ماذا بين سطور الحركة السعودية المكوكية؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 22, 2019

المركزية- ففي وقت تمضي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تضييق الخناق على ايران وحلفائها الاقليميين والدوليين، برزمات العقوبات المشددة، تدفع الرياض نحو العودة القوية الى لبنان بعد تراجع حاد في الحضور السعودي في لبنان غداة ابرام التسوية الرئاسية.

وتشي الأحداث السياسية التي سجلت في الفترة الماضية بأن السعودية قررت العودة إلى المشهد اللبناني. وفي هذا السياق، تدرج مصادر سياسية عبر "المركزية" الحركة المكوكية التي يقوم بها سفير المملكة في بيروت وليد البخاري أخيرا.

وتوضح المصادر أن الديبلوماسي السعودي كان جال على عدد ممن يعتبرون حلفاء الرياض في لبنان، بينهم الرئيس فؤاد السنيورة، الذي اعتقد كثيرون أن عزوفه عن الترشج إلى الانتخابات النيابية الأخيرة قد يؤدي إلى ابتعاده (التدريحي) عن المشهد السياسي العام في البلاد.

وتشير إلى أن العودة السعودية إلى لبنان قد تكون تجلت بأبهى حللها في المصالحة التي رعاها السنيورة شخصيا بين رئيس الحكومة سعد الحريري ومعارضه "اللدود" على مدى أكثر من عامين، اللواء أشرف ريفي، الذي تمسك بخطاب "شديد اللهجة" ضد حزب الله وسلاحه "غير الشرعي" في لبنان.

وإذا كان بعض المتابعين بادر إلى حصر أهمية هذه الخطوة الشجاعة والمنتظرة بين الرجلين بالأبعاد الانتخابية المرتبطة بالانتخابات الفرعية المزمع أجراؤها في طرابلس بعد أقل من شهر، فإن المصادر تعتبر أن أهميته تكمن في توقيته. ذلك أن المواجهة بين تيار المستتقبل وحزب الله بلغت في الفترة الأخيرة خطوطا حمراء لم يتحسب لها أحد، كالهجوم المركز على السنيورة، تحت ستار الـ 11 مليار دولار. بدليل أن رئيس الحكومة السابق نجح في لم الشمل "السيادي" حوله في المؤتمر الصحافي الذي خصصه للرد على الاتهامات المبطنة الموجهة ضده.

وفي وقت تدرج المصادر الخطوات السعودية في إطار المساعي الهادفة إلى تدعيم الموقع الأزرق في هذه المواجهة، تشير إلى أن حركة البخاري لم تقتصر على الدائرين في الفلك الحريري، بل شملت أيضا الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في مرحلة معينة.

لكن الأهم يكمن في أن السفير السعودي تجاوز الكباش والتناقض السياسي بين بلاده واللقاء التشاوري السني للقاء النائب فيضل كرامي، ما دفع البعض إلى إعطاء هذه الزيارة إلى منزل كرامي بعدا طائفيا.

إلا أن مصادر مقربة من كرامي أكدت لـ "المركزية" أن النقاش لم يحمل أي طابع سياسي، بل كان اجتماعيا، من حيث تركيزه على العلاقات التاريخية بين الرياض وآل كرامي وزعامتهم في طرابلس، إضافة إلى التأكيد السعودي بأن صيف لبنان سيكون حافلا بالسياح السعوديين، بدليل أن الأرقام ترجح وصول أكثر من نصف مليون سعودي إلى بيروت لتمضية عطلهم الصيفية بين ربوعه.


المركزية