خاص ــ الموارنة "يبتلعون" الأرثوذكس...!

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 16, 2019

خاص ــ الكلمة اونلاين

يارا الهندي


ثمة انطباع في الاوساط الارثوذكسية، بأن الطائفة غائبة عن دورها السياسي في المعادلة، وذلك نتيجة تموضع وزرائها ونوابها في كتل حزبية يرأسها موارنة على غرار التيار الوطني الحرّ، القوات اللبنانية وتيار المردة، الى حد ان احد رجال الدين الارثوذكس يردّد في مجالسه أن الارثوذكس في الدولة باتوا ازلام الموارنة.

وفي كلام يعكس، الى حد ما، الحالة الارثوذكسية كشفت الاوساط أن رئيس الحكومة سعد الحريري تمنى مؤخرًا على الوزير السابق طارق متري أن يكون أحد كبار مستشاريه، إلا ان الأخير عبّر بلباقة عن عدم رغبته في هذا الدور لاعتبارات عدة بينها سياسية، وهو يردّد بأن الطائفة اليوم في مرحلة صعبة وتتمثل قيادتها في وجود المطران الياس عودة الذي سيكون الى جانبه

وتستعرض الاوساط، مرحلة سابقة من تاريخ الطائفة فتقول انها طائفة "مستقيمي الرأي" اعتادت على رجالات ما قبل الطائف اسوة بميشال ساسين، منير ابو فاضل، فؤاد بطرس، غسان تويني وإيلي سالم ناهيك عن العلامة شارل مالك وآخرين، تميزوا بحضورهم، ثم ما بعد الطائف كان حضورٌ لأقطابٍ ارثوذكسيين على غرارِ نائبا رؤساء الحكومة السابقين عصام فارس والنائب ميشال المر، الذي هو حاليا نائب مستقل خارج هذه الاحزاب.

وفي منطقِ الاوساطِ الروحيّة، فأنَ ثمة رغبة بعدمِ وجود تمثيلٍ قوي للطائفة داخل الحكومة، والّا تم ايلاءُ منصبِ رئيسِ الحكومة الى نجاد عصام فارس، الذي هو يتشابهُ سياسيا مع توجهاتِ العهدِ، وبإمكانِه في الوقت ذاته ان يعززَ الحضورَ الارثوذكسي اقله في منطقة عكار، على ما بدا من خلالِ لقاءاته التي عقدها أثناء تواجده في لبنان إبان مسار الحكومة، اضافة الى ان خدماتِ مؤسسةِ والده كانت ترفُدُ المنطقة بنوعٍ من الدعمِ الاجتماعي والاقتصادي.

وقد جاء اعتراض نائب رئيس الحكومة، "القواتي" غسان حاصباني، على تغييب الارثوذكس عن اجتماع بعبدا المالي من خلال عدم دعوته اليه، "ليزيد الطين بلة"، لدى أوساط أرثوذكسية روحية وسياسية.

الى ذلك، أشار أمين عام اللقاء الأرثوذكسيّ النائب السابق مروان أبو فاضل، الى موقع الكلمة أونلاين: "اننا نرى ان أكثرية من يمثلنا في الحكومة والمجلس النيابي، لا يعكس تمثيلاً صحيحاً للوجدان الأرثوذكسي، ففي الحكومة مثلاً ثلاثة وزراء أرثوذكس أتت بهم حالة حزبية ووزيرة أرثوذكسية تمثل موقعاً سياسياً ذات طابع سني، وذلك مع تقديري للمكونات الذين يمثلونها، لكن هذه حقيقة لا نستطيع أن نتغاضى عنها."

واعتبر ابوفاضل انه بالنسبة للقاء الأرثوذكسي، فموقعي كل من نيابة رئاسة مجلس النواب ونيابة رئاسة مجلس الوزراء، خُصصا للطائفة الارثوذكسية بدلًا من الرئاسة الرابعة المفقودة حتى الآن في البلد، فعلى من يتبوأ أحد هذين الموقعين أن يمثل عمقًا ارثوذكسيا قائماً بحد ذاته ".

وأضاف ابوفاضل ان هذا النموذج مؤمّن بالنسبة لنيابة رئاسة مجلس النواب بشخص دولة الرئيس ايلي الفرزلي، لكونه يتمتع بهذه الحيثية الأرثوذكسية القائمة بحد ذاتها وليس مؤمّناً بالنسبة لموقع نائب رئيس مجلس الوزراء لكون الوزير منتسب لحزب سياسي، وتأكيداً على ذلك صرّح نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان بعد زيارته لرئيس الحكومة سعد الحريري في 17 تموز انه قام بهذه الزيارة "يرافقني نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني ووزير العمل كميل أبو سليمان..." ، وتابع قائلا" فاذا كان الوزير حاصباني ممتعضاً من عدم دعوته الى لقاء بعبدا في نهار 12 آب ، فلماذا لم يمتعض من تصريح النائب عدوان ولم يعتبر انه ينتقص من قيمة الموقع الأرثوذكسي الأول في السلطة الإجرائية؟

فالطائفة الارثوذكسية لم تكن يوما مجندة كطائفة او مذهب في البلد، بحسب ابوفاضل، ولطالما برع سياسيوها في المشرقية والعروبة والقومية واليمينية واليسارية لكونها غنية بعناصرها وعدد مثقفيها، ونتيجة لذلك وللأسف استسهل البعض تهميش حقوق الأرثوذكس في السياسة والادارة وغيرها من المواقع، لذلك كان لا بدّ من تأسيس اللقاء الأرثوذكسي الذي أضحى النموذج الأفضل ليتكرس للأرثوذكس موقعاً قائماً بذاتيتهم ولكي لا تذهب حقوق هذه الطائفة هدراً.

وأختتم أبو فاضل قائلاً انه "طالما أن نظامنا السياسي نظاماً طائفياً سنبقى مدافعين عن خصوصيتنا الأرثوذكسية أسوة بكافة مكونات الوطن، وعندما تأتي ساعة لفظ الطائفية السياسية وتثبيت العلمنة سنكون في الصفوف الأمامية دفاعاً عن هذا التطور الذي يعتبره الأرثوذكس بتكوينهم ومشرقيتهم تطوراً يحاكي حقيقتهم ."


Alkalima Online