه وجونيه، ويتولى أمن الدولة مسؤولية منطقة الصالومي، والأمن العام في الأشرفية ومنطقة المطار».
وسجل أمس عدد من التحركات والوقفات الاحتجاجية في عدد من المناطق وأمام عدد من الإدارات الرسمية.
وفي بيروت، دخلت مجموعة من شبان الحراك الشعبي قبل الظهر إلى حرم مركز هيئة «أوجيرو» المركزي في بئر حسن، حاملين لافتات تندد باقتراحات خصخصة «أوجيرو» وقطاع الاتصالات في لبنان وبيعها والدفاع عن حقوق صغار المستخدمين والمياومين. وبدأ المحتجون برفع الأصوات وإطلاق شعارات داخل المبنى وتوجيه الاتهامات المباشرة إلى إدارة «أوجيرو» ورئيسها ومجلس إدارتها والمستخدمين الكبار فيها. وتدخل حرس المركز الرئيسي التابع للهيئة وحصل تدافع وتضارب، انسحب على إثرها المحتجون وتراجعوا إلى أمام بوابة المركز الخارجية، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة إلى أن المحتجين قالوا إنهم «سيرفعون دعوى قضائية بسبب ما تعرضوا له من اعتداء داخل المبنى».
وفي جونيه، أقفل محتجون لليوم الثاني مدخل مصلحة تسجيل السيارات والآليات في سرايا جونيه، ومنعوا الموظفين من الدخول إلى مكاتبهم، ووضعوا عند المدخل العلم اللبناني.
وفي صيدا، قام عدد من الشابات والشبان من مجموعة «أنا مستقل» من الحراك المدني بالدخول إلى مبنى الضمان الاجتماعي «للمطالبة بحقوق المواطن من ضمان شيخوخة وضمان صحي وتغطية علاج الأمراض المزمنة والمستعصية بشكل كامل وضمان أصحاب المؤسسات وتغطية علاج الأسنان واللثة وميكنة إنجاز المعاملات». وقاموا بمحاولة لصق منشورات بمطالبهم على أبواب مكاتب الموظفين، إلا أن أحد الموظفين قام بمنعهم مستغربا دخولهم إلى مبنى الضمان.
وفي صور نفذ محتجون من حراك المدينة وقفة تضامنية أمام مصرف لبنان مرددين شعارات منددة بالسياسات المصرفية المالية والسياسات الاقتصادية المتبعة.
وفي طرابلس، نفذ محتجون اعتصاما أمام المدخل الخارجي لسرايا طرابلس احتجاجا على الفساد المستشري فيها، مرددين هتافات تطالب باستقالة محافظ الشمال رمزي نهرا، وسط انتشار كثيف لعناصر قوى الأمن الداخلي في محيط السرايا وعند أبوابها الخارجية والداخلية.
وفي بعلبك أيضا اعتصم عشرات المحتجين صباحا أمام فرع مصرف لبنان رافعين الأعلام اللبنانية ومرددين الهتافات المطلبية.


الشرق الأوسط