خاص- الولايات المتحدة : حذار الحسابات الخاطئة

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 31, 2019

خاص- من واشنطن

منذ الأحد الفائت عندما هدد السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله بالرد من داخل لبنان على هجومي إسرائيل، والجميع يترقب بحذر حجم هذه الضربة وما يمكن ان تسبب من تداعيات على لبنان، وان طمأنت مصادر الحزب ان الضربة لن تؤدي الى حرب، واللافت ان السيد طلب من حلفاء الاميركيين ان “يحكوا معهم” كي تضبط إسرائيل في مؤشر الى انه لا يريد حرباً.
معلوم ان كل القوى الاخرى لا تريد حرباً ايضاً اذ تحول العالم الى ساحة تبادل الرسائل، وقد جدد وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو التأكيد يوم الاربعاء ان الولايات المتحدة لا تريد حرباً مع ايران بل تريد التفاوض. فواشنطن تعول على العقوبات القاسية والضائقة المالية والمعيشية في ايران لجلب طهران الى طاولة مفاوضات تطرح عليها البنود الاثني عشر المعروضة سابقاً، فيما ايران تربط عودتها الى الطاولة بفك العقوبات والعودة الى شروط اتفاق ٢٠١٥ . الاشتباك الحالي سيكون مضبوطاً، حيث ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يريد رفع أسهمه الانتخابية، وحزب الله يريد استثمار الضربة على الصعيدين الداخلي والإقليمي، لكنه يدرك ان اي عمل عسكري غير مضبوط وغير محسوب النتائج سيكون بمثابة مغامرة كبرى لن يستطيع احد تحمل تبعاتها.
من المؤكد ان الجانب الاميركي يتابع بدقة التطورات، وتنقل عنه اوساط ديبلوماسية تحذيره من اي حسابات خاطئة نتيجة التوتر العالي والحماسة الزائدة، فالولايات المتحدة تخشى من اي خطأ غير مقصود يؤدي الى حرب واسعة كما حصل في تموز ٢٠٠٦ ،
وتقول ان المعطيات اليوم تغيرت كثيرا على الصعيدين العسكري والسياسي، صحيح ان الترسانة الصاروخية لحزب الله قد تطورت وزاد عددها وفاعليتها، الا ان إسرائيل تلقت مساعدات عسكرية منذ العام ٢٠١١ بقيمة ٣٠ مليار دولار غير المساعدات السنوية بالإضافة الى طائرات ف ٣٥ وانظمة الدفاع الصاروخية، اي ان اي حرب ستجلب الويلات والدمار على لبنان.
الاوساط تشير الى انه يجلس على رأس السلطة الاميركية ادارة متشددة مؤيدة مئة في المئة للوبي الاسرائيلي الليكودي، اذ ان الرئيس دونالد ترامب متأثر بشكل كبير بصهره غاريد كوشنير الذي يعتبر رأس حربة هذا اللوبي وهو الذي اقنع عمه بتعيين كل من مايك بومبيو وزيراً للخارجية وجون بولتون مستشار الامن القومي، المعروفين بتشددهما وعدائهما ضد " أعداء إسرائيل ". ويؤيدان اي حرب تقضي على حزب الله، لكن المرحلة ليست مرحلة حرب، الا اذا حصلت مغامرة خطيرة جداً.

الاوساط الديبلوماسية كشفت ان
روسيا أعطت الضوء الأخضر للضربتين الاسرائيليتين في سوريا ولبنان، ولم تستبعد ان تكون هي من أعطت الاحداثيات.
في اي حال تجمع التحليلات ان الضربة ستحصل لا محالة لكن العبرة بالهدف وتداعيات الضربة، هل ستبقى ضمن إطار مضبوط؟ الجميع متخوف وحذر لان اي miscalculations بحسب التعبير الاميركي ستؤدي الى نتائج خطيرة.