خاص- رحيل مؤلم.. والآتي اعظم!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, December 5, 2019

بالأمس جورج زريق وناجي الفليطي واليوم داني أبو حيدر ومحمد الذي حاول إحراق نفسه ولكن تم انقاذه، ونزيه عون.. هؤلاء الشباب قرروا وضع حد لحياتهم بعدما عاشوا وجع القهر والدين والعوز وضاقت الحياة في وجههم  واسودت الدنيا بعيونهم، ففضلوا الهروب بدل المواجهة..

جورج زريق حرق نفسه أمام الملأ، وترك زوجته وطفليه وعائلته، غير آبهٍ بشي، سوى أن يرحل إلى مثواه الأخير، محترقًا بيأسه وانكساره وألمه، بعد ان وجد نفسه أمام أفقٍ مسدودٍ، من دون خيارات لخلاصه.

ومنذ يومين اهتزت بلدة عرسال بخبر مؤلم عندما قرر ناجي والد لطفلين إنهاء حياته من أجل لقمة العيش والظروف الاقتصادية التي تزداد وجعاً فلم يجد طريقة لدفع ديونه سوى الانتحار.

اما داني فضاقت سبل عيشه، فراتبه ما عاد يكفيه وتراكمت عليه الديون، فقرر الابتعاد عن اولاده الثلاثة وحرمهم سند الاب في الحياة!

وفجر اليوم أقدم نزيه عون البالغ من العمر 56 سنة على الانتحار في بلدة تبنين الجنوبية وهو يعاني من البطالة وهو من دون عمل منذ مدة.

لقد عاش اللبنانيون اوضاع اقتصادية سيئة في الماضي ولكن ما نعيشه اليوم من فقر وإذلال مُخيفٌ جداً..  الناس خائفة، تعيش صراعاً وقلقاً من الغد، يتهافتون للتموّن خوفا من اطالة الازمة  وتتخبط الناس بعجزها ويأسها من كيفية تأمين لقمة عيش لأطفالها وقسط مدارسهم، فالفقير زاد فقره، والمتوسط الحال انعدم حاله، فالوضع تدهور سريعا جدا ولم يحصل بعض الموظفين على رواتبهم خلال هذا الشهر، أو حصلوا على نصفه، أو حتى توقف البعض عن العمل كليّاً جراء اغلاق مؤسسات تجارية كثيرة ابوابها.
 
 قبل ان يصل الانسان الى مرحلة قرار الانتحار، يعيش صراعاً داخلياً يفوق قدرته على التحمل، فعزة نفس وكرامة الرجال تمنعهم من الاعتراف بعجزهم أو ضعفهم أو وجعهم تجاه عائلاتهم واولادهم ويفضلون الرحيل بدل تبرير عدم قدرتهم على تأمين لقمة عيش من يحبون
 
  فعندما نعيش اكتئاباً قويا وصراعاً داخلياً وشعوراً بالعجز.. قد نقدم على اي عمل خطر دون التفكير بما سيحصل لاحقا.. فتفاقم مشاعر الحزن والاكتئاب والتعب وفقدان الأمل والحزن.. يؤدي الى نهايات حزينة!


لقد وصلت نسبة كبيرة من اللبنانيين الى مرحلة الاحتقان النفسي جراء الصعوبات الحياتية والضغوطات الاقتصادية والمالية والأعباء العائلية والحالة الصحية التي يعيشونها، وامتزج شعور الحزن والخيبة والاكتئاب، مما سيؤدي الى زيادة في السرقات والاعمال الإجرامية او الانتحار.. 

كم حالة انتحار سنشهد قبل ايجاد حل من قبل سلطتنا للازمة الخانقة! وكم داني وجورج سنخسر وهم متربعون على عروشهم لا يهتزوا من سماع صرخات الناس! ان الوضع الذي نعيشه لم يعد يحتمل!

Abir Obeid Barakat