جعجع: نفتقر اليوم في لبنان لرجالات دولة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 10, 2019


أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أننا "نفتقر اليوم في لبنان لرجالات دولة وهذه مشكلتنا الأساس وأنا دائماً أفضّل الذهاب مباشرةً إلى لبّ القضيّة وجوهر المعضلة بدلاً من الدوران حولها في حلقات مفرغة"، مشيراً إلى انه "صحيح أن عدداً كبيراً من الرجالات الموجودة اليوم تربطنا بهم صداقات ونتعاطى معهم بشكل يومي إلا أن هذا أمر وقول الحقيقة كما هي أمر آخر مختلف تماماً".
وشدد جعجع على ان "لا دولة فعليّة لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن قرارها السيادي لفريق آخر، فأول ما على الدولة القيام به هو المحافظة على سيادتها، والمواطنون يدفعون الضرائب ويصوّتون في الإنتخابات من أجل ان تكون هناك دولة مسؤولة عنهم وعن كل شؤونهم إلا أن دولتنا تعمل بالعكس فبدل أن تشرك القطاع الخاص بادارة المؤسسات العامة التابعة لها قامت بالخصخصة في مجال آخر ألا وهو السيادة سلّموها لفريق آخر وقالوا له قم بما تراه مناسباً ونحن سنتفرّغ للإهتمام بالشؤون البلديّة للبنان".
كلام جعجع جاء خلال عشاء أقامه القنصل اللبناني العام في مونتريال-كندا انطوان عيد وزوجته كارول على شرف رئيس القوات والنائب ستريدا جعجع، في حضور: القنصل فاطمه زياده سليمان وزوجها المهندس سليمان سليم سليمان، راعي أبرشية كندا المارونية المطران بول-مروان تابت، ممثل راعي أسقفية أوتاوا وشرق كندا للروم الأرثوذكس الأسقف ألكسندر مفرّج، ممثل عن مطران الأبرشية الأرمنية في كندا بابكين تشاريان، مطران السريان الكاثوليك مار بولس انطوان ناصيف، ممثل دار الفتوى اللبناني في كندا الشيخ سعيد فواز، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في كندا السيد نبيل عباس ممثلاً بالسيد مصطفى رمّال، ممثل شيخ عقل الدروز الشيخ عادل حاطوم، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير للرهبانية اللبنانية الأب مروان عيسى، رئيس غرفة التجارة والصناعة الكندية-اللبنانية شارل ابو خالد، رئيسة الحزب الحاكم في كيبيك "ائتلاف مستقبل كيبيك" Coalition Avenir Quebec أليس ابو خليل، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي وائل سلمان، وحشد من الشخصيات السياسية، الديبلوماسية، الإقتصادية، النقابية، والإعلامية.
واستهلّ جعجع كلمته بشكر القنصل وأفراد القنصليّة، مشيراً إلى أن "ما لفته كثيراً هو أن القنصل لا يتصرّف على أساس أنه موظف وإنما هو مواطن لبناني صحيح يقوم وأفراد القنصليّة بوظيفتهم على أكمل وجه ممكن إلا أن صفة المواطن اللبناني تطغى عليه بمعنى أنه يعيش هموم الناس، وفي هذا الإطار أنا أعرف عدداً كبيراً من المسؤولين في الدولة اللبنانيّة على المستويات كافة وهم بأغلبهم يتجنبون مجرّد الكلام عن هموم شعبهم والسبب الوحيد لهذا التصرّف هو تجنّب اتخاذ المواقف التي ستحسب عليهم لاحقاً ووضعهم تحت المنظار، الأمر الذي يخافون ان يؤثر عليهم عند اصدار الترقيات ولهذا السبب أود أن أشكرك سعادة القنصل و"الله يكثر من أمثالك" ولو أن عدداً كبيراً من المسؤولين في الدولة يتصرّفون انطلاقاً من ضميرهم وليس انطلاقاً من اعتبارات وظيفيّة لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم".
ولفت إلى اننا "أجرينا العديد من اللقاءات هنا في مونتريال ولا أفشي سراً إن قلت أن أعز لقاء من بينها هو القداس السنوي واللقاء من بعده في صالة الكنيسة ومن ثم زيارة دير مار أنطونيوس الكبير باعتبار أن هناك ترعرعنا ونشأنا حيث بعدنا الروحي والتاريخي إلا أن اللقاء الأهم بنظري هو الذي يجمعنا اليوم في القنصليّة لأنه في نهاية المطاف لا ملاذ لنا سوى الدولة".
