خاص - لا تتجاهلوا "الباركنسون" فهو يصيب الصغار كما الكبار في السن!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 11, 2019

خاص - عبير بركات

الباركنسون أو "الشلل الرباعي" مرضٌ شائعٌ جداً لدى الكبار في السنّ فهو يصيب 1% من الاشخاص الذين يزيد عمرهم عن 65 عاماً ،  لكن  للأسف من الممكن أن يصيب الصغار في السنّ أيضاً، يعتبر من الأمراض التي يتم تشخيصها عن طريق الفحص السريري الطبيّ، والتصوير بالرنين المغناطيسي.

لمناسبة اليوم العالمي لِـ مرض الباركنسون الذي يُصادف في 11 نيسان من كل عام إليكم بعض المعلومات عن هذا المرض الذي قد  يَجهلهُ  الكثيرين.

سُمي مرض الشلل الرباعي بِـ الباركنسون  نسبةً إلى الطبيب البريطاني " جيمس باركنسون"  الذي وصف في عام 1817 هذا الإضطراب بالتفصيل لأول مرة على أنه مصاب بالشلل


"الباركنسون"  هو أحد أمراض اضطرابات النظام الحركي في جسم الإنسان، ويتميز بظهور ثلاثة أعراض وهي:

1- تيبس وصلابة الأطراف
2- بطئ الحركة أو عدمها لاحقاً
3- رجفة في الاطراف.

لكن ما هو سبب حدوث هذا المرض ؟

كلنا يعلم أن للجهاز العصبي المركزي في جسم الإنسان دور رئيسي في ترابط حركات الجسم الإرادية، حيثُ يقوم بِـ تنظيم متكامل داخل النوى القاعدية،  حيث تتواجد الألياف العصبية و تترابط  بشكل معقد، وعندما يتعرّض أي جزء من أجزاء النوى القاعدية في جسم الإنسان للتلف، فإنّ ذلك ينعكس على المريض بشكل واضح  مثل: صدور حركات لا إرادية من الشخص المصاب، اضطراب التوتر العضلي، بطء في الحركة، تختل طبيعة قامة المريض في سيره أو حتى الوقوف.

مرض الرعاش "الباركنسون" يحدث بسبب نقص مادة الدوبامين داخل الدماغ وذلك بسبب اضطراب أو تلف في مصنع إنتاج الدوبامين في المادة السوداء، والتي تعتبر أحد أنوية النوى القاعدية في قاعدة الدماغ أمّا الدوبامين هو المرسل الكيميائي الذي يسري بين الخلايا العصبية، ويساهم في سير ونقل السيالات العصبية من أجل تحقيق الانتظام الجسمي الحركي عند الإنسان، والمادة السوداء هي المُكلفة بإنتاج مادة الدوبامين في الدماغ أي حركة نقوم بها بشكل اعتيادي طبيعي تعتبر من نتاج التفاعل بين أجزاء الدماغ المتنوعة، كالجهاز الهرمي، و الجهاز الخارج الهرمي، وجهاز توازن المخيخ وغير ذلك.

لقد توصل العلماء إلى اثبات أنّ مرض شلل الرعاش له علاقة بالوراثة عند بعض الأشخاص، فقد تمكّن العلماء من عزل جينات مثل جين باركن و الذي له دوراً في حدوث مرض الرعاش. هذا المرض الذي يصيب الرجال والنساء على حد سواء .

يمر مريض "الباركنسون" بعدة مراحل حتى يظهر المرض بشكل كامل عليه:

المرحلة الأولى:  تتمثل بِـ ظهور الأعراض في جانب واحد من جسم المريض وفي أغلب الأحيان تظهر في الأطراف، و  تستمر هذه المرحلة  ما يقارب الثلاثة أعوام.

أما المرحلة الثانية: يسود المرض في هذه المرحلة في كافة جسم المريض ، وتزداد تأثر الأطراف بالأعراض، وتستمر هذه المرحلة تقرياً ستة أعوام.

في المرحلة الثالثة:  تبدأ بِـ ظهور علامات اضطراب الاتزان، والوقفة، والتدهور العصبي، وقد تدوم هذه المرحلة سبعة أعوام.

يصبح المريض بحاجة إلى مساعدة للقيام بنشاطه اليومي، مثل المشي، تناول الطعام وحتى الاستحمام، حيث يضرب كافة أجزاء الجسم في المرحلة الرابعة التي تدوم لتسعة أعوام و تعتبر الأكثر إيلاماً و شعوراً بالعجز بالنسبة للمريض و من حوله! 


هل من علاج شافي لهذا المرض ؟

حالياً لا يوجد علاج نهائي للباركنسون، لكن العلاج الحالي يمكن من خلال مادة الدوبامين و يهدف هذا العلاج إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض.

بدأ في الأونة الأخيرة استخدام عقار جديد  قد يغير حياة المريض إلى الأفضل.

أما بالنسبة للمرضى في المراحل الأكثر تقدماً  الذين يعانون من أثار جانبية متعددة بسبب الدوبامين الذي يأخذ عن طريق الفم، فقد تم تطوير علاجات أخرى مثل جراحة تحفيز المخ DBS – Deep Brain Stimulation والتي يتم خلالها إدخال جهاز إلى الدماغ ويقوم بتحفيز وتحسين المناطق المسؤولة عن الحركة في الدماغ ولكن هذا العلاج ليس مناسب لجميع المرضى بسبب الحالة النفسية التي يعيشها المريض، كما وأن ليس كل الاشخاص على استعداد للخضوع لعملية جراحية في الدماغ والتي تتطلب التدخل الجراحي.

في الواقع شيئ إيجابي جداً أن يتم تخصيص يوماً عالمياً لمرض الباركنسون و غيره من الأمراض المزمنه  التي تشكل عائقاً أمام المريض من خلال منعه من القيام بالأنشطة التي اعتاد القيام بها  ،  فشعور المريض بأنه ليس الوحيد الذي يُعاني من هذا المرض أو ذاك  بالإضافة إلى نشر الوعي حول هذا المرض بين المحيط الاجتماعي يساهم في مساعدة المريض على التعايش و التطبيع مع مرضه من خلال فهمه و عدم الحرج من وضعه فالأمراض جزء من واقعنا و لابد أن نعترف بها و نتعلم كيفية التعايش معها دون تذمر، لأن التذمر سوف يزيد من الوضع سوءاً، و لن يساهم في شفائنا من أبسط الأمراض فكيف من أعقدها.

في اليوم العالمي لمرض الباركنسون لا يسعُنا سوى أن نطلب من الله أن يخفف عن جميع المرضى أوجاعهم، و يساعد المختصيين في كشف علاجات ناجعة لكُل الأمراض المُزمنة.

  

Abir Obeid Barakat