خاص – عبد القادر: لهذا السبب سلمت روسيا الجاسوس والجندي لإسرائيل

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 18, 2019

خاص – الكلمة أونلاين
أليزابيت أبو سمره


من استعادة مزدوجة لإسرائيل، واحدة منها رفات جنديّها زخريا باومل، الذي فقد في "معركة السلطان يعقوب" جنوب لبنان عام 1982 ، والثانية رفات كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965، حتى فتح مجددا الجدل على مصراعيه بشأن الدور الروسي في سوريا.

المحلل الاستراتيجي عميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يضع هذه النقطة أمام حالتين لتفسير ما حدث، إما أن الروس يتصرفون في سوريا وكأنهم هم أبناء الأرض وأصحاب الكلمة الأخيرة بالحل والربط، في وقت يتلهى النظام السوري بمشاكله الخاصة من تأمين المحروقات والمواد الغذائية وإعادة بناء البنى التحتية بعدما أهلكت الحرب شعبه لثماني سنوات، أي باختصار أن الروس يتصرفون على هواهم في الداخل السوري ضمن إطار وجودي استراتيجي، ويتقاسم هذا الدور مع الكيان الإسرائيلي.

وهذا ما يفسر ليس فقط استعادة رفات الجندي الإسرائيلي، ولكن يفسر أيضا حرية العمل للطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية، وحتى فوق المناطق القريبة جدا من قاعدة حميميم حيث تتمركز قواعد القوات الروسية التي تضم شبكة صواريخ S400 و S300.

وإما هناك خيار ثاني يفسر التصرف الروسي في سوريا، بالنسبة لـ عبد القادر وهو أن موسكو قد أقنعت النظام السوري بضرورة اتخاذ موقف تعاوني إيجابي للمطلب الإسرائيلي باستعادة رفات الجندي والجاسوس، لأن ذلك ينعكس على العلاقات بين البلدين، وبالتالي قد يخفف من الموقف الإسرائيلي العدائي الذي يُترجم بغارات متواصلة في العمق السوري.

عبد القادر يميل في حديثة للكلمة أونلاين عن الملف إلى الخيار الثاني، باعتبار أن هناك توافق سوري – روسي بناء على طلب موسكو الملح لتسليم الجثث إلى إسرائيل، مع الإشارة إلى أن الخيار الأول لا يزال قائما.
"شئنا أم أبينا لا تزال الكلمة النافذة للطرف الروسي" تابع العميد المتقاعد، ولفت في هذا السياق إلى أن القوة المهيمنة على الأرض والأجواء وعلى القرارات في البعد الإستراتيجي تنحصر بالطرف الروسي، بينما النفوذ الإيراني يرتكز على النظام السوري والشخصيات المحيطة به لتحقيق مصالح إيران في عملية رد فعل ايجابي للمساعدة الإيرانية للنظام السوري طيلة ثماني سنوات من الأزمة، ولكن عندما يتعارض النفوذ الإيراني مع الروسي، ينحسم رفع اليد العليا للطرف الروسي.

ولا شك بوجود تعاون بين الطرفين النافذين في سوريا، ولا سيما في محادثات سوتشي وآستانة، ولكن يعتبر عبدد القادر أن هذا التعاون يصب ضمن سياق قطع الطريق على المعارضة السورية ولمنع الحل السياسي وفقا لرؤية الأمم المتحدة خدمة للنظام السوري.