الإنتخابات البلدية الفرعية في شدرا - عكار: تنافُس عائلي وحزبي

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 5, 2019

كريستينا جبر

تغطّي سحبٌ إنتخابية سماء عدد من البلدات التي ستشهد إنتخابات بلدية فرعية في السابع والعشرين من تشرين الأوّل. وعلى هذا الأساس بدأت التحالفات تتشكّل على قواعد حزبية أو عائلية في بعض القرى، أو مختلطة في أخرى. فما هي حال المعركة الانتخابية في بلدة شدرا العكّارية؟

في الانتخابات البلدية عام 2016، خاض سيمون حنّا، وهو رجل أعمال، معركة إنتخابية إلى جانب الدكتور جورج الجبرين ضدّ فريق آخر في البلدة، انتهت بفوز لائحة حنّا وجبرين واتفاقهما على تسلّم الرئاسة مداورة، فترأس حنّا السنوات الثلاث الأولى ورفض التسليم لجبرين بعد انتهاء المدّة. لهذا السبب ولإنقسامات وخلافات أخرى على ملفات عدة عالقة في البلدية، استقال 6 أعضاء، بعدما كان ثلاثة أعضاء قد استقالوا في السنة الأولى، ما عادل 9 أعضاء، وأدّى إلى حلّ المجلس البلدي.

إقالته لم تثنهِ عن الترشح مجدّداً على رأس لائحة يعمل على تشكيلها بما يضمن له العودة إلى مقعده في حال تمكّنه من الفوز على المرشّح الآخر للرئاسة، وهو مدير مستشفى المشرق علاء الخليل. وبدأت أسماء الأعضاء تلوح في الافق في انتظار الإعلان الرسمي للوائح.

«هوا عكّار»
يُعتبر مشروع «هوا عكّار» ملفّاً أساسياً في الإنقسامات والنزاعات القائمة في البلدة بين مؤيّد له ومعارض، وهو مشروع يقضي ببناء مراوح لتوليد الطاقة الكهربائية للبلدات العكارية بتكلفة أقلّ، إلّا أنّ عدداً من الأهالي اعترضوا على المشروع الذي سيُشيّد على أراضيها، وليس في المشاع، مستندين إلى أوراق وحجج قديمة تشير إلى امتلاكها الأرض هناك. واتهمت المجالس البلدية السابقة بـ«إهداء الأراضي» للشركة.

وفي هذا الملف، تطرّق علاء الخليل إلى ما اعتبره «المطبّ الأكبر» وهو الأراضي التي ستُبنى عليها المراوح، وقال: «لست خبيراً عقارياً لكنّنا «سنشمّر عن زنودنا» لتثبيت ملكية هؤلاء الأهالي لأراضٍ تقع في المساحة التي ستُبنى فيها المراوح، وهذه هي الخطوة الأولى التي سنعالجها»، مؤكّداً أنّه سيوظّف دراسات كبيرة حول المشروع من كل أطرافه. وأشار إلى عدم معارضة المشروع «شرط أن يكون له منفعة حقيقية للبلدة ولأهاليها من دون أي تأثير سلبي وأي مسّ بمصلحتهم».

بدوره، قال رئيس بلدية شدرا السابق والمرشّح عن رئاسة البلدية الحالية سيمون حنّا، إنّ «هذا المشروع تمّ توقيعه عام 2012 (في البلدية السابقة) ولم يكن هناك اي اعتراض عليه مع انّه كان سيؤجّر 335 الف متر بما لا يتخطى الـ 100 مليون ليرة»، مشيراً الى أنّ لدى رئاسته أجّرت البلدية 12500 متر بخمسة أضعاف السعر الذي وقّعته البلدية السابقة، شرط أن تكون الأولوية في تأمين فرص العمل لأهالي شدرا. أمّا بالنسبة للأهالي الذين يدّعون امتلاك الأراضي، فقدّم حنّا النصيحة بالتوجّه إلى المحاكم لإثبات الملكية «وإن كان لهم أي حقّ فليأخذوه».

وفي الاطار، قال المرشّح عن منصب «نائب رئيس» في بلدية علاء الخليل، السيد مايز طعمة، إنّ «350 مليوناً يمكن أن تكون مبلغاً كبيراً بالنسبة لبلدات أخرى، لكنّه غير كافٍ بالنسبة لبلدية شدرا، التي أنفقت خلال عام واحد 750 مليون ليرة، وتتلقّى مساعدات سنوية حوالى 200 مليون ليرة». وأضاف: «منذ 7 سنوات أي منذ العام 2012 وحتّى 2019، ارتفع سعر المتر في العقارات وبرزت معارضة كبيرة للمشروع من الأهالي الذين يمتلكون أراضي في الجبل الشرقي».

واعتبر طعمة، أنّ شدرا لا تملك نطاقاً بلدياً واسعاً، وبالتالي هي في حاجة للجبل الشرقي الذي «قد يشكّل على المدى البعيد مقصداً سياحياً لما يضمّ من أحراج وأماكن دينية».

إنتخابات سياسية أم عائلية؟
شدرا هي «القرية البرتقالية»، بحسب ما لقّبها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فهل سيكون النزاع على البلدية حزبياً أم عائلياً، خصوصاً أنّ النائب القواتي وهبي قاطيشا هو إبن البلدة وحصد اصواتاً من أهاليها خلال الإنتخابات النيابية؟

يؤكّد سيمون حنّا على أهميّة «عدم تغيير لون البلدة البرتقالي، لأنّ هذه «العقلية» العونية هي التي تبذل جهداً كبيراً ومن دون تمييز بين الأهالي»، مشيراً إلى أنّ توجّه لائحته السياسي عوني «على رأس السطح». أمّا المرشّح لرئاسة اللائحة الثانية، فأكّد أنّها ليست مدعومة من أي طرف سياسي، وأنّ الإنتخابات عائلية بامتياز».

وكان قاطيشا أبلغ أبناء بلدته أنّه يرفض رفضاً قاطعاً التدخّل في الإنتخابات البلدية لأنّه يرى فيها عملية إنمائية عائلية بحتة.
وقالت مصادر في «التيار الوطني الحرّ» في عكّار لـ«الجمهورية»، إنّ «العائلات تلعب دوراً أساسياً في الإنتخابات البلدية، لذلك لن يكون هناك قرار للتيار بدعم أي لائحة في شدرا».


الجمهورية