خاص - في عيد الطفولة... أطفال ظلمتهم الحياة!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 21, 2019

عبير بركات - الكلمة اونلاين

شكل الأطفال في العالم حالة خاصة استدعت الاهتمام بهم ورعايتهم على اعتبار أنهم كائنات بريئة بحاجة إلى من يمسك بِـأيديهم حتى يصلوا إلى بر الأمان، ولأن الأطفال هم زينة الحياة وقادة المستقبل وسادته وأساس تطور المجتمع ولاشك أن تنشئة جيل سليم عقلياً وجسديا ونفسياً يحتاج إلى بيئة حاضنة وواعية بحجم هذه المسؤولية العظيمة .

و لأن حماية الطفل تعني حماية المجتمع بأكمله تم تخصيص يوماً عالمياً يتم فيه الاحتفال بالطفل ليكون هذا اليوم رمزاً وشاهداً على حقوق الأطفال جميعاً ومنها حق الحياة، التعلم، اللعب، الحرية، الحماية ... وقد تم الاحتفال لأول مرة بِـعيد الطفل في العشرين من شهر نوفمبر 1989 إلاّ أن العديد من الدول خصّصت أياماً مختلفة للاحتفال بهذه المناسبة، ففي لبنان يتم الاحتفال بعيد الطفل في 22 آذار من كل عام .


و في ظل ما نعيشه في لبنان والعالم العربي لا يكفي أن يتم تخصيص يوم واحد لنتذكر الأطفال ومعاناتهم وحاجاتهم المتزايدة يوماً بعد يوم، فلا شك أن ما يمر به لبنان ينعكس سلباً على الطفولة التي باتت مهددة، فاليوم يموت العديد من الأطفال جوعاً و برداً ويموت بعضهم الآخر على أبواب المستشفيات لعدم امتلاكهم المال و يتسرب الكثيرين عن المدرسة للعمل للسبب نفسه، اليوم مئات الاطفال تتمهن (الشحاذة) وعشرات الأطفال تنام في الشوارع وتتناول الطعام من النفايات، فأين نحن من كل هذا؟


هذا الواقع يدفعنا إلى التأكيد على ضرورة إعطاء الأطفال مساحة أكبر من الرعاية والاهتمام، فإذا كنا حقاً نتوق إلى بناء وطن متحضر يواكب التطور في كافة المجالات علينا أن نبدأ بالأطفال، فأي وطن سنحصل عليه إذا كان رجال المستقبل أطفال محرومين من أبسط حقوقهم اليوم؟


وأخيرا تسليط الضوء على حقوق الطفل و قضاياه لا يجب أن يكون محصوراً بيوم واحد بل يجب أن يكون في كلّ وقتٍ وحين، وعيد الطفل سيظلّ رمزاً ومحفزاً وتذكيراً للمطالبة بحقوق الأطفال وعدم التجني عليهم وعلى طفولتهم .

Abir Obeid Barakat