الهندي: ضربة ارامكو قد تؤدي إلى حـرب شـاملة لا تُشبه سابقاتها

  • شارك هذا الخبر
Thursday, September 19, 2019

اعتبر السياسي اللبناني توفيق الهندي "ان إذا لم يردّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب عسكرياً على إيران بسبب اتّهامها بالتورّط في استهداف "ارامكو"، فإن الاخيرة ستُصعّد ستصعّد إستهدافاتها العسكرية على طول المنطقة وعرضها وعلى المنشآت النفطية تحديداً، معرّضة بذلك إمداد الإقتصاد العالمي بالطاقة، الامر الذي سيُسبّب أزمة إقتصادية عالمية تطال بما تطاله الإقتصاد الأميركي (حتى لو كان لأميركا إكتفاءً نفطياً ذاتياً) وتُطيح بحظوظ ترامب بالفوز بالإنتخابات المقبلة".

وقال لـ"المركزية" "إذا ردّ ترامب عسكرياً وبشكل تكتيكي وجزئي، فسيكون لإيران رد على الرد وقد يتطور إلى حرب شاملة مع ما تحمله هذه الفرضية من مخاطر وتداعيات غير محسوبة. وقد يكون في حسابات إيران ان تطور كهذا قد يُطيح ايضاً بحظوظ ترامب بالفوز بالإنتخابات الرئاسية"، ولفت الى "ان ضربة "ارامكو" يؤشر الى مسار كارثي قد يؤدي إلى حرب شاملة لا تُشبه سابقاتها، في ظل قيادات دولية ليست على مستوى الحدث".

واشار الى "ان خطأ ترامب وصقور إدارته يكمن في إعتقادهم الواهم أن بالإمكان إسقاط النظام الإيراني او دفعه إلى الإستسلام من خلال محاصرته إقتصادياً ودبلوماسياً وإستخدام التناقضات داخل إيران بين شيعي وغير شيعي وفارسي وغير فارسي ومن خلال الاعتماد على قوى معارضة امثال "مجاهدي خلق" كما من خلال التحشيد العسكري من دون إستخدام القوّة، غير ان هذه الإستراتيجية تبدو عاجزة عن تحقيق اهدافها، لأن الجمهورية الإسلامية تتمتع بعدد وافر من عناصر القوة منها الخبرة الطويلة في التعايش مع نظام العقوبات وهي بالتالي تحسّن التخفيف من وطأتها".

اضاف الهندي في تعداد عناصر القوّة للجمهورية الاسلامية "ارث الأمبراطورية الفارسية في الدهاء السياسي والدبلوماسي والتفاوضي، مما يمكّنها من إستغلال التناقضات بين الدول والكيانات والأشخاص لصالحها.

-تحسن لعب الشطرنج (الفارسية بالأصل) حيث تخطط لخطوات عدة في مسار تطورات غالباً ما تكون مبادرة فيها.

-تحسن تحديد الأثمان كتجار البازار الإيراني.

-المثابرة في العمل والبال الطويل في مسار تحقيق اهدافها، وهذه الصفة متأتية من المخزون الثقافي التاريخي الإيراني في حياكة السجاد.

-اتّقان العمل العسكري والإستخباراتي.

-الاستفادة من تناقضات عدد وافر من الدول والأطراف مع اميركا-ترامب والتي بالطبع لها مصلحة في الا ينجح ترامب في خطته كي لا يستقوي عليها.

-الاستفادة من الحالة الكربلائية السائدة في اوساط واسعة من الشيعة في إيران وبلدان المنطقة، وهي تغذيها.

كما تستفيد من بعض الإسلاميين السنّة مثل الجهاد الإسلامي الفلسطيني وحركة حماس. وذلك في مقابل إرادة اميركية في عدم خسارة جندي واحد في اية مواجهة.

-فيلق القدس المسؤول عن تصدير الثورة في الحرس الثوري يُشكّل ذراعها العسكري والأمني في المنطقة.

-الاستفادة من كَون السلطة متمركزة في يد الولي الفقيه (الخامينئي) في إطار ديموقراطية وهمية تعطيه مرونة تكتيكية وقدرة على المناورة من خلال ايهام الخصم بتفسخات وصراعات داخل السلطة.

في المقابل، اعتبر الهندي "ان إتّخاذ القرار في اميركا يخضع لعدد كبير من الضوابط في النظام السياسي الأميركي، مما يحد من عملية إتّخاذه، كما ان عين الرئيس الأميركي تظل شاخصة على الناخب غير الملم بضرورات السياسة الخارجية والمحدود إهتمامه بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية".

واعتبر "ان السعودية ودول الخليج والدول العربية عامة ليس بمقدورها التحرك عسكرياً في شكل فاعل ضد إيران في غياب قرار اميركي بالمواجهة. وقد تحصل بعض الردود الموضعية على بعض كيانات من فيلق القدس التي لن تغيّر شيئاً بالتوازنات الرئيسية في المنطقة".

وتابع "ترامب سيكتفي بتوسيع رقعة العقوبات التي ستزيد بدورها من عزم إيران على الردود المؤذية، وسيحاول استصدار قرار من مجلس الأمن يضع حدّاً لسياسة إيران الهجومية حتى لو كان تحت الفصل السابع، كما سيحاول إقامة تحالف دولي (غربي)-عربي لمحاولة تأمين إستقرار وامن وحرية الملاحة في الخليج، علماً ان لا حول ولا قوة لأوروبا الهرمة والغارقة في مشاكلها".

وليس بعيداً، وفي اعقاب صدور نتائج الانتخابات الاسرائيلية، رجّح الهندي "ان يتّجه الوضع الإسرائيلي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، مما يقوي إحتمال ان تتجه إسرائيل نحو الحرب لسببين، الأول: لأن حكومة كهذه تجعل من موضوع امن اسرائيل اولوية لدى المؤسسة السياسية والعسكرية على حساب السعي إلى تحصيل السلطة والتمسك الجنوني بها الذي كان سائداً ايام نتانياهو، والثاني لأن إيران و"جبهة المقاومة" يريدان فعلاً تدميرها وهي تريد فعلا تدميرهما".

وختم الهندي "يبقى ان نقول ان الوضع في المنطقة في غاية الخطورة والحساسية وان اي شرارة ممكن ان تشعل حرباً شاملة بغض النظر عن رغبات هذا او ذاك في إشعالها".


المركزية