خاص- ترامب تراجع في اللحظة الأخيرة عن ضرب إيران... ولكن

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 22, 2019

خاص- الكلمة أون لاين

ضحى العريضي

عاشت المنطقة والعالم لحظات توتّر خلال الساعات الماضية، مع إعلان إيران عن إسقاط طائرة أميركية من دون طيار قالت انها اخترقت أجواءها فيما أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأميركية أُسقطت بصاروخ إيراني أرض-جو فوق مضيق هرمز. وبين الروايتين، بدت الحرب قاب قوسين أو أدنى، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجع في اللحظة الأخيرة عن قرار اتخذه بتنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية، وقبل ذلك أرسل عبر وسيط تحذيرا لإيران من وقوع هجمات وشيكة مؤكدا أن واشنطن لا تريد الحرب وترغب بإجراء محادثات، فيما أكد الوسيط أن المسؤولين الإيرانيين نقلوا الرسالة لمرشد الثورة الإسلامية على خامنئي الذي رفض العرض.


فما هي أسباب التراجع وتداعياته؟ وما هي خيارات ترامب في هذا المجال؟

العميد الركن المتقاعد د. هشام جابر، لم يبد متفاجئاً بتراجع الرئيس الأميركي عن توجيه ضربة عسكرية إيران، لا بل انه يجزم بأن "ترامب لا يريد الحرب فهو يدرك تداعياتها الكارثية على الجميع وخاصة على المصالح الأميركية في الخليج وعلى إسرائيل، وبالتالي يريد أن يجد مخرجاً".

لكن ذلك لا يلغي استمرار "شد الأعصاب"، يؤكد الخبير الاستراتيجي لموقع "الكلمة أون لاين"، فالمنطقة ستكون أمام مرحلة جديدة من زيادة التوتر، خاصة وأن فريقا في اميركا يريد الحرب بشدّة، رغم رفض ترامب وفريقه لهذا الخيار.

وسط هذه الحسابات المتشابكة، يبدو الرئيس الأميركي أمام خيارين، فهو وإن كان يريد "تنفيس" العملية التي شكلت "صفعة" له، لن يكون سكوته بالأمر بالسهل كون هيبته على المحك وبالتالي فهو مهدد بخسارة اصوات المتشددين، لكن في المقابل فإنه إذا لجأ إلى خيار الحرب فسيخسر مستقبله السياسي واميركا كلها، يوضح د. جابر، مضيفا ان "ترامب متزن ورجل حسابات وارقام وهو يوزع الادوار وينتظر ردات الفعل، رغم تصريحاته التي تظهره بمظهر المتقلب".

كل هذه المعطيات تؤكد، بحسب د. هشام جابر، أن الحرب ستكون غير مباشرة، أي عبر "الأدوات"، إذا ما ارتفع مستوى التوتر، فعلى سبيل المثال قد يوعز لاسرائيل بضرب اهداف ايرانية في سوريا ولن يشتبك مباشرة مع طهران.

إذاً، ترامب لن يشن حربا برية الا اذا قتل جنود اميركيون، وفي السياق يذكّر د. جابر بتصريحات الرئيس الأميركي بعد الحادثة بشأن عدم وجود ضحايا، لافتا في الوقت ذاته إلى أن ايران تعرف "المحاذير" وتتجنب الحرب كما أن لا مصلحة لها بالتوتر، وإن كان مسؤولوها يضعون خطاً أحمر أمام خرق الاجواء والمياه الإقليمية والبر الايراني.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية وضعت معدات عسكرية في المنطقة قيد التأهب لمدة 72 ساعة، وهو ما رأى فيه الخبير الاستراتيجي امرا طبيعيا في ظل الأوضاع الحالية، وهو تدبير استنفار يمكن أن يمدد ويمكن أن يُفكّ.