خاص - جعجع: صعب، ما بقا فينا نخبّي .. ولن أزور روسيا لأنها لا تستسيغ الموارنة!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 18, 2019

خاص - الكلمة اونلاين
أليزابيت أبو سمره


نقطتان بارزتان قرر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن يوصل رسائل بشأنهما:
أولا – الوضع الإقتصادي والمالي والمعيشي
ثانيا – التعليق على الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله

بصوت خجول فيه أسف وقلق، قال جعجع في مجرى تقييمه للوضع الإقتصادي: "صعب، ما بقا فينا نخبّي"، والمسألة يلزمها التصرف بمسؤولية وتكاتف.
في لقاء مطول مع مجموعة من الصحافيين في مواقع إلكترونية وجرائد، أشار جعجع إلى أن أولى الإجتماعات الحكومية لإيجاد حل للأزمة بدأت يتيمة باجتماع واحد خُصّص للعموميات.
وعلى مطالبة "حاربوا الفساد .. حاربوا الفساد"، علّق جعجع بأنها ضرورية، ولكن اعتبر أن وتيرة ما يحدث أسرع من البدء بعملية مكافحة الفساد.
في الحديث عن مكافحة الفساد، ذكّر جعجع مرارا أن القوات أكثر ما تمنت إعادة المال المسروق، ولكن في ظل صعوبة هذا الأمر حاليا، لفت إلى أن المطلوب إقرار حلول جذرية بعيدا عن اللجوء إلى التحركات في الشارع.
"وهنا بيت القصيد!” يقول جعجع.
فالمطلوب لا شعبوية ولا تخفّي ولا تهرّب من المسؤولية بغض النظر مَنْ هو المسؤول (وهنا يلفت جعجع مرة جديدة إلى أن القوات ليست مسؤولة عن وصول البلد إلى هذه الحالة)، ولكن جلّ ما يحذر منه هو عدم الوصول إلى قعر الهاوية لألا تصعب الأمور أكثر.
فلفت إلى ضرورة تكثيف الإجتماعات لإيجاد حلول عملية تخرج البلاد من المأزق الإقتصادي، من دون أن يهمّش خطة الكهرباء كجزء من الحلول بعدما أكد الإتفاق على الأساسيات في الخطة، وأضاف أن بند الإتصالات أيضا يمكن الإستفادة منه لتحصيل المليارات.
وأردف جعجع أنه ليس مع تحركات المتقاعدين لأنه يخاف أن يُصار مع كثرة التحركات في هذا الوضع الحساس من تدهور الأمور أكثر.

إذا تم المسّ برواتب القطاع العام، هل ستسير القوات اللبنانية في القرار وخصوصا إذا اتفقت عليه كل الكتل السياسية؟
يجيب جعجع أن القوات تسير بأي قرار يخرج لبنان من الورطة، ملمحا أن إحدى أوجه الحلول تتمثل بفرض الضرائب على الفوائد في المصارف.

جعجع يؤكد أن البحث في أموال سيدر غير وارد قبل إظهار الحكومة بوادر الإصلاحات، معوّلا على أن الموازنة، في حال كانت جدية، ستحلّ بمثابة إحدى الخطط الإقتصادية، فإذا لم تنفذ الحكومة خطط الإصلاحات قبل خمسة أو ستة أشهر من الخطوات العملية للإصلاح، فلا أموال من سيدر.
أما بشأن الثقة في لبنان، فلا يتردد جعجع في طمأنة الحاضرين أن الثقة الغربية بلبنان لا تزال قائمة، ولكنه أرفق الطمأنينة بسؤال: "ولكن بدكن تعرفوا قدي واثقين بالطبقة السياسية".

انتقل رئيس حزب القوات اللبنانية إلى خطاب السيد نصرالله الأخير ليقول بصراحة:
"لم يكن كلام السيد في مكانه لأننا نعيش أزمة داخلية وعلى مستوى المنطقة، وفي دوامة العبور من تصعيد إلى آخر، وفي خضم ما يحصل، لا يجوز أن يزج أي طرف نفسه بهذا الصراع الكبير".
فيعتبر الحكيم أن كلام السيد، الذي استنكر فيه قرار العقوبات الأميركية على الحرس الثوري الإيراني والإعتراف بفضله في الدفاع عن كرامة الشعوب في المنطقة، ليس في مكانه، وأنه يتوجب على دول الممانعة من سوريا والعراق وإيران أن يرسلوا إلى لبنان من يقول هذا الكلام، وليس أن تخرج هذه المواقف من الداخل اللبناني، "إذا فينا نحل مشاكلنا بيكون أبو زيد خالنا، فكيف سنتمكن من حل أزمات الغير؟" سأل جعجع، ليكمل أن سياسة النأي باالنفس هي الحل الوحيد لإنقاذ 4 ملايين لبناني.

