التايمز - الصين والاستفادة من الأزمات

  • شارك هذا الخبر
Friday, September 6, 2019

في صحيفة التايمز كتب مراسل شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبينسر مقالا بعنوان "الصين تتودد إلى إيران باستثمار في مجال النفط يبلغ 280 مليار دولار" في رد منها على السياسات الخارجية والتجارية العدوانية للرئيس دونالد ترامب تجاهها وسعيا منها لإقامة نظام اقتصادي منافس للنظام الغربي.

ويشير الكاتب إلى أنه وفقا لمجلة بتروليوم إكونوميست التجارية، فقد تم تأكيد ضخ هذه الأموال النقدية، التي هي جزء من اتفاق بقيمة 400 مليار دولار تم التوصل إليه بين البلدين في عام 2016، في زيارة قام بها إلى بكين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وتضيف المجلة أنه سيتم التخطيط لهذا لاستثمار بطريقة تقلل إلى أدنى حد من تداعيات انتهاك الشركات الصينية للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

هذا الاستثمار سيجنب الصين، بحسب الكاتب، التعامل بالدولار الأمريكي، وسيعزز استخدام عملتها المحلية اليوان، الذي تسعى إلى أن تنافس الدولار في السوق الدولية كعملة عالمية يوما ما، إلى جانب "العملات الأخرى" غير العالمية التي تكتسبها الصين من التجارة الدولية مع الدول ذات الاقتصادات الأضعف مثل دول أفريقيا.

وبالمقابل، ستحصل الصين على النفط والغاز والمشتقات النفطية بسعر منافس أقل بـ12% من السعر العالمي، كما سيشمل الاتفاق أيضا وجود 5000 جندي صيني في ايران لحماية هذه الاستثمارات، بالإضافة إلى تأمين خطوط امدادات النفط في الخليج.

ويفيد المقال بأنه لم يتم حتى الآن الإعلان عن تفاصيل هذا الاتفاق تحسبا من أي ردة فعل أمريكية لكن وسائل الاعلام الرسمية الإيرانية تناقلت تسريبات لبعض أفراد الوفد الايراني الذي رافق ظريف في زيارته لتوقيع الاتفاقية مع الصين.

ويرى محللون أن الصين وإيران يجمعهما عداوة أمريكا لهما ومحاولتها تحجيمهما والضغط عليهما، خصوصا بعد انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية عام 2001 ونمو اقتصادها المتسارع لتصبح من كبريات الدول الاقتصادية عالميا.

وصاحب ذلك انخفاضا في واردات الصين من النفط بسبب تحالف الكثير من منتجي النفط مع الولايات المتحدة وسيطرة البحرية الأمريكية على خطوط الملاحة العالمية، وهو ما مثل فرصة للصين لتأمين مورد احتياطي طويل الأجل من النفط من ايران نتيجة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

وعلى الرغم من تشديد العقوبات الأمريكية على إيران وفرض عقوبات جديدة فإن واردات الصين من النفط الإيراني ارتفعت بنسبة 80%، بحسب المقال، وهو ما ساعد في عدم انهيار الاقتصاد الإيراني.

ويختم الكاتب بما قاله خبير الطاقة في منطقة الخليج، روبين ميلز إن "لدى الصين عادة في الاستفادة من الأزمات في علاقة إيران بالولايات المتحدة للإعلان عن استثمارات كبيرة مع كبح جماح استغلالها بالكامل".