خاص - عن تسابق الفنانين على نشر صورهم وفيديوهاتهم في العزاء..
شارك هذا الخبر
Monday, September 16, 2019
خاص - عبير عبيد بركات
عندما يفقد الانسان فرداً من عائلته، لا نجد الكلمات المناسبة التي تعبر عن شعوره خاصة في نهار وداعه، إنها لحظات صعبة ومؤلمة، تحتاج مرور وقت طويل لاستيعاب غياب الشخص من حولنا.. لا يمكن لكل كلمات العزاء من المحبين أن توقف الدموع ، لا يدرك أحد حجم الصراع الداخلي الذي يعانيه اهل الفقيد إلا من فقد مقرب منه وذاق طعم الألم والوحدة والمعاناة..
أما ما يزيد ألم أهل الفقيد، خاصة اذا كان معروفاً، هو إنتشار فيديوهات توثق لحظات حزن الفنان أو الفنانة في الكنيسة أو في الجامع، حيث تتزاحم في المكان الصحافة غير آبهة بحزن أهل وأقارب المتوفي.. فتنتشر صورهم في اللحظة ذاتها على المواقع الالكترونية وعلى ال SOCIAL MEDIA ويبدأ مشوار السبق الصحفي.. وينطبق الموضوع ذاته على السياسيين الذين أيضاً يتسابقون الى مجالس العزاء لضمان أصوات انتخابية لهم، وفي أغلب الأحيان لا يعلمون اذا كان الميت رجلاً أم امرأة، بل لا يهتمون سوى بأصوات عائلة الفقيد الانتخابية..
فما الذي يدفع الصحافة أو الفنان بحد ذاته الى نشر صوره في وضع مفترض ان يكون حزيناً بغض النظر اذا كان شعوره تجاه الميت حقيقياً أو مجاملةً؟
أن التصوير وعناوين الصحف والنظارات الشمسية والأزياء الفخمة ومناسبات التصالح في دفن الميت لن تواسي اهل المتوفي.. فأين حرمة الحزن؟ وأين احترام مشاعر أهل المتوفي؟ فلنترك عائلة الفقيد تعبر عن حزنها على طريقتها ومشاطرتها أحاسيسها والتخفيف عنها والاهتمام بها وليس الاهتمام بنفسنا وتصوير لحظات حزننا نحن، لأن شهرتنا لا يجب أن تكون على حساب المحزون!