بحديدات احتفلت بتبريك واعلان انتهاء اعمال ترميم عدد من كنائسها برعاية وزير الثقافة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, June 9, 2019

احتفلت رعية مار تيودوروس الكبير في بلدة بحديدات قضاء جبيل، بتبريك واعلان انتهاء اعمال ترميم كنائس سيدة البزاز، مار اسطفانوس الشهيد ومار نقولا (زخيا) وتثبيت ذخائر مار نقولا في الكنيسة واطلاق كتاب "الكنز الموروث" عن كنائس بحديدات الاثرية، وذلك خلال احتفال اقيم في باحة الكنائس الاثرية بمباركة راعي الابرشية المطران ميشال عون ممثلا بكاهن الرعية الخوري ايلي العلم، وبرعاية وزير الثقافة محمد داوود ممثلا بالمدير العام للآثار سركيس الخوري، وفي حضور قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، مختار البلدة غسان كيريلوس، رئيسي بلديتي اده بيار اده ونهر ابراهيم طوني مطر، رئيس حزب السلام اللبناني روجيه اده، منسق "القوات اللبنانية" في قضاء جبيل عبدو ابي خليل ومنسق حزب الكتلة الوطنية بسام الحداد، رئيس محمية بنتاعل الطبيعية ريمون الخوري، المدير الاقليمي لبنك بيبلوس في قضاء جبيل جورج الخوري، رئيس مركز الدفاع المدني شكيب غانم، وعدد من مخاتير القرى المجاورة وابنائها واهالي البلدة واعضاء لجنة الوقف والحركات الرسولية وحشد من المدعوين.

بدأ الاحتفال بصلاة التبريك وقص شريط الافتتاح، ثم ترأس الخوري العلم القداس الالهي، عاونه فيه رئيس دير ميفوق الاب ميشال ليان والكهنة جان بيار الخوري، انطوان ضاهر وبول القدوم وخدمته جوقة الرعية بقيادة ريتا العجيل.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى العلم عظة تحدث فيها عن اهمية هذا الاحتفال الديني الثقافي وقال: "كنائس الشهداء هذه، تذكرنا بهوية الكنيسة المارونية، الشاهدة للمسيح والشهيدة لاجله، فالكنيسة لا تتباهى فقط بأمجادها السالفة بل تعمل على رجاء الحياة والقيامة".

وتابع: "تحتفل بحديدات اليوم عشية عيد العنصرة المجيدة، بعنصرتها، اذ هبت فيها ريح ايمان وثقاقة هزت منازلها والوطن، كما هزت رياح العنصرة علية اورشليم والعالم. فانطلقت الالسن تمجد فرحا، وهبت الاقدام من كل هدب وصوب لتنظر الحدث الكبير".

واردف: " لا يسمى هذا اليوم بعيد فقط، بل بفصح لانا نعبر فيه من مرحلة الى مرحلة من تاريخنا، وتاريخ لبنان، من النسيان الى العودة من الباب العريض الى خارطة القداسة والسياحة الدينية، تماشيا مع نداء قداسة البابا فرنسيس الذي اعلن لبنان وجهة للسياحة الدينية، وبحديدات لا تستمد اهميتها من اثارها فقط بل من بطاركة القرى المجاورة الذين مروا فيها وصلوا في كنائسها، كبطاركة الكفر التي كانت مركزا بطريركيا، وبطريركي دملصا، وحجولا، واسطفانوس الدويهي الذي مر في بحديدات قائلا في دفاعه عن ايمان الموارنة، انه رأى بام العين في كنيسة مار تاودوروس الكبير اكراما فائقا للقديس يوحنا مارون البطريرك الاول للموارنة. فنقول بكل جرأة ان بحديدات ارض بطاركة ارض مقدسة وقنوبين ثانية، واقل ما يقال عن بحديدات انها صورة عن لبنان مهد الحضارات وارض الاديان".

وشكر باسم المطران عون وابناء رعية بحديدات كل من ساهم بأعمال الترميم، لا سيما وزارة الخارجية اللبنانية والحكومة الهنغارية وجامعة الروح القدس الكسليك، وجمعية طاقة الايمان اللبناني LFI، والمسؤولين عن المشروع وفريق العمل المنفذ.

وختم العلم: "نصلي ليحفظ الرب لبنان، مسؤولين وشعبا، ليحافظوا على الامانة وينقلوها للاجيال القادمة، بشفاعة مريم العذراء سيدة البزاز، ومار نقولا، وتاودوروس، واسطفانوس وليفض عليكم بركاته".