هناك مقاربة تقول: القوات "تُهادن" حزب الله في المرحلة الأخيرة، علماً أنكم خضتم معارك بالسياسة لتخيّروا الناس بين المقاومة وبين الدولة، فهل أصبحتم تعترفون بالمقاومة وسلاحها داخل الدولة؟
قطعا، لا نعترف بسلاح حزب الله، وحده سلاح الجيش هو الشرعي ويدافع عن حدود لبنان. وتابع جعجع للكلمة أونلاين أن الهدوء في المواقف القواتية تجاه حزب الله تعود إلى أنه يجب إيجاد سبب لانتقاد الحزب، كما أن الوضع السائد حاليا يتطلب الهدوء.
هل تعتقدون أن حزب الله يستطيع إيصال من يريد الى الكرسي الرئاسي؟
لو أن حزب الله يستطيع وحده أن يوصل من يريد إلى الكرسي الأساس، لفعلها مؤخرا، والقوات، عندما تقرر الحصول على المناصب، تحصل عليها وفق مبادئها.

هناك تقاطع مع حزب الله في كثير من الملفات. فهل هناك اتصالات بين الطرفين وسعي لنقل هذا التقاطع إلى مرحلة تنسيق وتفاهم؟
ينفي جعجع أي اتصالات بين القوات وحزب الله، ويجزم أن العلاقة تقتصر على تواصل الوزراء، لأن مشروعا الطرفين في السياسة يتعارضان. ويتأسف لعدم وجود نقاط الإلتقاء بينهما.

وسط التقارب اللبناني - الروسي، تبرز مطالبة لبنانية عن طريق وزير الخارجية جبران باسيل بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، فهل أن السياسة الخارجية مخطوفة؟
فورا، يمسك جعجع بورقة ليكتب ملاحظة بشأن مطالبة متواصلة من الوزير باسيل من أجل إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية. وبالتزامن مع كتابة الملاحظة، يقول جعجع أمام الصحافيين إنه سيطلب طرح هذه المسألة على طاولة مجلس الوزراء، ليشدد على أن هذه المطالبة لا تمثل سياسة الحكومة، مؤكدا أن القوات ترفض دعوات باسيل.
كما اعتبر جعجع في ظل "الحجّ" اللبناني إلى روسيا أنه يجب إجراء حسابات وطنية وليست إيديولوجية، وبالتالي على لبنان أن ينظر مع مَن مصالحه ليحدد سياسته الخارجية، إن كان مع موسكو أم مع واشنطن.
وعندما سألنا عن زيارة متوقعة له إلى روسيا، رد ممازحا: لا، لأن الروس لا يستسيغون الموارنة.

وعند الكلام عن التنسيق الروسي – اللبناني، لا بد من التطرق إلى مسألة النازحين، الملف الأكثر تشاورا بين الدولتين لما لروسيا من مونة على النظام السوري لعودة النازحين. هنا، يعتقد جعجع أن هناك إجماعا بين جميع الفرقاء السياسيين لعودة النازحين.
"لي قناعة كاملة أن بشار الأسد لا يريدهم" يقول جعجع إن هذا الكلام سمعه من عدة أوساط التقت الأسد ومن عدة مراكز دراسات، وتزداد قناعة جعجع بهذه النظرية لأنه يعتبر أن الأسد لو أراد فعلا عودة النازحين "لقبّل يد اللبنانيين" من أجل تنظيم عودتهم.
لاعتبارات استراتيجية، يعتبر جعجع أن النظام السوري وحزب الله لا يريدان عودة النازحين حتى إشعار آخر، وحتى لو وجد مَنْ يحاورهم في الداخل اللبناني. والأسباب الإستراتيجية معطوفة على أسباب ديمغرافية تتجلى في النية لإقامة مناطق في السلسلة الشرقية على الحدود من الجانبين اللبناني والسوري مصبوغة بلون واحد.
أما عن أعداد النازحين الذي عادوا، فيقول رئيس حزب القوات اللبنانية أن الأرقام منفوخة بعض الشيء، ومَنْ عاد هم بعض العمّال الموسميين.
وفي هذا السياق، يصرّ جعجع على أن أصحاب الكلمة الأولى في سوريا هم الإيرانيون، بينما يعتبر الروس أصحاب الكلمة الثانية.
وهنا يطرح جعجع حلا لهذه المسألة الجدلية، فاقترح أن يعرض رئيسا الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية خلال مفاوضات مع الروس ليتبنوا إقامة مناطق آمنة في الجانب السوري بمساندة أوروبية تقدم المساعدات الإنسانية اللازمة.

لا ينسى الحكيم في كل مرة يتطرق فيها إلى النظام السوري إحضار اللبنانيين في السجون السورية. واليوم مرة أخرى، جدد المطالبة باستردادهم، في معرض الحديث عن إعادة رفات الإسرائيلي بعد أربعين عاما، فاعتبر الأمر غير مقبول في ظل المصير المجهول للأسرى اللبنانيين، فطلب الرحمة رأفة بأهلهم.

وختم رئيس حزب القوات اللبنانية بملف التعيينات، طالبا آلية لتحقيقها لقطع الطريق على المحاصصة وطمس الكفاءة .. ونصرة لمنطق الدولة.


الكلمة اونلاين