يعاني كثير من الناس من كتلة تظهر على مفاصلهم، إن كان على الكوع أو الركبة أو غيرها. ويرافق هذه الكتلة أو الانتفاخ احمرار بالبشرة، وأحياناً الألم. إذاً، ما هو هذا الانتفاخ في المفصل؟ ما أسبابه، وكيف يمكنك الوقاية منه؟ التهاب الجراب هو التهاب يصيب كيساً أو تجويفاً داخل المفصل يسمّى «الجراب»، وهو كيس يحتوي على القليل من السائل، ويهدف إلى تسهيل حركة ما حول العظام، أي البشرة والأوتار والعضلات، ويساعد على تخفيف الاحتكاك، وبالتالي الإزعاج والألم لدى تحريك المفصل بشكل متكرّر.
في مقابلة مع «الجمهورية»، عرضت الدكتورة وداد طبش، طبيبة أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم في مستشفى ومركز Bellevue الطبي، عدّة مسبّبات لالتهاب الجراب، نذكرها في التالي:
• أسباب غير معروفة: قد ينتج التهاب الجراب من حركة زائدة للمفصل وضغط زائد على جراب معين (الأشخاص الذين يستعملون مفصلاً معيناً في مهنتهم مثلاً أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، كعاملات النظافة اللواتي يجلسن على ركبهن للتنظيف).
• داء النقرس: يؤدي أحياناً إلى التهاب الجراب لاسيما في الكوع. ويُعرف داء النقرس شعبوياً بمصطلح «ملوحات في الجسم». وهو تنيجة فائض في البروتينات وليس في الملح، على عكس ظن الكثيرين.
• الجراثيم: قد يؤدي دخول جرثومة إلى الجراب عبر جرح حول المفصل مثلاً إلى التهاب الجراب. والحالة هنا طارئة، وتستوجب علاجاً فورياً. • أمراض الروماتيزم».
العوارض تختلف عوارض التهاب الجراب بحسب مسبّباته. ولكن بشكل عام، تشمل العوارض بحسب طبش، «انتفاخ المفصل، وعدم انزعاج المريض أو شعوره بالألم، إلّا عند الضغط على الانتفاخ. ولكن إذا نتج التهاب الجراب من داء النقرس أو جرثومة، فقد يسبب الألم والإنزعاج».
عند ملاحظة هذه العوارض، تنصح طبش بـ»التوجّه إلى الطبيب ليجري التشخيص الصحيح. وتجدر الإشارة إلى أنه أحياناً، عندما يكون الالتهاب بسيطاً والانتفاخ غير مزعج وغير مؤلم، لا ضرورة للعلاج. فقط علينا إراحة المفصل فيشفى الالتهاب. وفي بعض الأحيان، قد يطلب الطبيب فحوصات دم لفحص التهاب الدم، كما قد يطلب صوراً شعاعية لرؤية ما داخل المفصل وحوله لإجراء تشخيص دقيق، ووصف علاج مناسب».
العلاج في حال الإصابة بأي نوع من التهاب الجراب في أي منطقة كانت ولأي سبب كان، على المريض أولاً إراحة المفصل المصاب وتخفيف حركته قدر الإمكان. وأضافت طبش في هذا السياق: «أحياناً، يثبّت الطبيب مفصل المريض ليمنع الحركة. ويجب وضع الثلج على المفصل لتخفيف الالتهاب والإزعاج، كما يمكن وصف مسكنات للألم. وإذا كان سبب التهاب الجراب جرثومة، يتناول المريض مضاداً حيوياً لمحاربة الجرثومة. ويتم أولاً زرع ما داخل الجرثومة للكشف عن محتواها ونوعها، بهدف وصف المضاد الحيوي المناسب لها. أما إذا كان السبب داء النقرس، فيصف الطبيب مضادات التهابات، مع أدوية لتخفيف ملوحات الدم لتفادي معاودة الالتهاب. وإذا كان السبب أمراض الروماتيزم، فيعالج الطبيب التهاب الجراب من خلال معالجة الروماتيزم. وفي حال تكرّر التهاب الجراب، يتمّ إجراء جراحة على المريض لإزالة الانتفاخ».
ملاحظة: يتم معالجة كل مشاكل المفاصل بحقن الكورتيزون. ولكن الجراب حالة مختلفة. فلا تنصح د. وداد بهذا العلاج لالتهاب الجراب، لأنه «غير فعّال في أغلب الأحيان، وثمّة احتمال وقوع مضاعفات وظهور جرثومة في الالتهاب»، ما يفاقم الوضع.
الوقاية قدّمت طبش نصائح توجيهية لقرّاء «الجمهورية» للوقاية من التهاب الجراب وهي:
• تجنّب الحركة والضغط على المنطقة نفسها، عبر تغيير الوضعية التي تؤذي المفصل عمداً مثلاً عند ممارسة النشاط اليومي المتكرّر الذي يسبب الضغط على المفصل.
• معالجة كل الجروحات حول المفاصل وعدم إهمالها، وذلك لتفادي التقاط جرثومة ودخولها إلى المفصل.
• معالجة الروماتيزم أو داء النقرس في حال الإصابة بأحدهما وعدم الإهمال.
• الالتزام بتوجيهات الطبيب. فللأسف، داء النقرس (أو الملوحات في الجسم) مثلاً من أكثر الأمراض التي لا يُشفى منها المرضى على الرغم من وجود علاج. ويعود ذلك لعدم التزامه بالحمية العذائية الموصوفة له، وعدم الاستمرار بتناول الدواء من دون موافقة الطبيب.
وفي حال عدم معالجة التهاب الجراب العادي، تشمل المضاعفات بحسب طبش التالي: • قد يتحول الالتهاب إلى جرثومة. • قد يصبح التهاب الجراب مزمناً ولا يزول أبداً، ويسبب الإزعاج من حيث الشعور بالألم أو من حيث المظهر. • في حال عدم معالجة التهاب الجراب الناتج من جرثومة، قد تنتقل الجرثومة إلى الدم وتسبب مشاكل صحية إضافية.
