خاص – هذا هو المطلوب من الكنيسة لتعزيز الوجود الماروني...

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 18, 2019

خاص – الكلمة أونلاين
أليزابيت أبو سمره

التصق إسم لبنان بالموارنة كونه البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يتبع فيه الغالبية القصوى الطائفة المارونية.
ولكن بعد عهود طويلة وحروب وأزمات خارجية وأهلية ومؤامرات حيكت من الداخل والخارج، أصبح الموارنة هم الأقلية، والأسباب وراء هذا التراجع عديدة وكثيرة ومؤلمة.

فأصبح الهمّ الأكبر كيف نجذّر مَن تبقّى من موارنة لبنان في أرضهم.
فتأمين بقاء اللبنانيين على أرضهم ترتبط بالنمو الإقتصادي، وهي بحتة من مسؤولية الدولة .. ولكن عجز الدولة عن تأمين النمو وغياب أي دراسة ورؤية اقتصاديتين عرقل الأجيال الصاعدة والخريجون الجدد والمهنيون من إيجاد فرص عمل.
هنا، المشكلة أساسية!

طبعا، إذا كان التقصير هو ركيزة الدولة، فإن ملجأ المواطن للحفاظ على لقمة عيشه تكون مقامات طوائفه، والمسيحيون خير دليل على ذلك.

الجزء الأكبر من المسيحيين يحب الرفاهية ويسعى للتقدم حياتيا ويكرس الطموح المهني. هنا، يبرز واجب الكنيسة المارونية لتأمين الحد الأدنى من أجل تمسك أبنائها بهذا البلد الصغير الذي يتناقص عدد المسيحيين فيه، ولا سيما الطائفة المارونية التي كانت الغالبية منذ نشأة لبنان الكبير وما قبل، والأرقام مخيفة وخطرة في هذا النطاق.

واجب الكنيسة يقتصر على المساعي لتجذير أبنائها.
لهذا السبب كانت خطوة إنشاء مؤسسات تعنى بشأن الموارنة من فرص العمل حتى المسكن لعيش كريم هي جزء من الحل.

أولا مؤسسة لابورا التي تتولى بالدرجة الأولى مهمّة تدريب المرشحين المسيحيين الموارنة في امتحانات الدخول المطلوبة في القطاع العام والوصول إلى وظائف الدولة في الجيش والوزارات والأمن العام و... في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن بقية الطوائف كانت أكثر تنظيما، فوصلت إلى وظائف الدولة بأعداد كبيرة وخصوصا في الفئات الثالثة والرابعة والخامسة.

مصادر الكلمة اونلاين المعنية بملف الموارنة في لبنان تقول إنه رغم جهود لابورا الحثيثة، إلا أن هذه المؤسسة تحتاج إلى مزيد من الدعم والمساعدة من الكنيسة المارونية.
مؤسسة أخرى تعنى بشأن موارنة لبنان هي المؤسسة المارونية العالمية للإنماء الشامل ومقرها في سن الفيل، وهي تؤمّن تواصلا بين الداخل اللبناني مع الخارج وتهدف إلى تعزيز الوجود الماروني في لبنان، ويدعمها مجموعة من رجال الأعمال عبر توظيف أبناء الطائفة في القطاع الخاص، فوفرت سنويا فرص عمل لحوالي 150 شخصا تقريبا.


ننتقل من توفير فرص العمل إلى مسألة المساكن التي أنشأت الكنيسة المارونية من أجل تأمينها، الصندوق الوطني الذي لا يبغي الربح. وتشير المصادر إلى أن هذا الصندوق تولى مهمّة بناء مشاريع سكنية في عدة مناطق لبنانية، فأمّن بين 4000 إلى 5000 مسكن لمن تهجروا خلال الحرب الأهلية أو ممن لا يملكون المساكن في جبل لبنان وعين سعادة ورومية وطبرجا والمتن، وتشعّبت حتى وصلت إلى مناطق الأطراف في جزين وغيرها من المناطق..

من العام 1995 حتى 2005، ساعدت المؤسسة المارونية آلاف العائلات المسيحية للعيش في المساكن المارونية ومنحت القروض الميسّرة بفوائد متدنيّة، ولكن عندما توقفت عملية القروض، حلت المشكلة على رؤوس اللبنانيين كالصاعقة، وبالطبع المصيبة لن تثني الموارنة.
في ظل هذه الأزمة، هل تعجز الكنيسة عن إعادة تفعيل الصندوق الوطني الماروني علّه ينقذ أبناء الطائفة من العوز بعد توقفه منذ حوالي الأربع سنوات بسبب عجز مادي نتج عن تمنّع بعض الأشخاص عن الدفع.

من المسكن إلى الصحة إذ تأمَّن قطاع الطبابة للمسيحيين عبر صندوق التعاضد الذي يترأسه الأب جورج صقر منذ خمسة وعشرين عاما. فالأب صقر نجح في مهمته عندما انتسب في الصندوق أكثر من ألف مسيحي، رغم أن الصندوق لا يغطي كل أبناء الطائفة بأسعار منخفضة.

المتنفس الثالث الذي يمكن أن يستفيد منه موارنة لبنان هو الأراضي الزراعية التي تؤجرها بكركي للإستثمار الزراعي، ولكن ارتفاع كلفة إيجار الأرض في يومنا هذا رفع صرخة المزارعين بعدما استُنزفت جيوبهم أمام الخسارات بالجملة. فالتفاتة الكنيسة المارونية في هذا الإتجاه واجب آخر مقدس!
والمضمار الزراعي من أهم القطاعات التي تربط المواطن بأرضه، وتحديدا المسيحي الذي ينبغي أن يكون تجذره في هذه الأرض ضرورة ملحّة..

أما المؤسسة العالمية للإنتشار، فعُنيت بعودة الجنسية إلى موارنة لبنان بعد ذوبانها في الهجرة، وتعمد إلى جلبهم إلى وطن الأم في عطل الصيف لتقرّبهم أكثر من الجذور عبر “Maronite Academy”.

الخلاصة من كل ما سبق أن الكنيسة تعمل .. ولكن المطلوب منها أن تبادر أكثر وتستثمر وزناتها وعقاراتها وتربط الخارج بالداخل أكثر لإنقاذ الإختناق الماروني من المضي بموت سريري على مذبح الشرق الأوسط!؟