ذي أتلانتيك- هل يعيد الأوروبيون فرض العقوبات على إيران؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 3, 2019

فذت إيران تهديدات بخرق الاتفاق النووي، وأعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن بلاده نفذت أول انتهاك بارز في صفقتها النووية مع قوى عالمية، بتجاوز الحد الأعلى لمخزونها من اليورانيوم.
وتشير كاثي غيلسينان، محررة لدى موقع "ذا أتلانتيك"، تغطي شؤوناً دولية والأمن القومي، إلى أن تلك الزيادة لا تتعدى بضعة كيلوغرامات من اليورانيوم من أصل مئات سمح لإيران بتخزينها وفقاً للصفقة.
ولم تتخذ إيران سوى خطوة صغيرة على طريق الاحتفاظ بمخزون أكبر. وستبين لاحقاً إلى أين تتجه إيران، بدءاً من هذه المرحلة، وفيما إذا كانت ستقفز قفزة كبيرة تخرجها من الصفقة.
في هذا الإطار، يقول ديفيد آلبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي ومفتش سابق عن الأسلحة في الأمم المتحدة: "ما سيقومون به لاحقاً سيطلعنا عما إذا كان ذلك خرقاً يهدد بتقويض الصفقة، أو عما إذا وجده الاتحاد الأوروبي مبرراً لإعادة العقوبات".

تحذير
وتشير غيلسينان إلى أنه رغم تخلي دونالد ترامب، قبل عام، عن الصفقة النووية، واصلت إيران وأطراف آخرون في الصفقة الالتزام ببنودها. ولكن زعماء إيران حذروا من أنه في حال لم يحصلوا على مكاسب اقتصادية من الصفقة – اقتراح صعب بالنظر لجولات متكررة من عقوبات أمريكية قاسية على البلاد- فلن يعود أمامهم مبرراً للحفاظ عليها.
إلى ذلك، أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إنه كان من الخطأ، في المقام الأول، السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب الصفقة. وجاء في البيان: "لن تسمح الولايات المتحدة وحلفاؤها قط لإيران بتطوير أسلحة نووية. وسوف يتواصل فرض أقصى ضغط على النظام الإيراني إلى أن يغير قادته مسار عملهم. ينبغي على النظام إنهاء طموحاته النووية، وسلوكه المارق".
ورغم ذلك، تقول كاتبة المقال، لم يعلن عن عقوبات جديدة، ولكن الإدارة الأمريكية أعلنت عن عزمها على فرض عقوبات على ظريف، وقد تفعل في خلال أيام.
تجاوزات سابقة
وتشير الكاتبة إلى أن خرق الصفقة أمر بسيط من الناحية العملية، وهو لا يقصِّر بشدة المدة التي تحتاج إليها إيران للتسابق من أجل الحصول على سلاح نووي، وقد تصل إلى عام وفق بعض التقديرات.
ويشير آلبرايت لتجاوز إيران في الماضي حدود الصفقة على بعض أجهزة الطرد المركزي، وعلى مخزونات الماء الثقيل، ولكنها صححت بسرعة تلك الانتهاكات، وتم ذلك أحياناً بعدما كشف أمرها".
وتلفت كاتبة المقال إلى أن إيران تفاخر اليوم، ولأول مرة، بالإعلان عن خرق للصفقة، وحتى أن ظريف قال إن تلك خطوة لا رجعة عنها، وهي شرط للأوروبيين من أجل الوفاء بالتزاماتهم بموجب الصفقة، ونفى أن تكون إيران قد انتهكت الاتفاق.

ابتزاز
لكن، وحسب الكاتبة، يسبب ذلك الاختراق للصفقة إزعاجاً مؤلماً لأوروبا التي أمضى ديبلوماسيوها أسابيع وهم يسعون لإنشاء آلية للتجارة مع إيران رغم العقوبات الأمريكية، ولمنح طهران بعضاً من منافع الصفقة الموعودة. وعندما أعلنوا أخيراً عن الآلية في الأسبوع الماضي، قال ظريف إنها لم تكن كافية.
وسبق لمسؤولين في الإدارة الأمريكية أن قالوا إن التهديدات الإيرانية بشأن تجاوز الحد الأعلى للمخزون تمثل محاولة "لابتزاز" الأوروبيين من أجل تقديم تنازلات. ولكن إيران تقامر عندما تتخطى حدود معينة اعتقاداً منها أن قوى أوروبية تريد الحفاظ على الصفقة، سوف تتراجع أو تقدم تنازلات.
ويضيف آلبرايت: " من الصعب توقع نقطة التحول من الأوروبيين، لأنهم لا يريدون إعادة فرض عقوبات. كما أنهم يخشون المجهول أكثر بكثير من الولايات المتحدة".