الرهينة الاميركي السابق جوناثان تيرنر في LAU

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, May 21, 2019

اغرورقت عينا الرهينة الاميركي السابق واستاذ مادة الرياضيات وعلوم الكومبيوتر الدكتور جوناثان تيرنر مرات عدة وهو يجول في ارجاء حرم الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) بمعية زوجته بدر الخازن واصدقائهما. وكان واضحاً من رد الفعل، ان تيرنر يحمل الكثير من المحبة والذكريات وصور الايام الجميلة في الجامعة وخصوصاً مع الاساتذة والطلاب الذين تحلقوا حوله والتقطوا الصور معه مستحضرين سني تعليمه في الجامعة العريقة التي خرجت اجيالاً متعاقبة.
هي الزيارة الثانية للدكتور تيرنر وعقيلته الى لبنان منذ العام 2000، علماً انه انضم الى الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU)، والتي كانت تعرف خلال العام 1983 باسم "كلية بيروت الجامعية" (BUC) استاذاً لمادة الرياضيات والكومبيوتر. ورغم الاحداث العنيفة التي شهدتها حقبة الثمانينات إلا ان تيرنر لم يتردد في الذهاب الى بيروت والتعليم في جامعة BUC متحدياً القذائف والرصاص والتهديدات الكثيرة التي كانت تطال كل العاملين الاجانب في لبنان وخصوصاً الاميركيين منهم. وهكذا استقر تيرنر في حرم الجامعة في راس بيروت مع مجموعة من الاساتذة الاميركيين والاجانب الذين اصروا بدورهم على البقاء في العاصمة اللبنانية رغم كل الاخطار المحتملة.
ووسط هذه الظروف الصعبة التقى تيرنر الموظفة في الجامعة بدر الخازن وتزوجا واقاما حفل الزواج في قاعة أروين، وانجبا ابنتهما الوحيدة جويل وحاولا العيش بسلام مع الناس الطيبين في راس بيروت، ومنهم صاحب الدكان المجاور "ابو العبد" ومقاهي "انكل سام" و"مانهاتن" وغيرها من الامكنة الاليفة في انتظار ان تضع الحروب اللبنانية اوزارها. لكن حادثة الخطف والاحتجاز كانت اكبر من مخططات الرجل المسالم الذي أحب لبنان وشعبه من كل قلبه.
وصل تيرنر الى الجامعة حيث كان في استقباله مساعد عميد كلية الاداب والعلوم والأستاذ مشارك في مادة الرياضيات الدكتور سامر الهبر، والدكتورة سميرة أورفلي صديقة العائلة وعدد من العاملين في "قسم فنون التواصل"، حيث استهلت الجولة بزيارة مكاتب الادارة العامة والتي كانت في ما مضى مقراً لسكن الاساتذة الجامعيين، وكانت مناسبة أطل منها تيرنر وعقيلته على محيط الجامعة وأستذكر جيرانه في حي قريطم. وانتقل منها الى مبنى "أروين" حيث عقد زفافه، ومنه الى دائرة الرياضيات والكومبيوتر حيث التقى الاساتذة المدرسين وأعرب امامهم عن سعادته للفارق الكبير بين الجامعة في ثمانينات القرن الفائت، وما لمسه ورآه من تطور وحداثة في الابنية والصفوف وقاعات الكومبيوتر وغيرها من المختبرات. وتحدث ايضاً عن الصعوبات التي واجهت الطلاب خلال الحرب وكيف كانوا يعقدون الصفوف ويجرون الامتحانات على وقع اصوات القذائف واصوات الرصاص. وقال انه وقف مدهوشاً خلال تلك المرحلة أمام مشهد الطلاب والطالبات وهم يحتفلون ويرقصون أمام مدرسة الفنون في تحد للعنف والسلبية التي كانت تطبق على حياة اللبنانيين. ولم ينسَ تيرنر ان يروي للحاضرين عن شغفه بالمنقوشة والشاورما اللبنانية اضافة الى طبخة "الكراعين" او "المقادم".
وزار تيرنر وعقيلته ايضاً مبنى "Sage Hall" حيث كان يوجد مكتبه الخاص والتقى العاملين في المبنى وبعضهم من قدامى الطلاب، ولم ينسَ ان يعرج على مختبرات الابحاث وقاعات الكومبيوتر وصفوف الطلاب التي كان يلقي فيها محاضراته. وانتقل بعدها الى مقر المكتبة في بمنى عدنان القصار لادارة الاعمال حيث كرر اعجابه بمواكبة الجامعة للحداثة وقال: "انا احب هذه الجامعة، وأحب بيروت وناسها وطلابها". واشار في حوار مع الاعلاميين الى ان جامعات الـ LAU و AUB و هايغازيان حققت معجزة بإستمرارها في التدريس خلال الحرب، ورغم كل الظروف المعقدة والصعبة.
لم يفكر تيرنر في كتابة مذكراته لكنه فكر يوماً في كتابة مسرحية موسيقية عن تجربته وحياته في بيروت المدينة التي يحبها ويحب شوارعها وازقتها وناسها ومطبخها، وقال: "انا اشتاق الى بيروت، هذا المكان هو رائع فعلاً".