خاص ــ كيف ينظر لبنان الى وقائع مؤتمر البحرين.. فهل يمثّل اولى خطوات "صقفة القرن"؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, May 21, 2019

خاص ــ يارا الهندي

الكلمة اونلاين

أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية والبحرين بيانا مشتركا حول ما سمي ورشة العمل المزمع عقدها في البحرين، والتي ستشكل الجزء الأول مما يُعرف بـ"صفقة القرن"، حيث سيُعقد مؤتمر "السلام من أجل الازدهار" في المنامة في الـ25 والـ26 من حزيران يونيو 2019، وستدور نقاشات حول طموح ورؤية قابلة للتحقيق وإطار عمل يضمن مستقبلا مزدهرا للفلسطينيين والمنطقة على حد ما جاء في البيان.

فقبل شهر على انعقاد "السلام من اجل الازدهار" في البحرين، كيف سيتعاطى لبنان مع وقائع هذا المؤتمر؟ وهل بدأت تتكشف فعلا تفاصيل "صفقة القرن"؟

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يؤكد في حديثه لموقع الكلمة اونلاين ان مؤتمر البحرين الاقتصادي، جزء لا يتجزأ من صفقة القرن، ومن المبكر الحديث عن دور لبنان في المؤتمر. وتساءل عبد القادر ان كان لبنان سيُدعى باعتباره يستضيف عددا من اللاجئين الفلسطينيين؟ فلبنان ليس من المفترض ان يكون مشاركا في الاستثمارات المالية المنوي جمعها في هذا المؤتمر لأنه يعاني من ضائقة مالية كبيرة.

ومن الممكن ان يُدعى لبنان بحسب عبد القادر، كدولة تأوي مئات الالاف من اللاجئين الفلسطينيين، لان هذه الاموال التي تُجمع، وفقا للمعلومات المتداولة، لن تُوزّع على فلسطينيي الضفة الغربية وغزة فقط، بل على فلسطينيي الشتات، وسيكون لفلسطييني لبنان حصة من هذا المؤتمر.

الموقف اللبناني، وفي حال تلبيته الدعوة الى مؤتمر البحرين الاقتصادي سيتأثر في عاملين، حسبما لفت عبد القادر لموقعنا.

الاول: ما هي الجهات العربية التي ستلبي الدعوة، والجهات العربية الدولية التي ستعارض المؤتمر؟ مع الاخذ بعين الاعتبار موقف السلطة الفلسطينية الذي لم يتوضح بعد، لكونها سبق وتعهدت بمقاطعة كل المؤتمرات التي تقوم بها الولايات المتحدة منذ اعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل.

الثاني: ما هو موقف بعض الجهات السياسية اللبنانية التي تتناغم مع محور الممانعة منها ايران وسوريا؟ علما ان المؤتمر سيبحث ايضا في تعاظم الشأن الايراني في المنطقة وكيفية التخفيف منه. اذا قرار لبنان سيتأثر بهذا العامل الداخلي.

فهذا المؤتمر، بحسب عبد القادر، قد يصلح كمقدمة او خطوة اولى على طريق بلورة ما تتحدث عنه الادارة الاميركية منذ وصول ترامب الى البيت الابيض عام 2016 المعروفة بصفقة القرن.

من جهة أخرى، يؤكد الباحث السياسي، الدكتور مكرم رباح، لموقع الكلمة اونلاين، انه لا يجب على لبنان ان يأخذ موقفاً حازماً من مؤتمر البحرين والا ينساق الى فكرة ان التسوية قادمة وعلينا الاستفادة ماديا منها.

مؤتمر البحرين، هو لا شك لزيادة الضغط على ايران ومحاولة لاقناع الطرف الخليجي بالتعاون وتقديم مساعدات مادية، بحسب رباح الذي اشار الى ان الوضع اللبناني في المؤتمر لا يعتبر "مستقرا" او "جيدا"، وخصوصا مع الادارة الاميركية والكونغرس لكون بعض عناصر السلطة اللبنانية، تُعتبر رهائن للنظام الايراني وشركاء له، الامر الذي ينعكس سلبا على لبنان على المدى البعيد.

على الدولة اللبنانية التزام الحياد في هذا المؤتمر لانها مع مسألة التوطين وحق العودة، في حين ان مؤتمر البحرين سيُطرح خلاله موضوع عدم عودة اللاجئين، بحسب رباح.

فلبنان يجب ان يتمثل بوزير خارجيته، لفت رباح، واذا كان التمثيل عالي يجب ان يحضر رئيس مجلس الوزراء او حتى رئيس الجمهورية، وفي حال اراد اللبنانيون التهرّب من المؤتمر، سيرسلون هاني شميطلي مدير عام الخارجية.

اما عن صفقة القرن فهي موجودة، يؤكد رباح، مشيرا الى انهم يعتبرون ان المشكلة تُحل بمجرد التفاوض على مبلغ مالي يُوزع على الفلسطينيين، ففي نهاية المطاف عليهم طرح حل يحفظ لهم ماء الوجه لارضاء الطرف العربي، فالعرب لن يتحركوا الا عند التخلص من الخطر الايراني، وكلما استمر ترامب بهذه الخطوة التصعيدية ضد الايرانيين، كلما ازداد النفوذ الايراني قوة.

عزل الطرف الفلسطيني اليوم أصبح واضحا بحسب رباح، ومن الواضح ان هذا المؤتمر جاء ليظهر ان كوشنير والادارة الاميركية يبدّيان مصلحة اسرائيل على مصلحة الفلسطيينن والعرب.