الطريقة المناسبة لمساعدة طفلكِ على الحفظ

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 15, 2019

قصائد، تاريخ، جغرافيا، علوم طبيعية وفيزياء، مواد كثيرة أضيفت إلى حقيبته وكلها تتطلّب الكثير من الدرس والعناء... والحفظ. لكنّه ما زال صغيراً. فهل يستطيع تحمّل كل هذه المسؤوليات؟ هل يعاني طفلكِ مشكلة في حفظ دروسه؟
الجواب قد يكون نعم أو لا. مهما كان الجواب، هل خطر لكِ أن تكتشفي معه الطريقة المناسبة لمساعدته في الحفظ؟ وهل تعلمين أنّ لكل طفل طريقته الخاصة في هذا المجال؟

بداية، راقبي أسلوبه في حفظ الأشعار، ومن ثم كيفية أدائه في المواد الأخرى، وبالتالي ستلاحظين نوعية الذاكرة التي يمتلكها وستكون واحدة من بين الأنواع الثلاثة التالية:

1- الذاكرة البصرية: ترتكز هذه الذاكرة على القراءة البصرية ويكون كافياً للتلميذ أن يتذكّر ما رأته عيناه وما قرأه بصمت، ليكرر المعلومات ويخزّنها في ذاكرته فتصبح جاهزة ليستخدمها في أي وقت.

2- الذاكرة السمعية: ترتكز هذه الطريقة في الحفظ على القراءة بصوت مرتفع. يكفي التلميذ بأن يستمع إلى المعلومات لتختزنها ذاكرته.

3- الذاكرة الكتابيّة: لا تنفع القراءة أو السمع وحدهما ليحفظ الطفل درسه، بل يشعر التلميذ بأنّه عند كتابة النص الذي يجب حفظه سيتمكّن من تخزينه في الذاكرة بشكل أفضل.

تسمح هذه الاساليب في الدرس للتلاميذ باستخدامها كلها، رغم أنّ البعض قد يفضّل واحدة منها ليحفظ درسه. إن شعرت بأنّ ابنكِ لن يتمكّن من حفظ مقطع ما في كتاب التاريخ مثلاً، فاطلبي منه قراءته بصوت مرتفع ثم كتابته على الورقة قبل أن يتمعّن النظر فيه لحفظه جيداً، ومع التركيز لا بدّ من تخطي الصعوبات.

نشاط الذاكرة

يختلف نشاط الذاكرة وقدرة الشخص على الحفظ من شخص إلى آخر. إذ يتمتع كل واحد منّا بنمط مختلف عند الحفظ. كثيراً ما ننجح في تذكر مقطع بعد إلقاء نظرة سريعة عليه قبل لحظات من موعد الامتحان. لكن رغم ذلك، نفشل في تذكّره في وقت لاحق. فما هو السبب؟

يعود السبب إلى الوقت القصير الذي أخذه الدماغ لرؤية المعلومات، لكن في الواقع لم يحفظها جيداً. لذا لا تنفع هذه الطريقة دائماً لأنها لحظة عابرة فحسب.

أما الدرس الذي يقرأه ابنكِ أو يكتبه قبل لحظات من موعد نومه فسيتذكر تفاصيله الصغيرة عند الصباح. إذ يبدو أنّ الذاكرة تعمل على تخزين المعلومات أكثر خلال النوم، فيصبح قادراً على حفظه بسهولة أكبر.

وبالتالي، حتى ولو كان الطفل متعباً ولا يستطيع استيعاب المزيد من المعلومات، من الضروري أن يستعدّ لدروسه بهذه الطريقة. أما إذا كان لا يفهم درسه ويحاول الحفظ لكن من دون جدوى، لا بدّ من شرح الدرس له جيداً ليتمكّن من حفظه بطريقة أسهل. كما يمكن اللجوء أحياناً إلى نظرية «بافلوف» Pavlov التي تفيد بأنّ التكرار الآلي يساعد في تخزين المعلومات بشكل أفضل.

الوقت المثالي

لدى كل تلميذ نمطه الخاص في التوقيت المناسب للدرس. يلجأ البعض إلى الدرس في الساعات المبكرة من النهار أي قبل موعد الذهاب إلى المدرسة وحتى عند موعد الغداء في الإجازات. ويُعد هذا التوقيت الأفضل بشكل عام، بينما يفضّل البعض الآخر ساعات الليل الهادئة لحفظ الدرس، أي عندما يخلد الطفل إلى النوم، حيث يشعرون بالقدرة على الحفظ بشكل أفضل أكثر من أي وقت آخر.

وغالباً ما يكون الانتباه مشتتاً بعد موعد الغداء، لذلك من المستحسن أن يأخذ الولد قسطاً من الراحة ليحظى بدقائق من الاسترخاء الذهني أو النوم قليلاً لأن هذه القيلولة تساهم في تنشيط الطاقة والتركيز. وبالتالي يصبح الولد قادراً على التركيز أكثر بعد الساعة الثالثة عصراً. لكن من الأفضل تجنّب تناول الطعام بكثرة ظهراً خوفاً من الشعور بالنعاس الشديد.