ريفي لـ"الكلمة أونلاين": هؤلاء أبواق لـ"حزب الله".. ولن أعلّق على كلام الحسن!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 8, 2019

خاص - الكلمة أونلاين
ياسمين بوذياب

فتحت جريمة طرابلس الأبواب أمام أصحاب "القلوب المليانة" لتصفية حساباتهم السياسية والشخصية، فبدل أن تتكاتف جميع القوى في لبنان في وجه الإرهاب والإرهابيين، التهت في تبادل الاتهامات والافتراءات، كلّ حسب توجّهه السياسي ومصلحة فريقه.

ففي وقت تجري مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها لكشف ملابسات الجريمة ومن يقف خلف الارهابي عبد الرحمن مبسوط ويدعمه، راح المعنيون يتراشقون سهام الاتهام. ولعلّ أبرز هذه الاتهامات تمثّلت بالحملة "التويترية" التي شنّها نواب ووزراء التيار الوطني الحر، أمثال حكمت ديب، نبيل نقولا وغيرهم، على الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، اذ راحوا يوجّهون أصابع الاتهام نحوه وينشرون صورا لريفي برفقة أحد الأشخاص ممن قالوا إنه الارهابي مبسوط، محملينه مسؤولية الجريمة الارهابية التي حصلت والتي راح ضحيتها أبرياء من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، ليتبيّن فيما بعد أن من في الصورة شخصا آخرا ولا علاقة له بإرهابي طرابلس.

اللواء ريفي أكد في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أنه يستعد عبر محاميه لرفع دعوى قضائية ضد هؤلاء، مستغربا أنه بدل أن تتكاتف القوى السياسية مع بعضها الى جانب طرابلس وأبنائها، راحوا يرمون الاتهامات يمينا يسارا. وكونه كان وزيرا للعدل في فترة معينة، اعتبر هؤلاء أنه يحمي مبسوط، وهو من أطلق سراحه، لكنهم لم يتنبهوا الى تاريخ خروج الارهابي من السجن، حيث كان يومها سليم جريصاتي وزيرا للعدل ويعقوب الصراف وزيرا للدفاع، وكلاهما ينتميان إلى جهة سياسية واحدة ومعروفة.

من هنا، اعتبر ريفي أن عددا ممن يتكلمون باسم التيار الوطني الحر هم ليسوا سوى أبواق لحزب الله وواجهة له، وما حصل ليس هجوما على أشرف ريفي فحسب، إنما على الطائفة السنية بشكل عام، فالمشروع الايراني هنا يريد أن يبرز نفسه ويبرهن أنه من يحارب الارهاب ويحمي البلاد.

في المقابل، أكد ريفي لموقعنا أن توقيت جريمة طرابلس ليلة عيد الفطر واستهدافها لعناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، لا تتناسب مع روح المدينة التي تحضن هؤلاء وتراهن على شرعية الدولة اللبنانية فقط لا غير.

من هنا، تمنى ريفي على وزير الدفاع الياس يوصعب الوفاء بوعوده وإجراء تحقيق شفاف وموضوعي لمعرفة من هي الجهة التي حمت الارهابي مبسوط، بالاضافة الى طلب جدول مقارنة بالاحكام التي طُبقت على من كان وضعه مماثلا، ممن قاتل في صفوف "داعش"، ومن كان له حكما مخففا، وعندها، بحسب ريفي، يمكن أن نكشف هؤلاء الذين جنّدهم حزب الله، باعتبار ان كل من كان له حكما مخففا قد جُنّد عند حزب الله.

الى ذلك، طالب ريفي بالتحقيق حول من أوقف معركة الجيش اللبناني في الجرود وسمح بتهريب الارهابيين بباصات مكيفة دون محاكمة، علما أنهم قتلوا عناصر للجيش اللبناني، وعند كشف كل هذه المعلومات يمكن التوصل الى الحقيقة ومعرفة من هي الجهة التي تحمي هؤلاء الارهابيين.

وحول كلام المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان عن أن الارهابي مختلّ وغير سوي، أشار ريفي إلى أن هذا أمر بديهي، فهو لو كان سويا لما نفّذ هذه الجريمة. وعمّا إذا أخطأت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن بقولها إن العملية فردية، فضّل ريفي عدم التعليق، لكنه شدد في المقابل على انه لا يرى أن هذه العملية الارهابية بريئة، متسائلا كيف كان حكم مبسوط مخففا من المحكمة العسكرية، علما ان الأحكام في قضايا مشابهة لقضيته تكون مضاعفة، لافتا الى انه وبعد مراجعة تاريخ الارهابي مبسوط، تبيّن أنه قد قاتل في صفوف "داعش"، واوقفه حزب الله بعد ذلك في جرود السلسلة الشرقية، ليتم تسليمه للمحكمة العسكرية، إلا أنه فجأة وبقدرة قادر، صدر بحقه حكما مخففا قضى بسجنه سنة وشهر لا أكثر.

إذا، وبين الأخذ والرد والاتهامات المتبادلة، لا يسعنا سوى الرحمة على أرواح شهداء الجيش والقوى الأمنية الذين سقطوا على مذبح الوطن، فدفعوا بدمهم ثمن المزايدات السياسية والحسابات الشخصية.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين