خاص- "ثورة" سيكتب التاريخ سطورها..وماذا بعد؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 29, 2019

خاص - عبير بركات

في بداية الأسبوع الثاني، تستمر الإنتفاضة الشعبية في مثابرتها ضد السلطة، فهي لم تتعب ولم تملّ، وتحدّت كل الصعوبات ايماناً منها بمستقبل أفضل لأولادها، وما زادها إصراراً هو تضامن العالم معها وخاصة الجاليات اللبنانية في العواصم الأجنبية..

مطالب الناس في الشارع محقة، ولكن فئة كبيرة من اللبنانيين، الغير محزبين، تطالب أيضاً بحقها بالمرور، إذ تختلف المصالح بين شخص وآخر، فالبعض هم موظفون، ومنهم أرباب عمل، والبعض الآخر يبحث عن وظيفة ، وهناك طلاب يجهلون مصير سنتهم الدراسية ... ولكلِ منهم حقه في التعبير عن مطلبه، إما في قطع الطرقات، إما بالتظاهر السلمي في أماكن محددة!

ولكن، وبعد 12 يوما على تسكير البلد وعدم استقالة الدولة، يتخوف البعض أن لا تستطيع المؤسسات الخاصة دفع مستحقّات موظفينها، أو إستغناء بعض الشركات عن موظفيها، والخوف من إنقطاع الخبز والدواء ومستلزمات الحياة اليومية..

ويحذر مراقبون ان تتحول هذه الثورة الى انتفاضة "قطّاع طرق" بعد ان كتب التاريخ سطورها، خاصة ان فئة كبيرة من اللبنانيين قد عايشوا الحرب الأهلية، فتسكير الشارع إن استمرّ طويلاً سيؤدّي الى استنزاف الشعب والوطن بأسره.

صحيح أن نسبة البطالة في لبنان هي حوالي 30 % ولكن اذا طال وضع البلد في حالته هذه سيتأذى نسبة كبيرة من اللبنانيين الذين عانوا تردي الوضع الاقتصادي السيء وسيعانون الأصعب في المستقبل.. من هنا ضرورة التحضير لأفكار إنقاذية فوراً كي لا تعمّ الفوضى مع الإبقاء والإصرار على مطالب الشعب المحقة، طبعاً اذا لم تستقل الحكومةّ!

أن الوضع الحالي يعيد الى أذهان اللبنانيين أحداث مسلسل "انتي مين" لكارين رزقالله الى الواجهة من جديد بعد التظاهرات في الساحات اللبنانية، وقد اجتاحت جملة " بدك قلك اني خسرت اجري كرمال زعما ما بيسووا اجري" مواقع التواصل الاجتماعي..

وقد أحب اللبنانيون المسلسل لأنه سرد أحداث واقعية حصلت في حرب لبنان، والعبرة منه: "تحرروا ايها اللبنانيون من زعمائكم وطوائفكم ولا تفكروا الا بمستقبل أبنائكم كي لا تصبحون ذكرى في "قداس الشهداء" مرة بالسنةّ!


Abir Obeid Barakat