كشفت بيانات خاصة بإحدى الجمعيات الخيرية عن تزايد معدلات الإصابة بسرطان الفم في المملكة المتحدة خلال العام الماضي وبلوغها مستوى قياسي، وأرجعت الجمعية السبب وراء ذلك التزايد إلى فيروس يمكن أن ينتشر عن طريق الجنس الفموي.
ومع تراجع معدلات الإصابة بمعظم أنواع السرطانات، بدأت تتزايد معدلات الإصابة بسرطان الفم وارتفعت بنسبة وصلت إلى 135 % على مدى ال 20 عاماً الماضية. وأظهرت البيانات وفاة 7 أشخاص كل يوم بسبب هذا المرض على مدار العام المنقضي، علماً بأن إجمالي المصابين بالمرض في المملكة المتحدة يقدر ب 8337 مريضاً.
وتم الكشف عن تلك الأرقام المخيفة من قبل تقرير أعدته جمعية الحفاظ على صحة الفم في بريطانيا، وهي الجمعية المهتمة بتوعية الناس وتحذيرهم من أسباب حدوث ذلك المرض المدمر، لاسيما فيروس HPV الذي ينتقل جنسياً، وعبر الكحول والتدخين.
ونقلت بهذا الصدد صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن دكتور نيغل كارتر، وهو الرئيس التنفيذي لجمعية الحفاظ على صحة الفم، قوله "بينما تتراجع معدلات الإصابة بمعظم أنواع السرطانات، فإن حالات الإصابة بسرطان الفم آخذة في التزايد بمعدل يدعو للقلق. وتبين أن هناك أسباب تقف وراء ذلك من ضمنها التدخين والإفراط في تناول المشروبات الكحولية بالإضافة لفيروس الورم الحُلَيمِي البشري (HPV)".
وتابع كارتر بقوله "وقد شاهدنا التأثير المدمر المباشر الذي يمكن أن يحظى به سرطان الفم على حياة الأشخاص. وثبت لنا أن ذلك المرض يغير الطريقة التي يتحدثون بها، يزيد صعوبة عملية الأكل والشرب وغالباً ما يُغَيِّر مظهرهم الجسماني".
وخلص الباحثون في تقريرهم إلى أن فيروس الورم الحليمي البشري – وهو عبارة عن مجموعة شائعة من الفيروسات التي تنتشر بالأساس عبر النشاط الجنسي – هو السبب وراء 73 % من سرطانات الفم والبلعوم. فيما أشاروا إلى أن الكحول يسبب حوالي ثلث حالات الإصابة بالمرض، إذ وجدوا أن هؤلاء الذين يتناولون أكثر من 10 وحدات كل أسبوع يزيدون خطر إصابتهم بالمرض بنسبة 81 %. كما وجدوا أن التدخين يتسبب بشكل مباشر في 17 % من حالات الإصابة بسرطانات تجويف الفم، لافتين إلى أن المدخنين يزيدون فرص إصابتهم بالمرض بنسبة 91 %.
