خاص - ما علاقة جون سينا ومايك تايسون بالسينما المصرية؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 19, 2019

خاص - الكلمة أونلاين
منة محمد

لا أحد يعلم بالضبط السبب الحقيقي وراء التعاقد مع نجوم عالميين من أجل المشاركة في أفلام مصرية نجومهم معروفين جداً للجمهور ليس في مصر فحسب بل في الوطن العربي بأكمله، ويبدو أنها حمى أصابت المنتجين السينمائيين المصريين الذين يتكبدوا بأنفسهم أموالاً ضخمة من أجل التعاقد مع نجوم عالميين.

تأتي المقدمة مع فيلم "التجربة المكسيكية" من تأليف محمود حمدان وإنتاج حسين القلا، وهو الفيلم الذي تم التعاقد فيه مع نجم المصارعة العالمي جون سينا. وبالحديث مع المؤلف، قال حمدان "إن قصة العمل تستلزم جداً الاستعانة بنجمين عالميين، ولم نتعاقد مع هؤلاء من أجل إبراز العضلات أو (المنظرة) كما اتهمنا البعض، فالقصة تدور حول عصابة كبيرة يتنقلان بين القاهرة والمكسيك ويتعاملون مع رجل عصابات كبير يعيش في المكسيك وهو الدور الذي سيؤديه جون سينا"، وأكد حمدان أن التعاقد مع سينا تم عبر وكالته الإعلامية وأنه سيتقاضى مبلغ ضخم للغاية كأجر نظير مشاركته في الفيلم يتجاوز بكثير الأرقام التي تناولها الإعلام.

وكان مقرراً لفيلم "التجربة المكسيكية" أن يبدأ تصويره في مدينة الإسكندرية بالقاهرة بداية شهر مارس الجاري، ولكن –على حد تصريح المؤلف- فإنهم كصناع للفيلم فوجئوا بجون سينا يؤجل الحضور على القاهرة وبعث إليهم برسالة تفيد أنه مشغول للغاية في تصوير فيلمه الجديد مع جاكي شان وسيحصل على شهر إبريل بأكمله أجازة برفقة عائلته، وبالتالي يفضل بدء التصوير في أول مايو، وهو ما كان بالفعل، حيث توقفت كل التحضيرات للفيلم.

وبعدما فشل صناع فيلم "حملة فرعون" بطولة عمرو سعد وحورية فرغلي في التعاقد مع نجم الحركة الأمريكي جون كلود فاندام وظلوا فترة طويلة يبحثون عن نجم يشارك سعد البطولة، فإنهم أخيراً قاموا بالتعاقد مع مايك تايسون، والذي من المقرر أن يأتي إلى القاهرة الأسبوع المقبل لتصوير دوره في الفيلم، والذي يستمر لمدة أسبوعين تقريباً. وقد علمنا من مصادر مطلعة في شركة الإنتاج –السبكي- أن مايك تايسون تقاضى مبلغ ضخم جداً واشترط إقامة في فندق بعينه وفريق مرافق من الحراس الشخصيين وكذلك طريقة معينة في الانتقالات، وهو ما وافقت عليه الجهة المنتجة فوراً سعياً وراء اسم تايسون الملاكم المعروف والذي بموجبه يتوقع المنتج أن يحصد إيرادات ضخمة في شباك التذاكر.
وفيلم "حملة فرعون" قام الفنان عمرو سعد بتصوير أغلبية أحداثه في العاصمة اللبنانية بيروت، والآن يواصل سعد تصويره في ديكورات مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، وكان قد تم التفاوض مع الفنانة غادة عبد الرازق لتؤدي فيه دور كضيفة شرف فيما لا يزيد عن 5 مشاهد ولكنه اعتذرت لتحل محلها الفنانة حورية فرغلي.

وفي ذات السياق، انتهى الفنان التركي تاليت أرجنيش المشهور بالسلطان سليم تصوير مشاهده ضمن أحداث فيلم "كازابلانكا" بطولة امير كرارة وغادة عادل، وهي المشاهد التي تم تصويرها بالكامل في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، ويؤدي الفنان التركي دور رئيس عصابة يسعى خلفه بطل الفيلم في مطاردات رهيبة اضطر المخرج بيتر ميمي بسببها للاستعانة بفريق متخصص في المعارك في المطاردات من أوربا.
وعن سبب الاستعانة بالنجم التركي وعدم الاستعاضة عنه بنجم مصري معروف، قال هشام هلال مؤلف الفيلم "عن المنتج وليد منصور صمم على أن ينتج الفيلم على أعلى مستوى ولا يبخل عليه بأي تكاليف مطلقاً، وقرر الاستعانة بالفنان التركي تاليت أرجنيش لأن هذا مدعاة للمصداقية عن الاستعانة بأي فنان مصري حتى وإن كانت ملامحه أجنبية".