وتابع: "جميعنا اليوم مستاؤون من الأوضاع في لبنان ونشعر بالقرف ونقوم بانتقادها إلا أن الأهم هو ألا نضيع عن الهدف وحقيقة كبيرة جداً وهي حذاري أن ننسى في أي لحظة من اللحظات الدولة لأن ما من مجتمع قادر على النهوض إن لم يكن فيه دولة فعليّة قائمة".
ولفت جعجع إلى أن "دولتنا في الوقت الحاضر أقل بكثير مما كان يجب أن تكون عليه إلا أن هذا الأمر لا يمنع من أن نبقى دائماً أبداً متمسكين بمؤسسات الدولة ومبادئها ونقاط التقائها لأن بها خلاصنا الوحيد التي يجب أن تكون دولة فعليّة "جمهوريّة قويّة" والتي تتطلّب لقيامها بالدرجة الأولى وجود رجال دولة وهذه مشكلتنا الأساس اليوم وأنا دائماً ما أفضل الذهاب مباشرةً إلى لب القضيّة وجوهر المعضلة بدلاً من الدور حوله في حلقات مفرغة، ففي تاريخنا رجال دولة كبار وعلى سبيل المثال لا الحصر فؤاد شهاب وكميل شمعون اللذين يمكن أن تعطى لهما هذه الصفة تبعاً للطريقة التي كانا يتصرّفان بها وأنا في هذا الإطار أستحضر هاتين الشخصيتين لأقول بكل راحة ضمير وصراحة وبساطة أننا للأسف نحن في الوقت الراهن نفتقر لهذه الخامة من رجالات الدولة وأنا أقول هذا الكلام بعد تجربة وممارسة مباشرة واحتكاك يومي. صحيح أن عدداً كبيراً من الرجالات الموجودة اليوم هم أصدقاؤنا ونتعاطي معهم بشكل يومي إلا أن هذا أمر وقول الحقيقة كما هي أمر آخر مختلف تماماً".
وشدد رئيس القوات على ان "لا دولة فعليّة لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن جزء من قرارها السيادي لفريق آخر مهما كان هذا الفريق إن كان حزباً او منظّمة أو فريق خارجي أو داخلي، فأول ما على الدولة القيام به هو المحافظة على سيادتها باعتبار ان المسؤول عن الدفاع عنها هي الدولة اللبنانيّة ولا نريد أي طرف آخر ليقوم بهذه المهمة بدلاً عنها، فالمواطنون يدفعون الضرائب ويصوّتون في الإنتخابات من أجل ان تكون هناك دولة مسؤولة عنهم وعن كل شؤونهم إلا أن ما تقوم به الدولة لدينا هو العكس تماماً، فبدل أن تشرك القطاع الخاص بإدارة المؤسسات العامة التابعة لها قامت بالخصخصة في مجال آخر ألا وهو السيادة التي سلّموها لفريق آخر وقالوا له قم بما تراه مناسباً ونحن سنتفرّغ للإهتمام بالشؤون البلديّة للبنان".
وأضاف: "أن يكون لديك دولة فعليّة فهو ألا تستغرقك الطريق من جونية إلى بيروت ساعة ونصف في الصباح من أجل أن تقصد مكان عملك، أن يكون لديك دولة فعليّة هو أن يكون لديك كهرباء وليس أن نبقى عشرات السنوات نتخبّط في ملف الكهرباء من دول الوصول إلى أي نتيجة، فأي دولة في العالم الكهرباء غير متوفرة فيها؟ وسبب هذا الأمر ليس قلّة المال في الدولة أو الطاقة البشريّة المطلوبة لحلّ هذه المشكلة وإنما لأن لا رجال دولة في لبنان ولأن ما من أحد من الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة عمل من أجل أن يؤمّن الطاقة للبنانيين وإنما عملوا من أجل أن يأخذوا الطاقة".
وختم جعجع: "إن لم يكن لدينا اليوم في لبنان جهوريّة قويّة ودولة قويّة فهذا لا يعني أن نكفر بالدولة لأن خلاصنا الوحيد هو عن طريق قيام دولة فعليّة في لبنان. وما علينا القيام به من أجل الوصول إلى ذلك هو أن نُحسن الإختيار في الإنتخابات النيابية المقبلة، فلبنان دولة ديمقراطيّة، وانتخابات الـ2018 كانت انتخابات بكل ما للكلمة من معنى وأتت النتائج على ما أتت عليه وبالتالي هذه السلطة التي نشتكي من وجودها اليوم قمنا بأيدينا نحن بالإتيان بها، لذا علينا ان نستبدلها بأيدينا بواحدة أخرى لسبب بسيط وهو أن الدولة الحاليّة أثبتت فشلها".
