خاص ــ لهذا أصبح باسيل حادًا في مواقفه

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 21, 2019

خاص ــ ياسمين بوذياب

لم يشارك رئيس "تكتل لبنان القوي" الوزير جبران باسيل لقاء المصارحة والمصالحة الذي عُقد في قصر بعبدا، لاعتباره انه غير معني بهذا الامر، هو فقط كان داعما لحليفه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، ومرحبا بها اذ اعتبرها خطوة ايجابية. كما لم يحضر باسيل جلسة الحكومة التي تبعت يوم المصالحة، حسب اوساط محيطة به، لأنه غير معني في تكريس المصالحة في اطار دستوري، وقال بعدها انه "على موعد مع الرفاق والاصدقاء في الجبل" وانه مستعد للمشاركة في اي لقاء منتج او جلسة حكومية مثمرة في قراراتها.

في هذا الوقت، تقول الاوساط، انصرف باسيل الى متابعة عدة امور تعنيه، اسوة بتفقده عددا من السدود وتكثيف حضوره في النشاطات الحزبية، لكنه سيشارك حكما في اول جلسة لمجلس الوزراء التي ستعقد يوم الخميس المقبل في 22 آب.

ولا يعود انكفاء باسيل لهذه الفترة عن الساحة السياسية، على غرار ما كان عليه بمواقفه الصاخبة والحادة، الى اي خلفية بحسب الاوساط، التي ترى ان حتى عدم اطلاق المواقف والجولات هي في الوقت ذاته محور انشغال الساحة السياسية والاعلامية بعد اقدام باسيل عليها نظرا لما كان له من مواقف مؤثرة.

وحيال الكلام عن اسلوب باسيل الحاد الذي يجهض مضمون مطلبه في بعض الاحيان او يفقده حق المطالبة بما يريد، اقتباسا لاسلوب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يعتمد هذا المسار، تجيب الاوساط المحيطة بباسيل بأن الرجل كرئيس حزب لم يكن ميالا لهذا الخيار او الاسلوب في المخاطبة، لكن تبين له وبوضوح بأن القوى السياسية تريد قطع الطريق على عمل التيار واغلاق الباب امام اي انتاج ممكن ان يحققه، معددة جملة محطات.

فلا يمكن نسيان ما عانى منه باسيل في ملف المياومين بعد توليه وزارة الطاقة والمياه، وما تبع الامر من تعطيل نتيجة هذه الممارسات، ثم عرقلة القوى السياسية لخطته الاصلاحية في الكهرباء وغيرها من المجالات، سعيا منها لرمي تهمة الفساد على التيار، في حين تكون هي منغمسة بالصفقات والفساد من رأسها حتى أخمص قدميها، ما أدى الى عدة صدامات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري نتيجة عبارات حادة صدرت عن باسيل تعكس ردة فعله، وليس نية الاساءة الى اي مسؤول، لتأتي بعدها "القوات اللبنانية" فيحمل رئيسها الدكتور سمير جعجع ملف الكهرباء ويشن هجوما على التيار الوطني الحر، دون ان يتوقف امام اخطاء الوزراء الآخرين، بل كان التركيز على العهد وتفشيل التيار الوطني الحر، وهذا ما دلت عليه حملة القوات يومها.وفي هذا الوقت كانت خطوات باسيل المنتجة في مجالي النفط وإنشاء السدود محو اتهام بانها تحمل حسابات خاصة بهدف الإساءة اليه وتشويه سمعته

حتى مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي كان قد شارك مع باسيل في قداس دير القمر الذي حمل نظرة ايجابية مشتركة نحو الامام، لم يؤدي حسب الأوساط الى فتح ابوب الجبل امام حزب سياسي له حضوره ، وفق ما تبيّن في كلام وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب بقوله ان للجبل ابواب، قاصدا بذلك ان تكون زيارة باسيل الى الجبل تحت راية "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وهو ما لم يعد يصح خصوصا بعد نتائج الانتخابات الاخيرة.

فباسيل يعي جيدا بأنه وهؤلاء المسؤولين يشكلون منظومة القوة السياسية المشاركة في الحكومة، والتي عليها ان تهتم بشؤون البلاد، لكن تبين له بأن كل القوى السياسية تتضامن ضده، ليس لأن اسلوبه حاد، بل لأنها اعتادت ان تتموضع الى جانب بعضها نتيجة عدة اعتبارات.

وفي السياق ذاته، يقول سياسي مؤيد لباسيل، إن مروحة من القوى السياسية تواجهه، مذكرا بكلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد حادثة قبرشمون والذي اعتبر ان للجبل خصوصية، فيما رئيس الحكومة سعد الحريري تحدّث عن ضرورة تجنّب الخطاب الحاد، واضعا الطابة في ملعب باسيل.

لكن هذا الواقع الذي يواجهه باسيل يعتبره مسارا صعبا بين قوى اعتادت ان تكون الى جانب بعضها ولا تتقبّل "أي جديد" في صفوفها، كما لا ترتاح الى حجم التيار الوطني الحر ومشروعه السياسي. وان كان اسلوب باسيل جاء خلاصة تجربة كوّنها عن معرفة وتجربة ، فإن الرجل اختبر الكثير من الناس والسياسيين الذين يعتمدون منطق اللغات المتعددة، لكن ذلك لن يردعه عن ان يبقى مستمرا في مسيرته، لأن كل اداء او موقف يقدم عليه يحتسب مدى مردوده الايجابي لصالح العهد ويسعى لان يكون كذلك ، كما في الوقت ذاته لا يستطيع ان يفرّط في مواقفه كرئيس لتيار يمتلك هذا الحجم السياسي والشعبي، ومؤسسه العماد ميشال عون. لا على الصعيد الوطني ولا المسيحي بنوع خاص


Alkalima Online