هل نضجت ظروف العودة الى التفاوض بين طهران وواشطن؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 22, 2019

بموازاة تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، تنشط العديد من قنوات التفاوض والحوار بين الطرفين، فإلي جانب الدور الذي تلعبه كل من سويسرا واليابان وسلطنة عمان، أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمس أن "بغداد سترسل وفدين إلى الولايات المتحدة وإيران، من أجل تهدئة التوتر الذي تصاعد بينهما".

المحاولات العربية والغربية لنزع فتيل الازمة، تبقى رهن المرونة التي سيبديها الطرفان، فإذا كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أعلن صراحة أنه ينتظر اتصال الايرانيين، فإن الموقف الايراني لا يزال ضبابيا ويخضع للتجاذبات بين الجناحين المعتدل والمحافظ، في ظل التهديدات المتبادلة بجرّ المنطقة الى الفوضى والتجاذبات التي تخضع لها الساحة العراقية، هل يمكن أن تنضج الظروف لعقد مفاوضات؟

سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أشار عبر "المركزية" الى أن "أيا من البلدين ليس في وارد الدخول في حرب، فعلى المقلب الاميركي، الضغوط من الحزبين الجمهوري والديمقراطي كبيرة على مستشار الامن القومي جون بولتون للتراجع عن نهجه العدائي تجاه طهران خصوصا وأن الرئيس ترامب لا يوافقه الرأي. أما طهران فلن تدخل في حرب خاسرة مع واشنطن، لذلك تلجأ الى أسلوب المناوشات المتقطعة والمحدودة، التي لا تستدعي ردا عنيفا قد يؤدي الى حرب مفتوحة".

وقال "صحيح أن الوساطات قائمة بين الطرفين ودخلت أكثر من دولة عربية وغربية على الخط، ولكن نجاح المفاوضات يبقى متعثرا لسببين: الاول أن إدارة ترامب ستطبق أسلوب التفاوض نفسه الذي تعتمده في مفاوضاتها مع كوريا الشمالية، القائم على انتزاع الضمانات ومطالبها كافة قبل أن تعمد الى رفع العقوبات، إلا أن هذا الاسلوب فشل مع بيونغ يانغ، وسيفشل مع طهران التي ترفض أصلا وضع نفوذها الاقليمي واسلحتها البالستية على الطاولة".

وأضاف "أما السبب الثاني، فهو أن موعد الانتخابات الاميركية الرئاسية يقع بعد عام ونصف، في ظل ارتفاع حظوظ جو بايدن أحد اركان الحزب الديمقراطي ونائب الرئيس السابق باراك أوباما، وأحد مهندسي الاتفاق النووي. وبالتالي فإن فوز بايدن بالرئاسة أو أي مرشح ديمقراطي آخر، سيشكل شبكة خلاص لطهران التي تعرضت لضغوط غير مسبوقة في عهد ترامب، والى حين حلول موعد الانتخابات، ستبقى المناوشات قائمة وستسخّر إيران كل إمكاناتها للصمود، مستعينة بـ"إبر المورفين" الاقتصادية التي يمدها بها حلفاؤها".


المركزية