وعقب إنتهاء جعجع من كلمته كان هناك حلقة حواريّة بين رئيس القوّات والحضور حيث استوضحوه عن آخر التطورات السياسيّة والإقتصاديّة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
كما ألقت النائب ستريدا جعجع كلمة، قالت فيها: "إنه لشرف كبير لي أن أقف متكلمة اليوم في بيتنا اللبناني، حيث أنظر إلى الوجوه وأرى أفراداً من مختلف مناطق لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ويجسدون لبنان الـ10452 كلم2 الذي نحلم به ونعمل بكل ما أوتينا من جهد لكي يبقى كذلك".
وتابعت النائب جعجع: "أريد أن أستغل هذه المناسبة من أجل أن أشكر سعادة القنصل وحرمه ومن خلاله الجالية اللبنانيّة هنا التي استقبلتنا بحفاوة كبيرة جداً وهذا ما يرمي بالنسبة لي مسؤوليّة أكبر على كاهلنا للعمل من أجل دفع لبنان بالإتجاه الذي أنتم تحلمون به".
وشددت النائب جعجع على أن "كلام القنصل اللبنانيّ عن التساؤلات لدى أفراد الجاليّة اللبنانيّة استوقفها خصوصاً لناحية أن هناك اجابة موحدة لدى أي لبناني مهاجر يصل إلى كندا عندما يُسأل عن سبب هجرته وهي: لتأمين مستقبل لأولادي، وفي هذا الإطار أود أن أشير إلى ان كل فرد من هذه الجالية الموجودة هنا يمكنه أن يغيّر وأن يساهم في إحداث تحوّل كبير في لبنان وسأقول لكم كيف؟ عند وصولي إلى القنصليّة سألت أحد المسؤولين في حزب "القوّات اللبنانيّة" عن عدد اللبنانيين المغتربين هنا في كندا وأجاب عن أن هناك إحصاءات منذ العام 1975 حتى اليوم تشير إلى أن العدد يناهز الـ250000 لبناني، فعدت وسألت عن عدد الأفراد الذين تسجلوا للإقتراع في انتخابات الـ2018 فأتاني الجواب نحو الـ11500 فيما الذين اقترعوا فعلياً 6000 صوت من أصل 250000 لبناني مفترضين هنا أي بنسبة أقل من 2% ونحن كحزب سياسي لمسنا أنه من أصل هؤلاء الـ6000 صوت اقترع نحو الـ2000 شخص لصالح لوائح حزب "القوّات اللبنانيّة" وهؤلاء بحد ذاتهم قد أحدثوا فارقاً شاسعاً على مساحة الوطن، فما بالكم لو شارك جميع اللبنانيين هنا بالإنتخابات، لذا فالخلاصة أنه كما أن هناك مسؤوليّة كبيرة ملقاة على عاتقنا كحزب سياسي هناك أيضاً مسؤوليّة كبيرة ملقاة على عاتقكم سعادة القنصل وعلى عاتق اللبنانيين هنا في كندا في أن يتم وضع خارطة طريق من أجل رفع هذه النسبة التي لا تتجاوز الـ2% في الإنتخابات المقبلة في 2022 إلى 15 أو 20% وبهذا الأمر يمكنكم إحداث الفرق الذي سيكون شاسعاً وبهذا الكلام أنا لا أطلب أن تقترعوا لصالح لوائح حزب "القوّات" الأمر الذي سأتطرق له لاحقاً وإنما يجب أن تشاركوا في عمليّة الإقتراع والمشاركة بحد ذاتها ستحدث هذا الفرق المنشود".
