خاص- لهذا لن يتجرأ الأسد على اغتيال جنبلاط

  • شارك هذا الخبر
Monday, April 29, 2019

خاص- الكلمة أونلاين

يتصاعد التوتر السياسي بين محور الممانعة ممثلا بالرئيس السوري بشار الأسد وبحزب الله وبين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الذي سجل مؤخرا مواقف حادة لا سيما بما يتعلق بهوية مزارع شبعا اضافة الى وصفه الأسد بالكذاب الكبير، وبيعه القضية العربية، من خلال عقد صفقات تحت الطاولة عبر روسيا مع اسرائيل على ما كشف في مقابلته الأخيرة وفي مواقف سابقة له.

فقد وجد الرجل بأنه تنازل دون مقابل بعد أن سهل فوز النائب طلال ارسلان في عاليه ومن ثم تخلى عن الوزير الدرزي الثالث، وصولا الى تهاونه مع العهد الذي سلمه لائحة أسماء الوزراء "الحياديين" لاختيار الوزير الثالث منهم بما انعكس يومها خلافا مع رئيس الحكومة سعد الحريري حيث كان يفترض به أن يسلم الرئيس المكلف يومها الأسماء عملا بنص الطائف أي الدستور اللبناني.

لكن جنبلاط وجد بأن "الممانعة" لم تقابله ولا سيما حزب الله بأي ايجابيات لا سيما بعد ما استفزه التقارب بين ارسلان وبين رئيس حزب التوحيد العربي الوزير الأسبق وئام وهاب، حيث تبين بأنه جد مطوقا في الجبل من خلال تمدد هذا المحور، وهو الذي هادن حزب الله مرارا في مواقفه، لكن فسخ مجلس شورى الدولة لقرار وزير الصناعة وائل أبو فاعور لصالح مالك مشروع اسمنت الأرز السيد بيار فتوش أتى بمثابة قطع شعرة معاوية، باعتباره بحسب أوساط اشتراكية بأنه شكل تحديا لا يمكن معالجته، مما دفع جنبلاط بأن يذهب بعيدا في مواقفه السياسية.

وقد شكل كلام جنبلاط الأخير تحديا استراتيجيا لفريق الممانعة لاسقاط هوية لبنان عن مزارع شبعا واعتبارها سورية، لأن لذلك تأثيرا مباشرا على استراتيجية المقاومة التي لا تزال تعتبر بأن ثمة أراضٍ لبنانية محتلة، بما وتر بيئة حزب الله تجاهه.

ثم كان كلام قوي في حق الأسد الذي وصفه بالكذاب الكبير بحيث بات واقع جنبلاط "أمنيا" يستعيد المرحلة التي شهدت محاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة وصولا الى اغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري بما يعني أن جنبلاط صار اليوم في عين العاصفة وقد يكون النظام السوري يريد اغتياله حسب أوساط سياسية مؤيدة له بعد حملته القوية على الأسد.

لكن مراقبين يعتبرون بأن اغتيال القيادة السورية لجنبلاط دونه حسابات في هذه المرحلة تتوزع وفقا للاعتبارات التالية:
أولا: إن اغتيال القيادة السورية لجنبلاط من شأنها أن تشخص الأنظار على حزب الله لأنه الفريق الذي يملك منظومة عسكرية أمنية ويكون بذلك الأسد قد أساء الى حليفه أمين عام حزبالله السيد حسن نصرالله في ظل مناخ دولي معادٍ لهذا الحزب الممانع، ولذلك، سيكون حزب الله رافضا لأي اساءة جسدية تطال جنبلاط.

ثانيا: إن اغتيال جنبلاط، اذا ما حصل، سيعيد الاصطفاف السياسي في البلاد على غرار العام 2005 وسيتم فرز الساحة السياسية مجددا بين 8 و 14 آذار وهو أمر لا يحبذه محور الممانعة بعد تفكك هذا الفريق السياسي وبات في حال متناقضة بين بعضه ومطبعا علاقاته مع حزب الله، لأن حصول هكذا حدث من شأنه أن يستنهض هذا المحور داخليا وخارجيا.

ثالثا: إن وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يفرض اعادة الحسابات في هذا الحقل نتيجة موقفه المرتفع تجاه تطويق محور الممانعة ومحاربته في المنطقة بدءا من ايران مرورا بسوريا والعراق وصولا الى الضاحية الجنوبية (لبنان)، وإنه من المحتمل أن يتخذ قرارات صارمة أقوى من تلك التي اتخذها يومها سلفه جورج بوش الابن.

من هنا يرى المراقبون بأن ذلك لا يعني بأن الخطر غير محدق بجنبلاط لأن مسلسل الاغتيالات يومها لن يتوقف الا أن أسلوب القيادة السورية وذهابها بعيدا في قرارتها الأمنية قد يفتح الباب على كل الاحتمالات.

سيمون أبو فاضل