خاص - رأي نواب المستقبل والكتائب والقوات بخطاب عون

  • شارك هذا الخبر
Saturday, November 2, 2019

خاص - ماريا ضو

الكلمة اونلاين

توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين براسلة واضحة وصريحة، وصفها البعض بالثورجية، وذلك بمناسبة مرور نصف ولايته الرئاسية، بحيث كانت أشبه بعملية "كشف حساب" لكل الانجازات او حتى لكل المشاريع التي نفذت، كما ايضا تطرق خلالها الى الوضع الراهن في ظل الاحتجاجات المستمرة في شوارع لبنان، طارحاً خططه للنصف الثاني من ولايته.
ومن أبرز الانجازات التي ذكرها الرئيس في رسالته هي القضاء على الارهاب وخلاياه النائمة، اقرار قانون انتخابي جديد رغم كل العراقيل، اجراء سلسلة تعيينات في مؤسسات الدولة والجيش والاجهزة الامنية كما في القضاء، بالاضافة الى اصدار 3 موازنات بعد 12 عاماً على انقطاعها واحالة موازنة 2020 الى المجلس النيابي ضمن المهلة الدستورية المحددة بنسبة عجز حوالي 0.6%، كما وعمد على حمل ازمة النازحين الى المنابر العربية والدولية. واكد عون ان لبنان سيدخل نادي الدول المنتجة للنفط بعد حوالي شهرين، محذراً من استغلال الشارع في وجه شارع آخر، وطالبا من الكتل النيابية تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة التي لمّح بأنها ستأخذ منحى تكنوقراطي بعيدة عن الولاءات السياسية واستعراضات الزعامات.
كما ووعد الرئيس عون بكلمته الشباب اللبناني استكمال الحرب ضد الفساد، الدفع باتجاه اقتصاد منتج، وبذل ما بوسعه لاقامة دولة مدنية عصرية والتخلص من الطائفية السائدة في لبنان.
فحوى هذه الرسالة تلقاها الشارع اللبناني بطرق عديدة، منهم من اقتنع بهذه الخطط والبعض الآخر لا، أما بالنسبة لأحزاب السلطة، فقد كان لكل طرف رأي مغاير عن الآخر، وذلك حفاظاً على ماء الوجه في التشكيلة المرتقبة.
فقد اثنى عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار، في حديث خاص لموقع الكلمة اونلاين، على الرؤية المستقبلية في كلمة الرئيس عون التي وضعها بعهدة اللبنانيين، وتفهمه لمطالب الشباب المنتفضة في الساحات "وهذه مسألة أساسية لأن بعض الافرقاء الآخرين لم يكن لديهم نفس التمني".
ولفت الحجار الى ان الاحاديث عن عدم طرح اسم الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة هو تعبير غير دقيق، فالاتصالات والنقاشات مستمرة، بهدف التوافق على شكل الحكومة الجديدة "برأي هناك امر اساسي يجب ان يتخذ بعين الاعتبار هو موقف الشعب اللبناني، فلا يمكن تجاهل ارادة تشكيل حكومة مستقلة مؤلفة من اخصائيين، مشهود لهم بالكفائة والقدرة لانقاذ لبنان من هذه المرحلة"، مشيراً الى الحريري لم يطلب من احد تسميته، ولكن في الوقت عينه لن يتردد بتولي تشكيل الحكومة اذا تم الاتفاق عليه خلال الاستشارات النيابية الملزمة، وليتمكن من ان ينجح في اي مهمة مستقبلية موكلة له، يجب ان يشعر الشعب اللبناني بنقلة نوعية للحكومة.
وأكد الحجار ان حكومة تكنوقراط مطعمة سياسياً هي الاقرب لوجهة نظر تيار المستقبل، وهي تبقى الحل الأنسب لتطلعات الشباب، لتحصل على ثقة الناس.

ومن جهته، اعتبر عضو حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق سليم الصايغ، في حديث خاص لموقعنا ان كلام رئيس الجمهورية يصلح لخطاب القسم، وهو قام بتقييم عهده حتى هذه اللحظة، اما الجيد في هذه الكلمة فهو الوعد بتأليف حكومة سريعة، لافتاً الى ان تبرير تأخر الاستشارات النيابية الملزمة للتشكيل الحكومة مرفوض قطعاً، فلا زال البعض يتكلم عن لعبة التوازنات والمحاصصة، بالوقت ان المطلوب هو عمل خارج عن النهج المتبع في الماضي، الذي اوصل اليوم البلد الى التدمير.
وشدد الصايغ انه لا يجب ان تقوم الكتل النيابية بتشكيل الحكومة لأنها ستكون مصغّرة عن المجلس النيابي، فيما يجب ان تألف الحكومة وتراعي فقط التوزيع الطائفي، بالمقابل يجب تغيير ايضا مجلس النواب بأكمله، مؤكداً ان اسقاط الحكومة الحالية هو اسقاط للغالبية البرلمانية التي اتت بها، فحكومة اختصاصيين يجب انه تكون حكومة مستقلين "فالأخيرة تشكلت من وزراء تكنوقراط لكنهم مسيّسين، واذا أتت حكومة "تكنوسياسية" نكون قد "اشترّينا انفسنا" وسيتم اسقاطها كما سقطت الاخيرة".
وهدد الصايغ بأن الكتائب اللبنانية اعطت مهلمة لصباح الاثنين والا سيكون لها كلام آخر، لأن الناس اصبحت على دراية بالازمات الاقتصادية التي بدأت معالمها تتوضح حتى قبل الثورة، مشيراً الى ان الحزب يريد لبنان بطريقة مختلفة ومن المعيب تأجيج اللغة الطائفية من قبل البعض بهدف البقاء في السلطة، لأن المحميات الطائفية العميقة هي التي تضرب مفهوم المواطنة والدولة المدنية وتهجر اللبنانيين.
أما في المقلب الآخر، فقد أتى رأي القوات اللبنانية محايد، اذ اعتبر عضو كتلة الجمهورية القوية النائب زياد حواط ان هناك هوة كبيرة بين المجتمع اللبناني والسلطة الحاكمة، ويجب الانطلاق بإيجابية من كلمة الرئيس عون بضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين، تكون حكومة انقاذية للبلد، قادرة على معالجة الملفات الاقتصادية، معتبراً ان هناك عاملان اساسيان للتشكيل، الاول هو الشعب والثورة والناس التي تنتظر اصلاحات حقيقية، والعامل الثاني هو الوضع الاقتصادي المتردي، بالاضافة الى العوامل الدستورية لتشكيل حكومة جديدة. فكلام الرئيس لا ينطبق الا بتحقيق هذه الافعال "اسمع تفرح جرب تحزن"، ولكن رغم هذه المسألة فالقوات تعول بالخير.
وقد اشار حواط الى ان الحكومة السابقة اتبعت معيار الكفائة، ولكنها كانت مرتهنة للانتماءات السياسية، مؤكداً ان حزبه لن يسمي وزراء للحكومة الجديدة، بل على رئيسها المكلف تعيين وزراء اختصاصيين دون العودة الى الاحزاب، وذلك بهدف تشكيل فريق عمل منسجم، لتوصيل البلد بر الامان "وسنكون ابرز الداعمين لها"، اما حكومة سياسية فستتألف من وزراء اختصاص وستكون نسخة طبق الأصل عن التي سبقتها "وانا اعتقد ان القوات لن تشارك بها".