وأوضحت النائب جعجع ان "جميع نواب "القوّات اللبنانيّة" ينضوون تحت تكتل اسمه تكتل "الجمهوريّة القويّة" الذي يسعى، من ضمن المواجهة السياديّة الكبيرة التي نخوضها كحزب، الى الدفع باتجاه بناء دولة قويّة حيث حُكم القانون وبناء المؤسسات ومحاربة الفساد وما إلى ذلك. أنا بصفتي نائب عن قضاء بشري، الذي يضم 22 بلدة، أود أن أشير إلى نموذج عن هذه الجمهوريّة استطعنا تطبيقه في هذا القضاء، والجواب على السؤال لماذا تمكنّا من تطبيق هذا النموذج في هذا القضاء تحديداً؟ هو أنه في هذا القضاء هناك نائبان و12 رئيس بلديّة و40 مختار يعملون كفريق واحد منسجم من أجل إحداث الفرق في هذا القضاء فالفرد بحد ذاته لا يمكنه أن يحدث أي فرق وإنما المجموعة والعمل الجماعي، فالعديد يتكلمون عن خطط خمسيّة وعشريّة ولكن السؤال كم من المجموعات باستطاعتها تنفيذ هذه الخطة أو لنقل تنفيذ ما تخطط له؟ لأن التنفيذ هو رهن الإنسجام والتنسيق بين الجماعة من أجل تنفيذ خارطة الطريق المرسومة".
ولفتت النائب جعجع إلى أن "وزراء القوّات اللبنانيّة الأربعة في الحكومة من أصل 30 وزير، وبلسان أخصامنا السياسيين في لبنان قبل الحلفاء، هم من أنظف الوزراء في لبنان، لماذا لأننا وضعنا خارطة طريق نعمل على أساسها، فما بالكم لو كان لدينا بدل هؤلاء الـ4 وزراء 8 وزراء وبدل تكتل نيابي من 15 نائباً لدينا تكتل من 30 نائباً فنحن بطبيعة الحال سنكون قادرين على إنجاز الكثير وتغيير الكثير".
وقالت: "نتمنى عليكم أن تقوموا بالتسجيل من أجل الإنتخابات المقبلة في الـ2022 ولا تظنن أن الوقت باكر، لا فالوقت يمر بسرعة البرق، كما أتمنى عليكم أن تقوموا بتسجيل الأجيال الثانية والثالثة هنا بأسرع وقت ممكن، فسعادة القنصل تكلّم عن تساؤلات لديكم في حين أنكم إن قمتم بمجرّد التسجيل والإقتراع يمكنكم إحداث الفرق النوعي في الإستحقاقات المقبلة".
وختمت النائب جعجع: "ليديم الله هذا المنزل بشكل دائم كالأرزة رأسه مرفوع وسأستغل هذه المناسة من أجل توجيه شكر كبير لسيّدنا المطران الموجود معنا اليوم الذي لمست محبة الناس له من كل الأطياف، فهو يجمع الجميع من حوله كما أريد أن أتشكّر الأب مروان عيسى الذي استضافنا في بيت الرهبنة اللبنانيّة هذا البيت الذي تاريخه يشهد عنه".
من جهته، ألقى القنصل عيد كلمة قال فيها: "أرحب بك "حكيم" وبزوجتك النائب جعجع في القنصليّة اللبنانيّة في مونتريال التي نعتبرها بيت كل لبناني وكأي بيت في لبنان ليس مهماً الديكور أو كبره وحجمه الأهم هو هذه العائلة التي تجتمع وتستكن فيه، لذا نحن نعتبر أن كل شخص لبناني هو ممثل لكل لبنان لذا فكل بيت لبناني إن كان في كيبيك أو موتنريال أو لافال هو القنصليّة بحد ذاتها".
ولفت عيد إلى أن "من ضمن العائلة اللبنانيّة الجميلة في مونتريال لكل فرد منها طباعه الخاصة إلا أن الجميع يعتمدون الحوار كلغة لحل أي نزاع فيما بينهم وتقع في بعض الأحيان الخلافات إلا أن الثابت الوحيد هو أنه بالرغم من كل الإختلافات أو الخلافات فإن المحبّة تبقى تجمع الجميع هنا فمنذ أن وصّل أول لبناني مغترب إلى كيبيك كان اللبنانيون دائماً اليد التي تعمّر وتعمل فازدهر أهلنا هنا".
وأشار إلى أنه "بالعادة يقطن المهاجرون الجدد المدن الصغيرة في الفترة الأولى من هجرتهم لذا نجد هنا من حولنا مدن كـ"Little China" (الصين الصغيرة)، "Little Italy" (إيطاليا الصغيرة) و"Little Havana" (هافانا الصغيرة) وما إلى هنالك إلا أن اللبنانيين لم يرضوا إلا أن يبقى لبنان كبيراً وألا يكون هناك لبنان صغير فهم لطالما رأوه بوسع العالم كلّه وهذا هو شعارنا في وزارة الخارجيّة "حدودنا العالم".
