الفايننشال تايمز- أفغانستان والعصور المظلمة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 4, 2019

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا كتبته وزير الخارجية الأمريكية السابقة، مادلين اولبرايت، تعليقا على الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

تقول أولبرايت بعد أعوام من العنف في أفغانستان يبدو أنه تم التوصل إلى اتفاق بين المسؤولين الأمريكيين وحركة طالبان لوقف إطلاق النار. وينص الاتفاق على سحب قوات أمريكية من أفغانستان مقابل التزام طالبان بضمانات أمنية.

ولكن هذا الاتفاق ما هو إلى مدخل لحوار أفغاني أكثر تعقيدا بين طالبان والحكومة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وحل سياسي في البلاد يجمع لأول مرة بين الحكومة في كابول وطالبان وفصائل أفغانية أخرى.

وهناك أمل في العالم كله أن تكلل هذه المفاوضات بالنجاح وتؤدي إلى حل دائم واستقرار نهائي في البلاد. ولكن هذا الأمل مرتبط حسب الوزيرة الأمريكية السابقة بمخاوف بشأن ثمن السلام. فالكثيرون يخشون من أن تهدد عودة طالبان المكاسب التي حققتها المرأة في أفغانستان خلال عقدين من الزمن في مجالات الحقوق والتعليم والعمل والسياسة.

وهناك مخاوف من تهديد المؤسسات الدستورية التي وضعها الأفغان منذ سقوط نظام طالبان عام 2011.

ففي حكم طالبان كانت البنات ممنوعات من الدراسة في سن الثامنة. وكانت المرأة ممنوعة من العمل ومجبرة على المكوث في البيت. وكان مجبرة أيضا على تغطية جميع جسمها في الأماكن العامة، ولا يحق لها الكلام إلا همسا. وكانت تتعرض لعقوبات قاسية.

وتقول إن الكثير من الانجازات تحققت في أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان. فالملايين من البنات يذهبن اليوم إلى المدارس. وأصبحت المرأة تؤدي أدوارا ريادية في المجتمع، وتمتهن الوظائف العامة في الطب والمحاماة والشرطة والتعليم. وتتمتع المرأة بحق الاقتراع والترشح للانتخابات.

فلابد أن تتضمن المفاوضات هذه الحقوق والانجازات وتحرص على صيانتها وتطويرها، حسب أولبرايت. وعلى المفاوضات أيضا أن تضمن إجراء انتخابات ديمقراطية لاختيار قائد البلاد.

وتضيف أنه لا ينبغي أن يحل السلام على حساب الانجازات والتي تم تحقيقها في البلاد. ولا ينبغي أن يحل السلام على حساب النساء الأفغانيات. ولابد أن تسير أفغانستان في طريق تحقيق السلام وتعزيز القيم الديمقراطية والحقوق.