خاص - مارك ضو: الحراك يراقب..ولسنا بحاجة لحشد الملايين بعد الان!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 4, 2019

خاص- عبير عبيد بركات

إن المشهد السياسي اليوم يمكن وصفه بالشلل التام ولا وجود لأي حل في الأفق للخروج  من أزمة الاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً في ظل الوضع الاقتصادي السيء الذي يشهده لبنان يوماً بعد يوم جراء تراكم سنوات دون إيجاد حلول من قبل الطبقة الحاكمة، ويحمّل معارضو الإنتفاضة الشعبية، التي انطلقت على كافة الأراضي اللبنانية منذ 48 يوماً، مسؤولية الإنهيار الإقتصادي للذين ثاروا وطالبوا بحقوقهم لأنهم كانوا السبب في تسكير البلد، متناسين بقصد أو عن جهل أن ولادة الحراك هي نتيجة وجع الشعب بكامله!
 
اما بالنسبة للحراك، فيظن البعض أنه دخل مرحلة الركود وفقدان الدافع والاحباط، ولكن لا صحة لهذه الأفكار، كما يقول الناشط مارك ضو لـ"الكلمة أونلاين"، فالحقيقة هي أن الثورة لم تستسلم ولكنها لا تستطيع أن تقوم بالتعبئة الشاملة لليوم الـ46، فالمد والجزر في هذه المرحلة طبيعي جداً، ولكنها انتصرت بفضح عجزهم مع كل التحديات الاقتصادية اليومية، وتعمل الثورة الآن على أكثر من صعيد فهناك إجتماعات مع جمعيات أهلية ومدنية لإيجاد حلول لمشاكل عديدة، وموقف الثوار واضح ولا أحد يستطيع تحريفه، كونه يمثل حالة مطلبية شعبية وليس كتل نيابية، فالمليون والنصف الذين تظاهروا لم يبدلوا رأيهم حتى الآن، ولم يعد هناك حاجة لحشد مليون شخص يومياً، فيركز الحراك اليوم على دور رقابي مطلبي لانه ليس حزب سياسي يفاوض على الحصص، فلننتظر كيف سيقرأون الطروحات السياسية المنتظرة ولنرَ اذا كانت ترضي الناس، وان لم يلبوا مطلبنا، فليذهبوا الى انتخابات نيابية مبكرة ولتتغير السلطة التشريعية.
 
وحول المطلب الاهم، وهو فصل القضاء عن السياسة، يقول ضو ان "المجلس النيابي الحالي سيتردد كثيرا قبل إقرار إستقلالية القضاء وفصله عن السلطة، ولكن عندما تتشكل حكومة من المستقلين الحياديين سيكون هذا الموضوع اولى اهتماماتهم.

وعما اذا كان الحراك راضٍ عن ادراج اسم سمير الخطيب لرئاسة الحكومة، يؤكد ضو انه من الضروري ان يكون من سيترأسها بعيدا عن اي انتماء حزبي ولا علاقة تجارية أو عملية تربطه بأي كيان من الدولة اللبنانية وبعيدا عن اي صفقات وعقود وتعهدات كانت تمر على حساب الشعب،  فتسمية شخص له علاقة متينة بالسياسيين بغض النظر اذا كان فاسداً او غير فاسد، فأي شبهة قد تعيق قبوله.
 
ويتابع ضو بأن التصعيد المقبل يأتي من الحالة الاجتماعية والإقتصادية المزرية أكثر من تحركات السياسيين، بما فيهم تصعيد الحراك ولا عودة الى الاستقرار من دون إصلاحات جدية ومحاسبة وطريقة حكم جديدة، فالثورة انطلقت من الحاجة لاصلاح الوضع اقتصادي اولا والوضع السياسي ثانيا.
 
ويقول ضو ان ما تقوم به القطاعات الغذائية والتربوية والاستشفائية ووسائل الطاقة من تصعيد هي مسائل محورية لإستمرار نوعية الحياة في لبنان.

ويتابع انه بعد تشكيل الحكومة ستمتد الازمة الاقتصادية نظراً لعمق المشاكل البنيوية بالاقتصاد اللبناني من ناحية الاعتماد على الاستيراد بشكل دائم وضعف القطاعات المنتجة، فتشكيل الحكومة ستفرمل الازمة، وسنقدم كل الطروحات التي تسمح لنا بالخروج من الازمة بأسرع وقت ممكن ولكن لن يكون تشكيلها  كبسة زر سحري لحل المشاكل البنيوية للاقتصاد، فنحن بحاجة لسنوات وعقود لسد الدين المتراكم، ونأمل أن لا يسوء الوضع اكثر مع استمرار هذه المماطلة وعدم البدء الجدي لطرح الحلول وتحسين الادارة ووضع رؤية حقيقية لكيفية الاستمرار".  
 
ويؤكد ضو ان الازمة الاقتصادية كانت ستحصل قبل الثورة، ولكن ما فعله الحراك ان الشعب اللبناني دخل الازمة وهو يطالب بحقه بدل ان يكون ساكتا عنه.

Abir Obeid Barakat