خاص - اقتصاديون يردون على حملة نصرالله ضد السعودية....

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 16, 2019

خاص - alkalimaonline

لاقى الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله استياء لدى الأوساط الاقتصادية التي اعتبرت أنّ الاستمرار في ممارسة "فوبيا" الاستجداء والمظلومية لم يعد يصحّ، خاصة فيما يتعلّق بالحملة على السعودية التي لم يظهر منها تجاه لبنان الاّ كل الخطوات الايجابية والداعمة، بحيث يمكن القول انّ نحو 100 عام من العلاقات اللبنانية السعودية بقيت تحت عنوان لم يتغّير أبدا وهو "الحفاظ على سيادة واستقرار لبنان وشعبه".

وفي منطق الأوساط، فإن المضي بسياسة الحملة على السعودية من قبل نصرالله، وهي التي أضحت العمق العربي للمنطقة، على ما يقول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صاحب رؤية 2030 ، يحمل أضرارا جسيمة على لبنان واللبنانيين الذين يتوقون الى حياة ملؤها الكرامة والرخاء الاقتصادي في ظل ما يعيشونه من أزمات اقتصادية انعكست على كرامتهم ولقمة عيشهم، لأن المطلوب اليوم ارادة سياسية من قبل القوى السياسية اللبنانية التي عليها عدم السماح بسياسات تناوئ السعودية وتهاجمها من خلال مواقف تهديد وتجييش وكراهية ضدها وضدّ شعبها، وهي التي أعلنت عبر سفيرها في لبنان د. وليد البخاري رفع التحذير لرعاياها من السفر الى لبنان بما سيفتح الباب أمام ما يقارب 500 ألف سائح سعودي للحضور الى لبنان، ليأتي الى حد ما في المقابل موقف نصرالله لـ"كربجة"هذه الحركة، نتيجة مواقفه السلبية والعدائية تجاه السعودية، وكأنه بذلك لا يريد انتعاش الاقتصاد اللبناني.

وتشرح الأوساط انه ما إن أعلنت السعودية رفع التحذير وشجعت مواطنيها على السياحة في لبنان، حتى ارتفعت نسبة إشغال الفنادق من 47% الى ما يقارب 95% ، عدا عن أنّ ذلك سيؤدي الى تنشيط الحركة السياحية عامة من الطيران الى مكاتب ايجار السيارات والفنادق والمطاعم... في معظم المناطق اللبنانية على ما يردد وزير السياحة افيديس كيدانيان.

وتقول الاوساط أنّ معدل الصرف اليومي للسائح السعودي يتجاوز ال 1000$ أميركي، في حين تطلق السهام على السعودية دون تقدير التداعيات، عائدة بالذاكرة الى محطات سابقة حيث تشهد بداية كل فصل صيف حملات على الدول الخليجية وبنوع خاص السعودية بهدف عزل لبنان عن محيطه العربي وهو أمر يشكل ضررا.

ويفترض بالمسؤولين اللبنانيين، حسب الأوساط، اتخاذ موقف واضح مما يطال السعودية، لأن في بقاء العلاقات الجيدة بين البلدين مصلحة للبنان وشعبه على حساب "المبشرين" بالحروب والدمار، سيما ان القطاع الانتاجي والمواطن اللبناني باتا يعانيان من تردي الوضع الذي تمر به البلاد نتيجة المغامرات ومصادرة قرار الحرب والسلم من قبل حزب الله.

وفي حين، يسعى المسؤولون الاقتصاديون جاهدين لتنشيط القطاعات الانتاجية كالسياحة على سبيل المثال تأتي "مواقف حزب الله السلبية لتعكّر صفاء العلاقة اللبنانية الخليجية وكأنها مقصودة في هذا التوقيت والهدف منها "تفقير" اللبنانيين".

والملفت، حسب الأوساط، هو أنّ بعضهم لا يعلم بأن عددا من رجال الأعمال اللبنانيين، وبعضهم "عونيون"، حازوا على عقود استثمار ضخمة في السعودية على غرار مشروع "نيوم" أو "الغدية" في ديزني لأند، أو غيرهم ممن فازوا بعقود بناء دور سينما أو تجهيزها وذلك لأن الخبرات اللبنانية متمكنة وقادرة، لكنّ ذلك لا يمكن أن يبقى في جو من "العداء" الذي يمارس تجاه السعودية التي تحتضن نحو 250 ألف لبناني، وقادرة أن تستقبل ما بين 50 إلى 60 ألف لبناني بعد اليوم استنادا الى رؤية المملكة والفرص المتاحة فيها، لاسيما أنّ المؤسسات اللبنانية غائبة وكذلك الدولة اللبنانية المسؤولة عن بناء الاقتصاد اللبناني، باتت مغيّبة عن معالجة هذا القطاع، لتأتي المشاريع في المملكة منها "سبارك" "نيوم" ومنطقة البحر الأحمر ليشكلوا موردا اضافيا للبنانيين الذين يعانون من أزمة اقتصادية.

وختمت الأوساط "ان كلام أمين عام حزب الله عن تبرّع أطفال لدعم المقاومة هو أمر خطير ويظهر الواقع الصعب الذي باتت عليه هذه البيئة دون مراعاة الجانب الإنساني لهؤلاء الذين يجب ان يعيشوا طفولتهم، فيما يجب أن نربي هذه الأجيال وفق منطق تفاعلي إيجابي في الحياة الوطنية، وان هذا الكلام غير مقبول لكون الأطفال يجب أن يعيشوا طفولتهم بسلام وطمأنينة وعدم زجهم في "أفران" الحروب المدمرة، والتي هي على حساب الوطن".

Samar Faddoul