الحواط

وبعد القداس ألقت عضو المجلس الرعوي بوليت الحواط كلمة اشارت فيها الى "ان هذه الكنائس شهدت على تاريخ امم تفككت وحضارات اندثرت وبقيت حجارتها صامدة ثابتة كصوت صارخ في البرية وكعليقة مشتعلة علامة فارقة لاختبارات شعب مع مسيحه".

ولفتت الى "ان هذا اللقاء يتوج بإطلاق كتاب "الكنز الموروث" الذي يلخص تاريخ كنائسنا الاربعة ويذكرنا بأهمية الثقافة في معرفة تاريخنا وآثارنا، واصدق تأكيد على ذلك رعاية وزارة الثقافة لهذا الاحتفال وحضور المدير العام للآثار ممثلا وزير الثقافة".

الخوري

ونقل الخوري في مستهل كلمته تحيات وزير الثقافة للحاضرين، مشيرا الى "ان لهذه البلدة مكانة مهمة في وزارة الثقافة، وقد كان لنا دور اساسي في عملية ترميم الجدرانيات داخل كنيسة مار تيودوروس الاثرية التي هي من اهم الكنائس في لبنان، ونحن ضنينون جدا في الحفاظ على التراث اللبناني ليس فقط لانه مكون من بناء حجري"، مؤكدا "ان المديرية العامة للاثار لا تهتم فقط بالحجر بل تؤمن ان الحجر هو من صنع البشر"، ومشيرا الى "ان ذلك يعود الى تاريخ مجتمعنا واجدادنا وأبائنا الذين كانوا يعيشون في هذه الارض وللتضحيات التي قدموها من اجل بناء مداميك هذه الكنائس الاثرية المتميزة بالتراث الماروني الذي يرمز الى الفقر والتواضع".

وشدد على "ضرورة الحفاظ ليس فقط على النسيج العمراني بل ايضا على النسيج الاجتماعي"، لافتا الى انه "لدى وزارة الثقافة الكثير من التطلعات للمواقع الموجودة على لائحة التراث العالمي وهذا فخر واعتزاز لنا كلبنانيين مقارنة مع الدول الكبرى الاخرى".

وأشار الى "ان وادي قنوبين هو الموقع الماروني الوحيد على لائحة التراث العالمي"، لافتا الى "ان التراث الكنسي غني جدا في لبنان، ولكن للاسف في هذه الايام لا يتم المحافظة عليه كما نريد".

وشدد على "ضرورة الحفاظ على هذا الارث الكنسي لنتركه للاجيال القادمة"، داعيا الشباب "للتعلق بإرثهم وتاريخهم خصوصا في ظل الازمات التي يتعرض لها لبنان في هذه الايام".

ونوه ب"الجهود التي بذلت لترميم هذه الكنائس"، مؤكدا انه "بالرغم مما تعرض له اجدادنا في السابق ظلوا متمسكين بأرضهم واصبح تاريخهم اثمن من كل شيء".

وذكر بما تعرضت له بلاد جبيل والبترون في الحرب العالمية الاولى من اضطهادات و"بالرغم من الهجرة التي حصلت في تلك الايام بقي اللبناني متأصلا ومتجذرا بارضه مواجها كل هذه الاضطهادات، وهكذا علينا ان نبقى اليوم، فالمرحلة الصعبة التي نعيشها لا بد لها من ان تنتهي".

وختم متمنيا على ابناء البلدة "المزيد من الاهتمام والمحافظة على تراثنا الفني والثقافي والديني الذي نفتخر به".

الزغندي

وفي الختام ألقت معدة الكتاب رنا العجيل الزغندي كلمة اشارت فيها الى "ان بلدة بحديدات كانت ولا تزال محط اهتمام وابحاث علماء الاثار والتاريخ وجذبت لها الزوار والسواح من مختلف المناطق وبلدان العالم"، معتبرة "ان هذا الكتاب هو بمثابة دليل سياحي ديني وتاريخي، خصوصا ان ما تركه لنا الاجداد هو كنز كبير علينا المحافظة عليه".

وأكدت "ان الكنز الموروث هو هوية لرعيتنا حيث يبرز البصمات التي تركتها مختلف الحضارات التي مرت على البلدة سواء الحضارة الكنعانية السريانية الرومانية والبيزنطية وغيرها".

ولفتت الى "ان لكل كنيسة من الكنائس المرممة والموجودة ميزة خاصة".

وفي ختام الاحتفال شرب الجميع نخب المناسبة.