خاص- سليمان: لعون نصيحة.. ولنصرالله: القائد في سوريا هو الأسد، وفي لبنان؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 21, 2019

خاص- الكلمة أونلاين

اليزابيت ابو سمره

صحيح أن هناك تبدّل نفوذ في المنطقة، ولكن يتوجب أكثر من السابق الذهاب إلى تحييد لبنان عن الأزمات في المنتطقة، المعلن عنه في إعلان بعبدا ووافقت عليه كل القوى السياسية، وأيضا إلى "النأي بالنفس" فعلاً، بالإضافة إلى إقرار استراتيجية دفاعية يكون للدولة فيها قرار السلم والحرب وفتح النار: بهذه العبارة، استهل رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان اتصالا أجراه معه موقع الكلمة أونلاين.

الرئيس سليمان قال: في الحقيقة، إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ألمح في خطاباته السابقة عندما تحدث عن مسألة اكتشاف الصواريخ على حدود العدو الإسرائيلي، بأن الإستراتيجية الدفاعية تحت إمرة الدولة أمر غير وارد.
وتابع سليمان أن كلام نصرالله عن دقة الصواريخ وبناء معامل صواريخ خرج عن إمكانية البحث مع الدولة في الإستراتيجية الدفاعية.

أما بشأن طرح السؤال على السيد نصرالله: لما لا تردون على إسرائيل عندما تضرب مواقع حزب الله في سوريا وإجابته أن قائد العملية هو الرئيس السوري بشار الأسد، فقدم الرئيس سليمان مقاربة أن الرد على العمليات العسكرية في سوريا يكون بيد الرئيس الأسد وكأن للرئيس السوري اهتمامات أخرى غير الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي وإرهابه، بينما في لبنان يكون دائما جواب نصرالله بالرد مباشرة من لبنان.
هنا، توقف الرئيس سليمان عند نقطة أن قائد العملية العسكرية في سوريا هو الرئيس الأسد وكأن لا قائد عملية في لبنان أو بالأحرى أن القائد الفعلي هو السيد نصرالله نفسه.
يستنتج الرئيس سليمان أن السيد نصرالله استبق أي استراتيجية دفاعية توضع.

وتابع: تمنيت على الرئيس ميشال عون والسيد نصرالله أن البلد لا يستطيع المضي بهذه السياسة، وأنه يجب البدء في عملية نقاش حول نقطتين مهمتين: الإستراتيجية الدفاعية معطوفة إلى استعادة القرار لفترة انتقالية من الجيش إلى الدولة إلى رئيس الجمهورية ووضع آليات ومفهوم النأي بالنفس.
وتعجب الرئيس سليمان من كلام السيد نصرالله بشأن كلامه عن الإتفاق بشأن نأي الحكومة بنفسها، أما الشعب فلا، وسأل: كيف يحصل هذا الإنفصام، إذا كنا نقول شعب، وجيش ومقاومة؟

كل ما يهم هو البلد وسيادة الدولة وكرر الرئيس سليمان: لا بد من فترة انتقالية تبدأ اليوم قبل الغد، وإلا فإن هراء الكلام عن النمو الإقتصادي إذا ما أوحينا بالثقة لاستعادة الدولة لأدواتها السيادية.

في السياق وبشأن إعلان الرئيس ميشال عون: "لقد تغيرت حاليا كل مقاييس الاستراتيجية ‏الدفاعية التي يجب أن نضعها."، اعتبر الرئيس سليمان أن الرئيس عون يتحدث عن تبدل الوضع الإستراتيجي في المنطقة وفي العالم، ولكن هل هذا اعتراف بانتصار محور الممانعة؟ يجيب الرئيس سليمان: ربما، ربما،...
ويضيف: أنا واثق من أنه إذا تحرك الرئيس عون فعليا لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية فهو يستطيع أن يفعل الكثير، ولكن لا أعرف ما هو السبب الذي يحجبه، فهل هو تكتيكي؟

وطلب الرئيس سليمان: لماذا لا نبدأ اليوم بالحوار؟ فإطلاقه، أينما كان حتى وإن كان في مجلس الوزراء مثلا، يبعث بإشارات الثقة بلبنان وبالتالي تشجع المستثمر اللبناني والأجنبي وكل المغتربين ومعها كل الدول المستثمرة، واعتبر أنه بغياب هذه الإشارات لن يكون هناك نمو اقتصادي، لأن السياسة الإقتصادية لا تنمو وحدها بل ترتبط بالسياسة العامة التي تشمل وضع الدولة وموقفها وسيادتها وعلاقاتها الخارجية ويتفرع من السياسة العامة سياسات تفصيلية مثل الإقتصاد والأمن والقضاء والبيئة...

الرئيس سليمان تمنى على الرئيس عون أن تكون فترة الإحجام قصيرة لإطلاق البلد.
وعن كيفية تعاطي الرئيس عون مع حليفه حزب الله في هذا السياق، أجاب الرئيس سليمان أنه بالتفاهم يحصل هذا الأمر، وأعاد مقاربة أنه كما الرئيس الأسد قائد العملية العسكرية في سوريا، فعلى الرئيس عون في لبنان أن يكون هو قائد العملية العسكرية أيضا، فهذا أقل الإيمان.

وعول الرئيس سليمان على قدرة الرئيس الخلف لمناقشة المسألة مع حزب الله من دون أن يستفزه، ملمحا إلى أنه كان ربما هو يستفزه في السابق، ولكن تحالف الرئيس عون مع حزب الله عمره سنوات، ما يرسخ العلاقة الجيدة. وكشف الرئيس سليمان أنه نصح الرئيس عون بالحياد وبتنفيذ الإستراتيجية الدفاعية في بداية العهد ومرة أخرى بعد الإنتخابات النيابية عام 2018، وأردف أن الرئيس عون كان يوافقه دائما على مسألة الإستراتيجية الدفاعية وأنه استخدم في تصوّره عبارة من خطة الرئيس عون وهي "أن لا تبدأ المقاومة عملها إلا بعد الإحتلال". وأنه قال له مرارا بأن النمو الإقتصادي لن يحصل إلا بإظهار النية في استعادة السيادة ولو أخذت المحادثات وقتا طويلا لتشجيع المستثمرين المحليين والأجانب.