خاص ــ "المقر الصيفي".. هل يعيد الود بين "العهد" و"البيك"؟
شارك هذا الخبر
Friday, August 16, 2019
خاص ــ يوسف الصايغ
الكلمة أونلاين
لا شك أن ما إصطلح على تسميته بلقاء المصالحة والمصارحة في قصر بعبدا شكل إنعطافة إيجابية، في سياق إعادة ترميم العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي طالت صليات تغريداته التويترية العهد بشكل مباشر حتى قبل ساعات من لقاء المصالحة حيث إعتبر جنبلاط في تغريدة له أن العهد يسعى للإنتقام من الحزب الإشتراكي ومن خلفه، وذلك على خلفية موقف عون من حادثة قبرشمون، وإعتباره أن الكمين كان يستهدف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بالدرجة الأولى، وهذا ما دفع بجنبلاط ومن خلفه وزرائه ونوابه الى إعتبار أن العهد بات طرفاً في الأزمة، بدل أن يكون حكماً قبل أن يأتي فجر لقاء بعبدا ويبدد الهواجس على ضفة المختارة - بعبدا ولو بشكل جزئي بإنتظار أن تعزز العلاقة بين جنبلاط وعون.
وفي سياق الحديث عن تعزيز العلاقة بين "العهد" و"البيك" يتم التعويل على إنتقال رئيس الجمهورية الى مقر الرئاسة الصيفي في قصر بيت الدين، والذي يبعد بضعة كيلومترات عن قصر المختارة حيث مقر زعامة الجنلاطية، من أجل فتح صفحة جديدة بين عون وجنبلاط، ما يشكل إمتدادا للقاء بعبدا الذي شكل المدخل من اجل إعادة العلاقة الى منحاها الإيجابي وطي صفحة الخلاف التي كانت سائدة في أكثر من محطة، فهل ستكون إقامة عون الصيفية نقطة البداية لبدء مرحلة جديدة من العلاقة مع المختارة وزعامتها؟
بعبارة "إنشالله يوصل بالسلامة" يستهل عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون حديثه لـ"الكلمة أونلاين" رداً على سؤال حول إنتقال الرئيس عون الى قصر بيت الدين، ويضيف: بالنسبة لفخامة الرئيس هو منفتح على الجميع منذ بداية عهده والخطوة التي حصلت في قصر بعبدا قبل أيام جاءت في سياق تثبيت "السياسة الإنفتاحية" لدى رئيس الجمهورية، وهي وضعت أيضاً قواعد وأسس جديدة من العلاقة تحت عنوان "مصالحة ومصارحة" بين الأفرقاء لا سيما بين النائب طلال أرسلان ورئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط".
كذلك يعرب عون عن أمله بإستمرار ما أسماها سياسة الإنفتاح، لافتاً الى أن الجميع يجب أن يتطلع الى مصلحة لبنان والعمل على إعادة الإستقرار الإقتصادي والمالي في البلد، وتثبيت مصالحة الجبل أكثر وأكثر لا سيما بعد حادثة قبرشمون".
وعن إمكان أن يشهد قصر بيت الدين لقاءاً بين جنبلاط والوزير باسيل لا سيما بعد إعتبار غياب الأخير عن مصالحة بعبدا بمثابة إشارة سلبية، يلفت عون أن الأمر ليس مطروحاً من هذه الزاوية، لأن الخلاف بالأساس كان بين فريقين درزيين ونحن لم نشعر أننا معنيين رغم أن الوزير باسيل كان موجوداً في المنطقة يوم حصول الإشتباك".
ويختم عون مشيراً الى أن "الأمور ممكن أن تصطلح في الفترة القادمة، معرباً عن إعتقاده بأن النائب السابق وليد جنبلاط سيزور قصر بيت الدين للقاء الرئيس عون".
على ضفة المختارة هناك أمل بفتح صفحة جديدة لا سيما بعد إتصال المعايدة الذي أجراه رئيس الجمهورية بالنائب جنبلاط قبل أيام، وفق ما يشير النائب بلال عبدالله في تصريح لـ"الكلمة أونلاين" حيث يأمل بأن تكون هناك مرحلة جدية من العلاقة مع العهد ترافق إنتقال رئيس الجمهورية الى بيت الدين".
وعن إمكانية أن يبادر رئيس الحزب وليد جنبلاط الى زيارة عون في قصر بيت الدين يعتبر نائب الإشتراكي وبلغة واثقة أنها "تحصيل حاصل"، أما في ما خص عودة العلاقة الى منحاها الإيجابي بين الحزب الإشتراكي والعهد بعد حادثة قبرشمون وما تلاها من تصعيد في المواقف، يرى النائب عبدالله أنها مسؤولية الجميع في سياق العمل على تبديد الهواجس".
وحول غياب رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل عن لقاء بعبدا واعتبار ذلك بمثابة إشارة سلبية بإتجاه المصالحة، يلفت عبدالله الى أن حضور الرئيس عون ومعه الرئيسين بري والحريري كان كافياً فهم شكلوا الضمانة لهذه المصالحة".
وعن المعايير التي تؤسس لعلاقة جيدة بين الحزب الاشتراكي والعهد يلخص نائب الحزب الإشتراكي الإجابة بعبارة "أن يبقى العهد حاضناً لكل الفئات اللبنانية وعلى مسافة واحدة من الجميع وفق معيار وطني".