هذا وقد بدأت الاستعانة بالنجوم العالميين في الأفلام المصرية مع النجم أمير كرارة في فيلم "حرب كرموز" الذي عرض في موسم عيد الفطر الماضي وحقق ما يقرب من 56 مليون جنيهاً إيرادات في السوق المصري، حيث استعان المنتج محمد السبكي والمخرج بيتر ميمي بنجم الملاكمة العالمي بويكا المعروف بلياقته البدنية العالية. ورغم حصول بويكا على أجر ضخم إلا انه لم يظهر إلا في عدد محدود من المشاهد وتحديداً في نهاية الفيلم لأداء مشهد صراع مع بطل الفيلم، حيث تدور أحداث العمل أيام الاحتلال الانجليزي لمصر وتحديداً في حي كرموز بمدينة الإسكندرية، حيث يقرر مأمور القسم –يؤدي دوره أمير كرارة- الدفاع عن شابين دافعا عن فتاة اغتصبها ضابط انجليزي، وهو ما يتسبب في غضب القائد الإنجليزي الأعلى الحاكم للإسكندرية ويقرر التوجه إلى قسم الشرطة بكامل القوات العسكرية والدبابات لحصاره وجلب الشابين ومأمور القسم لتنفيذ حكم الإعدام فيهم علناً حتى لا يتجرأ أي أحد آخر على الوقوف في وجه الإنجليز، وقد جسد بويكا دور ضابط إنجليزي مجنون يكره المصريين.

وعن السبب الحقيقي في الاستعانة بالنجوم العالميين في أفلام مصرية، قام الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي بتحليل المسألة بقوله "مع الأسف نحن في مصر نعمل بمنطق العدوى، فلو نجح فيلم ما لسبب معين تجدين مختلف المنتجين يلهثون وراء هذا السبب حتى وإن كلفهم الكثير، فقد ظن المنتجون أن نجاح فيلم حرب كرموز كان بسبب استعانة المنتج ببويكا، ولكن الحقيقة والمشاهد المتفرس في الفيلم يجد أن أداء أمير كرارة وإخراج بيتر ميمي هما السبب الحقيقي في إنجاح هذا الفيلم، خصوصاً أن بويكا لم يظهر إلا في عدد محدود جداً من المشاهد وبالذات في نهايته لأداء مشهد صراع مع البطل، ويتصور المنتجون أنهم بتقليدهم لفيلم حرب كرموز ولهثهم وراء النجوم العالميين فإن أفلامهم ستنجح وتحصد إيرادات تفوق التوقعات، وبالطبع هم يتكبدون مبالغ رهيبة مقابل إحضار هؤلاء النجوم".
وأضاف "المنتج بالطبع له حسبته ولن يدفع مليماً إلا إذا كان يعلم أنه سيجني أرباحاً كبيرة من وراءه، ولكن أرى أن الاستعانة بنجوم عالميين هو موضة شأنها كل الموضات التي ستأخذ وقتها، وستنتهي إذا فشل أحدهم وبالتالي سيأخذ المنتجون منه عبرة".

واستطرد طارق الشناوي بقوله "في الفترة الزمنية التي وقعت بين أواخر السبعينات وأول الثمانينات من القرن الماضي، انتشرت موضة الغناء في الأفلام المصرية، لأن نجم معين في فيلم غنى والفيلم نجح فكلهم بعد ذلك فعلوا نفس الشئ، فستجدين مثلاً عادل إمام يغني وحتى نور الشريف، ثم بمرور الوقت اختفت هذه الموضة التي ابتدعها المنتجون وقتها سعياً وراء مزيد من الأرباح".

وعلى النقيض، ذكر الشناوي مثلاً آخر "في أول التسعينات تم عمل فيلم موجه للأطفال ونجح بشكل منقطع النظير، ففوجئنا بعدد من المنتجين بلغوا حوالي 10 يصنعون أفلاماً موجهة للأطفال، ولكن واحد منهم فشل بشكل ذريع، فالتسعة المتبقيين صرفوا نظر تماماً عن الفكرة خوفاً من الوصول إلى نفس المصير السيئ في شباك التذاكر".