لقد صُدم الأحرار امس بعد ان تداولت وسائل الإعلام خبر مناقشة موضوع أكاليل الورد على جثامين وأضرحة شهداء الجيش، وأن إلغاء تنسيبها في الموازنة يؤدي إلى خفض العجز ورفع معدل النمو. عرفت فوراً انكم ومستشاريكم الذين يرهقون الخزينة باضعاف اضعاف قيمة هذه الأكاليل، قد توصلتم إلى هذا البند بنفس الطريقة التي تعتمدها الدول الكبرى في البحث عن موارد الدول المعادية لسياساتها لفرض عقوبات اقتصادية عليها بغية إخضاعها والسيطرة على مقدراتها، فاقترحتم مناقشة هذا البند لانكم تجرأتم على كل شيء حتى على دماء الشهداء. هل تعلمون يا ساسة انه عند سقوط شهيد تتحول منازل عائلته وذويه إلى محجة ينهل منه الشرفاء معنى الكرامة والعنفوان والإباء. هل تعلمون ان أكاليل الورد التي تضعها قيادة الجيش لتلامس جسد الشهيد والأكاليل التي ترسلونها انتم تتباهى بها عوائل الشهداء وتصبح محور الكلام في جلسات التعزية بالشهيد، فيتفاخر والد الشهيد بأن "الوزير الفلاني عزانا والنائب الفلاني أرسل ممثلاً عنه ووضع إكليلاً على جثمان ولدي، وان قائد الجيش وقائد اللواء وآخرون حضروا شخصياً او وضع ممثليهم أكاليل على نعش ابني، الحمدلله على هذا العز والفخر" هل تعلمون ان جسد الشهيد في قبره يتأكل ويتحلل عدة مرات عبر السنين وتبقى اكاليلكم خضراء نضرة على قبره ليس لأنها لا تفنى بل لأننا نحافظ عليها برموش العيون لأنها تعزينا وتشعرنا بأنكم انتم "كبار القوم" تشعرون بخسارتنا. ارجوكم تابعوا على هذا النهج لكي نعرف حقيقتكم لكي نعرف ان تضحياتنا لا يقدرها الا من لديه شرف، لكي نعرف ان وجوهكم الحقيقية تحتقرنا وأن اجسادنا التي نقدمها قرباناً للوطن لا تساوي عندكم ثمن عِرق وردة وأن تضحياتنا لن تقدرها الا قيادة الجيش. لذلك ارجوكم الغوا بنود وتنسيبات وزاراتكم كيفما تشاؤون واتركوا بنود موازنة الجيش لقيادة الجيش لأنها ادرى بالكرامة، ولأن أكاليل قيادة الجيش تعوضنا عن دماءنا ودماء ابنائنا التي تحاولون ان تهرقونها مجدداً على مذبح النذالة. كيف ستذهبون إلى جلسات الحوار لصياغة استراتيجية دفاعية "لتستعيدوا شرف الدفاع عن لبنان وحدكم دون شريك" وتجهلون مقدار الفخر الذي تعكسه الأكاليل على اضرحة الشهداء.
سيبقى الشرف لنا في الدفاع عن لبنان في ساحات الوغى، وستبقى التضحية بدمائنا وأجسادنا ثمناً رخيصاً على مذبح الوطن، ولا ولن ننتظر ان نكافىء بالوفاء ممن لا يعرفون الوفاء.