طلاب لبنان، أنتم اليوم مفخرة لبنان وعزة أرزته، بصوتكم الصارخ البريء في وجه الفساد والنهب رسمتم الخط الأحمر لكرامة لبنان ولكرامة ذويكم فأصحبتم الخط الأحمر الذي لن يجرؤ السارقون والناهبون للمال العام على تخطيه، بل سينكسرون عليه كأمواج تتكسر على الصخور... هم امتطوا أمواج السرقة والنهب وأنتم اليوم الصخور التي ستتكسر عليها أمواج هدرهم للمال العام وإستباحة الأملاك البحرية وتشريع ثرواتهم الفاحشة غير المشروعة بخبث لعبهم وتلاعبهم على الدستور.
يا طلاب لبنان، أنتم مدعوون اليوم لكي تشدّوا من عزيمة بعضكم البعض لأنكم أنتم الوجه الجديد لنضال ذويكم وأهلكم، تجاعيد وجوههم تخبر عن الزمن المرير الذي تعرضوا له على يد هذه الطبقة السياسية الفاسدة.
لا تتركوا الساحات ولا تلينوا وضمّوا أصواتكم ورصّوا صفوفكم، أنتم تكملون المسيرة عنا.
لا تقبلوا بمجرد استدعاءات تمثيلية لرموز الفساد بل اطلبوا الشفافية المطلقة أمام الرأي العام فكل فاسد وسارق للمال العام يجب أن يُظّهر أمام الناس بأفعاله الشنيعة والرخيصة وخيانته للشعب وإئتمان الشعب له، لا تخلوا الساحات إلا عندما تبدأ الرؤوس الكبيرة بالتدحرج، لا تخنعوا أمام الفاسدين ولا تسمحوا لهم أن يسلبوكم قوة التغيير العاصفة التي تجلت في حراككم، عليكم بالنضال بكل ما أوتيتم من قوة، فلبنان لم يكن يوماً فقيراً بل أفقروه جراء سياساتهم المتقوقعة في فسادهم.
يا طلاب لبنان، لا تتراجعوا فأنتم أملنا في غدٍ أفضل وأنتم الرجاء الجديد،لا تنصتوا لمن يحاول استهابتكم بخسارة سنة من عمركم، فالثورة لا نهاية لها لأنها مدعمة بنبض شباب أحرار،لن تخسروا شيئاً لا سنة دراسية ولا سنة من عمركم لأنكم ستستثمرون في وطن أفضل ولحياة وعيش أرقى، لا يمكنكم أن تخسروا من العمر لأن من يستطيع أن يولد هكذا ثورة بستطاعته أن يولد الربيع الجديد متى أراد، فاليوم تجسدون إنتفاضة جبارة قلبت كل المعادلات وكل المعايير حتى ارتعب منكم كل فاسد من الصغير إلى الكبير، استمروا والساحات لكم، إستمروا وادعوا الجميع لمشاركتكم وكونوا بيرق تغيير لبنان ودحر الفساد ولا تستكينوا حتى يحاكم الفاسدين شر محاكمة.