وأوضح عيد أن "اللبنانيين في مونتريال أبدعوا ونجحوا وعملوا بالتجارة حيث فتحوا المحال التجاريّة وقد استقدموا المونة اللبنانيّة وكل أطباق المطبخ اللبناني إلى هنا من أجل أن نبقى نعيش في هذا الجو اللبناني، كما أنهم برعوا في الطب واندمجوا بالسياسة، فاللبنانيون يحبون السياسة وهذا طبع لدى معظمهم لذا قد أصبح لنا اليوم نواباً في البرلمان الفدرالي وممثلين في المجالس البلديّة".
وتابع: "عمل اللبنانيون هنا في المهن الحرّة كما أنهم برعوا ايضاً في الثقافة والفن والرياضة وأصبح لدينا اليوم فريق "Hockey" يحمل اسم لبنان. وكي تكبر وتزدهر وتتوسّع أي عائلة يجب أن يثابر المنتشرون هنا على تسجيل أولادهم والإستحصال على بطاقات هويّة لهم، والتحدي الأكبر الذي نواجهه هنا هو حضّ اللبنانيين على القيام بهذا الأمر".
وشدد عيد على أن "العائلة اللبنانيّة في مونتريال مزهوّة وفرحة جداً بزيارة رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" د. سمير جعجع إلى هنا وهو الذي لم يتخلّ في أي لحظة عن قضيّته ومبادئه ودفع ثمن ثباته هذا سنوات من الإعتقال حيث حملت مشعل الحريّة والقضيّة سيّدة فاضلة هي ورفاق كثر لم يخافوا من أي تهديد أو وعيد وبقوا صامدين في وجه كل الصعاب وكيف لا وهم أولاد الأرز الذي لا ينحني سوى لله خالقه".
وأردف: "إن العائلة اللبنانيّة في مونتريال مهمومة وحزينة للأوضاع التي يشهدها لبنان ويعتصرها الألم عندما ترى جبال لبنان التي كانت عصيّة على غزاة كثر على مرّ التاريخ وعلى جورهم وظلمهم حيث حوّل أولاد هذه الجبال الصخور إلى جلال زرعوها واعتاشوا من حصادها، والحسرة في قلب اللبنانيين هنا في مونتريال عندما يرون هذه الجبال التي تحمل كل هذا الإرث التاريخي تأكلها الكسارات ويتم اقتلاع الأشجار وتفتيت الصخور والخطر في هذه المسألة أنها تمحو ذاكرة وتاريخ شعب صمد على مرّ العصور في تلك الجبال".
ولفت عيد إلى ان "افراد العائلة اللبنانيّة في مونتريال يسكن الحزن أعماقهم عندما يرون الشواطئ اللبنانيّة التي كانت مقصداً للسواح من مختلف بلدان العالم تحوّلت اليوم إلى مسبب لتلوث البحر الأبيض المتوسط، كما عندما يرون الأنهار التي كان يتغنى بها الشعراء أصبحت جداول للمياه الآثنة. كما يحزنون لعدم احترام القوانين في لبنان والاحوال الإقتصاديّة الصعبة التي يعيش في ظلها أهلهم ويكافحون لدفع أقساط المدارس وفاتورتهم الصحيّة. ويحزنون أيضاً لأن يكون معيار التوظيف في لبنان هو الوساطة وليس الكفاءة ولكن بالرغم من كل هذا نحن نؤمن أنه لا بد لهذا الحزن أن يتبدد، فنحن أولاد الأمل والرجاء الذي سيساعدنا دائماً على الخروج من النفق المظلم".
وختم عيد:"بالرغم من كل المصاعب التي ذكرتها إلا أن العائلة اللبنانيّة في مونتريال لا تزال كما دائماً متعلّقة ومرتبطة جداً بوطنها الأم لبنان ويتابعون بشكل يومي كل التطورات على الصعد السياسيّة، الأمنيّة والإقتصاديّة كافة، فلبنان هو على ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني أكبر من بلد إنه رسالة، رسالة محبّة وتلاقي وحوار، وتكرّس هذا المبدأ برعاية فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون عبر تكريس لبنان أكاديميّة التلاقي والحوار على أمل أن نلتقي دائماً لنتحاور بما فيه مصلحة لبنان".