خاص- بين الحريري وباسيل... من يحكم الآخر؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 27, 2019

خاص - الكلمة أون لاين

أليزابيت أبو سمره

مَنْ يراقب تدرُّج العلاقة بين رئيس الحكومة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مِنَ الحكومة الأولى للعهد إلى الإنتخابات النيابية إلى الحكومة التالية "إلى العمل"، يلاحظ التعرجات والمواقف المتحالفة تارة والمتخاصمة تارة أخرى.

ولكن لا شك أن الحديث مع الطرفين يكشف أن هناك نية لضبط النفوس وعدم خروج نقاط الخلاف بين رئيس الحكومة والوزير إلى العلن... والمبرر على صمت الحريري أن العمل أفضل من المناكفات الكلامية وتقليل من أهمية وجهة النظر القائلة إن باسيل يفرض طلباته على الحريري، بينما تنكر مصادر التيار الوطني من "فوقيّة" باسيل على الحريري.

النائب السابق والناشط في تيار المستقبل مصطفى علوش اعتبر أن الرئيس الحريري ابتعد عن الجدل وردّه، وخير دليل على هذا هو كيفية تعاطيه مع موقف الرئيس عون من بكركي.

ويثني على هذا الأمر أيضا اقربون من الحريري يقولون إن رئيس الحكومة اتخذ قرارا بوقف السجالات الكلامية، والتوجه نحو الإنجازات.

ألم يكن كلام الرئيس عون موجها إلى الرئيس الحريري؟

يجيب علوش أن هذا الكلام، وإنْ توجه فيه الرئيس إلى الحريري أم لم يتوجه، فأنه يرحب به كموقف بعيد عن الأخذ والردّ غير المجدي، وتابع أن مصادر رئيس الجمهورية نفت أن يكون الرئيس عون قصد بكلامه الحريري، وأنه كان يعني به الوضع بشكل عام.

وأكثر من ذلك يقول علوش إنه سيفترض أن الكلام كان موجها إلى الحريري فهو يؤيد عدم الردّ .. وينفي أن يكون الحريري يعمل، وفق طلبات باسيل، مضيفا بأن رئيس الحكومة يسمع لكل القيادات السياسية ومن بينها رئيس تكتل التغيير والإصلاح، وخصوصا أن حكومته إئتلافية، فهو مضطر للتوفيق بين وجهات النظر.

أما بشأن نقاط الخلاف بين الحريري وباسيل فيقول علوش بأنها كثيرة، ولكن يصف العلاقة بينهما بالمتعاونة ولاسيما أن رئيس التيار الوطني الحر يضم في تكتله 11 وزيرا، وتحكمها عبرة: "ما حدا فيو يقول إنو الثاني تابع لإلي".

وفريق الوزير باسيل أيضا ينقل صورة مشابهة للتي يتحدث عنها المستقبل إذ يقول النائب في تكتل لبنان القوي إدي معلوف أن الخلاف في أي ملف لا يعدّ مواجهة إذ يصوب الجميع الأصابع إلى أن التسوية سقطت والبلاد انهار...

التصعيد الكلامي بين الطرفين هو في إطار اختلاف وجهات النظر فقط ويصف معلوف العلاقة بالطبيعية على الصعيد السياسي، بعيدا من العلاقة الشخصية التي يحكمها الودّ والإجترام...

والواقع، وفق تعبير معلوف، أن المؤسسات والدستور يحكم نوعية العلاقة بين الرجلين.

بدأ التنسيق على أدق التفاصيل عند تشكيل الحكومة الأولى وخلفها "إلى العمل" وبعدهما الإنتخابات، وسرعان ما تجلت نزاعات ما تحت الطاولة عند التعيينات وإقرار خطة الكهرباء ... وها نحن مقبلون على ملف جديد هي الموازنة، فهل ستتضح أكثر نقاط الخلاف بين رئيس الحكومة والوزير؟