خاص – بكركي تستهدف اللواء بسهام التيار الحر!

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 9, 2019

خاص – الكلمة أونلاين

عبير بركات

توزعت الآراء حول كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اتهم شعبة المعلومات بممارسة التعذيب إذ لاقى هذا الموقف استغرابا، نتيجة إطلاقه من دون تعزيزه بمواقف ومعطيات، في حين كانت آراء في أوساط التيار الوطني الحر تؤيده على خلفية نظرتها تجاه مديرية قوى الأمن الداخي منذ أكثر من عقد من الزمن، أي على خلفية سياسية نفسية باتت مرسخة في ذهنية هذا التيار وسط أوساط في هذا المحور.

في المقابل، جاءت الآراء المقابلة في خانة استغراب الموقف المفاجئ للبطريرك الراعي على خلفية تأثره بما يضخ له التيار الوطني الحر، ولا سيما على خلفية تحقيقات كشفت الفساد من مديرية الأمن الداخلي بعدما أحال مديرها اللواء عماد عثمان عددا من الضباط إلى التحقيق إذ تشعبت التحقيقات معهم ووصلت إلى حد الكشف عن قضاة ومعاونين لهم أقدموا على ارتكاب مخالفات وإدانتهم بالفساد في عدد من الملفات.

وكان واضحا أن من بين القضاة والضباط مَنْ هم من طوائف غير مسيحية. ولم يلاق الأمر أي ردة فعل نتيجة قناعة هذه المراجع والقوى السياسية بالتحقيقات التي اطلعت عليها، إلا أن ردة فعل البطريرك الراعي، وسط الأوساط، أتت نتيجة توجه التحقيقات نحو مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس والذي تكوّن الملف حياله وحيال المرتبطين به من المتهمين من بينهم مدعي عام جبل لبنان القاضي غادة عون التي أطلعت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على هذه التحقيقات.

ومن هنا، ترى أوساط أن البطريرك الراعي وقع ضحية معلومات مغلوطة نتيجة الإحاطة المكثفة به من جانب التيار الوطني الحر على كافة المستويات، في وقت يتم الترداد له يوميا عن القاضي بيتر جرمانوس والمقدم سوزان الحاج أنهما مستهدفان، وأن توجه أصابع الإتهام نحوهما تأتي نتيجة التعذيب في التحقيقات والضغط على الموقوفين، إذ تأثر الراعي بهذا الكلام على غرار ما حصل معه عام 2003 عندما تأثر يومها بمناخ سياسي حيث أبدى حماسة لأن يُصدر عن مجلس المطارنة والأساقفة موقفا يثني خلاله على سير العمل المنظم في مديرية الأمن العام التي كان يرأسها اللواء جميل السيد.

لذلك، فإن العفوية في إصدار المواقف على ما يحصل مع البطريرك الراعي يحمل أحيانا تأثرا بآخر ما يتناهى إليه من كلام. وإنّ ذلك، حسب الأوساط، يطال مؤسسة لها تأثيرها في الحياة العامة من دون التوقف أمام تداعيات الكلام، في وقت إن لبكركي عدة تحديات بينها حقوق الإنسان وتعزيز دور المؤسسات وعدم إصابتها بسهام توضع بين يديها نتيجة إحاطة الراعي برعاية من التيار الوطني الحر على أكثر من بُعد وظائفي و...

إن على عاتق بكركي ملفات سيادية، عليها حمل لوائها، وكذلك تعزيز الدور المسيحي، وفق الأوساط، من خلال تنظيم دور فعّال للكنيسة التي عليها أن تلعب دورها من أجل الإنسان الإجتماعي وعدم التمايل بالمواقف من دون تعمّق، منعا لأي تداعيات تصيب مصداقيتها ودورها.

Abir Obeid Barakat