هل كانت زوجة البغدادي بضيافة الأتراك؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 8, 2019

أثار إعلان السلطات التركية عن موجة اعتقالات طالت مقربين من أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الذي قتلته الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي، الكثير من التساؤلات بشأن سرعة الاعتقالات وتزامنها مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مقتل البغدادي.

واعتبر خبراء أمنيون أنه من الواضح أن الاستخبارات التركية كانت تعلم أماكن تواجد أقارب البغدادي، وخاصة زوجته ونجله. لكنهم تساءلوا لماذا لم تبادر تركيا إلى اعتقال هؤلاء الأقارب في فترة سابقة؟ ولماذا تُرك الإعلان عن ذلك إلى ما بعد مقتل البغدادي؟ وهل أنهم كانوا في ضيافة أنقرة والميليشيات الحليفة لها شمال سوريا؟

ولم يستبعد الخبراء أن تكون لدى تركيا قنوات تواصل مع هؤلاء الأقارب إما بغاية استخدامهم كطعم لاعتقال زعيم داعش، أو أنها كانت تستخدمهم في سياق فتح قنوات تواصل مع التنظيم المتشدد، في سياق توظيف الجماعات الإسلامية المتشددة ورقة ضغط لفرض شروطها في أستانة وسوتشي بشأن مستقبل الحل في سوريا.

وما يلفت الانتباه أن البغدادي كان يختبئ في قرية باريشا التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) المنافسة لداعش، وهو ما يرجح وجود تنسيق مسبق مع جهة ثالثة، الأقرب أنها جهة استخبارية تركية، مكّنت البغدادي من الدخول والاختباء تحت حماية خصومه بهدف التمويه وإبعاد أنظار الاستخبارات المختلفة التي تطارده.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال منذ يومين إن بلاده قد ضبطت زوجة البغدادي ونجله الذي تم التأكد من حمضه النووي وهذا أمر مهم بالنسبة لنا.

كما أعلنت أنقرة أنها اعتقلت شقيقة البغدادي برفقة زوجها وزوجة ابنها وخمسة أطفال وسط معلومات عن أن هؤلاء جميعا كانوا يتنقلون بهويات مزورة في مدينة أعزاز في الشمال السوري ولمدة ستة أشهر قبل مقتل زعيم داعش.

وتساءل مراقبون كيف يمكن أن ينجح هؤلاء المطلوبون لأجهزة استخبارات عديدة في التخفي على بعد كيلومترات من حدود تركيا، معتبرين أن هذا يثير شكوكا جدية بشأن وجود دور تركي مباشر أو عبر وكلاء كانوا يسهرون على إنجاح عملية الاختفاء والتمويه.

ويعتقد هؤلاء المراقبون أن سجلات أنقرة في التعاون مع داعش تقوي فرضية أن الاستخبارات التركية كانت وراء هذه اللعبة، وأنها اضطرت إلى اعتقال هؤلاء دفعة واحدة مع فوارق زمنية صغيرة لإظهار جديتها في محاربة داعش، والرد على اتهامات أميركية لأنقرة بشأن غياب أي جدية في الحرب على الإرهاب.

وقال توم جوسلين، الزميل لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن مصادر أميركية وجدت أن جهاديين كانوا يتجولون بحرية، في مناطق قالت تركيا إنها شنت غارات عليها لاستهداف القاعدة وداعش، مما أثار تساؤلات حول حقيقة السياسة التركية تجاه داعش.

وكتب إيلي ليك في مقال بنشرة بلومبيرغ أن الحكومة الأميركية حددت مسؤولا واحدا بارزا على الأقل في داعش باعتباره يقيم في تركيا.

وأشارت وزارة الخزانة الأميركية في أغسطس 2017 إلى أن وزير مالية التنظيم نقل إقامته من العراق إلى تركيا في وقت سابق من العام نفسه.

وأثار مقتل زعيم داعش، في قرية سورية على بعد خمسة كيلومترات فقط من الحدود التركية، الشكوك بشأن كمّ المعلومات التي كانت تركيا تعرفها عن مكان اختبائه.

ورجّح مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، أن تكون تركيا على علم بمكان اختباء البغدادي، وقال إن الحكومة التركية لم تكن ترى في وجوده بالقرب من حدودها تهديدا.

وقال لاس هيراس، الزميل المتخصص في أمن منطقة الشرق الأوسط بمركز الأمن الأميركي الجديد، إن “المخابرات التركية تسيطر سيطرة كاملة على إدلب… هناك تساؤلات جادة حول طول الفترة التي ربما كانت تركيا تعلم فيها أن البغدادي كان في إدلب، وحول السبب الذي دفعها إلى عدم التحرك إن كان بالفعل قد بلغها الأمر”.


العرب اللندنية