خاص- سعد تتحدّث عن التحضيرات لـ"ثورة الأحد"

  • شارك هذا الخبر
Saturday, September 28, 2019

خاص - ياسمين بوذياب
الكلمة أونلاين

في دولة باتت على شفير الإفلاس، تطلب قروضا ومساعدات من دول الخارج، وتقنع مواطنيها بضرورة التقشّف، يأبى رئيس جمهوريتها خلال مشاركته في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في الولايات المتحدة الاميركية، إلا أن يقيم مع وزير خارجيته والوفد المرافق له، في أحد أفخم فنادق الولاية وأعلاها سعرا.
وبينما ينعم هؤلاء بالرفاهية في الخارج، هناك شعب في لبنان يعاني الذلّ والفقر والبطالة والجوع، ويعيش أزمات تولد تباعا نتيجة ممارسات السلطة الفاسدة، التي تتراقص على وجع شعبها دون أن يرفّ لها جفن.

وانتفاضا لهذا الوضع الذي يُعد الأسوأ على الإطلاق في لبنان، قررت مجموعات المجتمع المدني العودة الى الشارع وإعلان "بداية ثورة" في وجه الفساد والفاسدين وكل من له يد بإيصال لبنان الى ما هو عليه اليوم من تدهور مالي واقتصادي وغير ذلك.

تنطلق الثورة صباح يوم الأحد من ساحة الشهداء وسط بيروت، إلا أنه يسبق هذا التحرك مؤتمر يُعقد في فندق الكوموندور في محلة الحمرا، لإطلاق "المبادرة الوطنية" بمشاركة مجموعات من المجتمع المدني، وعدد من العسكريين والضباط المتقاعدين، للانتفاضة على سلطة المحاصصة الحاكمة في لبنان، ورفضا لهذا الوضع "المزري" الذي وصلنا اليه اليوم، على أن تنطلق هذه المجموعات بعد المؤتمر باتجاه ساحتَي الشهداء ورياض الصلح، في مظاهرة من المتوقع أن تضم عددا كبيرا من المواطنين الرافضين لهذا الوضع، خصوصا بعد المستجدات التي حصلت في الساعات الأخيرة الماضية، والمهددة لمستقبل اللبناني ولقمة عيشه.

وفي حديث مع الناشطة دعد سعد حول التحضيرات لمظاهرة يوم الأحد، لفتت سعد الى أن هناك عددا كبيرا من المواطنين الذي سئموا العيش في وضع مثل هذا، تحت رحمة حكام فاسدين، لذا فالحل الامثل هو الشارع والمطالبة بالحقوق وبتنحي هذه السلطة الفاسدة التي تحاول أخذ البلد الى الهاوية وتذل شعبه بشكل شبه يومي.

من هنا، لفتت سعد الى انه ونتيجة ممارسات المسؤولين، فالثقة باتت معدومة، ليس بين المواطن اللبناني والحاكم فحسب، بل بين حكام دول الخارج والمسؤولين اللبنانيين، خصوصا الدول التي طلب منها لبنان هباتا وقروضا مالية، والتي من المفترض أن تقدم المساعدات منعا لانهيار الدولة، كونها تمر في أزمة اقتصادية ومالية خطيرة.

وتضيف سعد: "وبما أن أكثر ما ينتظره لبنان اليوم هو ما سيقدمه مؤتمر "سيدر" من منح وقروض مالية، تزعم الحكومة بالقيام بإصلاحات تنفيذا للشروط التي وضعها "سيدر"، محاولة إقناع الدولة الفرنسية بأنها تعمل على تحسين الوضع والقضاء على الهدر والفساد، استعدادا لاستقبال الاموال. ولكن بالطبع فكل هذا مجرد "كلام على ورق"، حيث لم نلحظ حتى الساعة ايه اصلاحات، والفساد مازال مستشريا في الادارات العامة، والمسؤولين مستمرين بهدر المال العام وسرقة الشعب".

وتابعت: "وانطلاقا من ذلك، قامت مجموعة Help Lebanon بإرسال عريضة الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تبعها تحركا أمام السفارة الفرنسية".

كونها عضوا في مجموعة Help Lebanon ، أشارت سعد في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" الى أن العريضة التي قدمتها هذه المجموعة تضمنت شرحا تفصيليا للوضع اللبناني ولممارسات الحكام الفاسدة، كما كان هناك لمحة عن تاريخ هؤلاء وما أقدموا عليه منذ الحرب الأهلية حتى اليوم، وفسادهم الذي أوصل البلد الى هذه الحالة، بينما هم يستمرون بطلب المساعدات والقروض من الخارج ليتقاسمونها فيما بينهم، على ان يسدد المواطن "الفقير" الديون التي تراكمت بسببهم.

سعد أكدت ان هذه الخطوة كانت مثمرة، حيث لم تتأخر الرئاسة الفرنسية بالرد، آخذة الكلام المكتوب على محمل الجد، كونها تلحظ أن كل ما تم ذكره يحصل حقا في لبنان وهو ليس افتراءا أو مجرد اقاويل، لذا ارتأت أن تتمهّل في تقديم المنح الى الحكومة اللبنانية بانتظار خطوات اصلاحية جدية.

الدعوات كثيفة من الناشطين للتوجه الى ساحة الشهداء، وأعداد المؤيدين لهذا التحرك في ازدياد، لذا من المتوقع أن يكون لبنان على موعد، يوم الأحد، مع "ثورة" في وجه الفساد والفاسدين. ولكن، هل سنشهد "ثورة" حقيقية هذه المرة، خصوصا اننا اختبرنا هذا الشعب "العنيد" في العديد من الاستحقاقات سابقا. هو الذي انتفض على سلطة فاسدة، عاد وانتخبها من جديد منذ سنة ونصف، وها هو اليوم يقف متذمّرا من وضع وصلنا اليه بسبب اختياراته تلك. لكن رغم ذلك، يبقى الامل موجودا، أمل بأن يتكاتف الشعب اللبناني بهدف بناء بلد خال من الفساد والفاسدين، وتمهيدا لمستقبل مشرق وواعد.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين