خاص- في بلدية جونية ...طرح الثقة ...تحوم حول حبيش ونائبه ....

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 14, 2019

خاص ــ أليزابيت أبو سمره

الكلمة اونلاين

أين الوعود التي تعهدت بها بلدية جونيه؟ وماذا تحقق منها منذ ثلاث سنوات على انتخاب المجلس البلدي؟
هل أبناء جونيه راضين عن وضع المدينة السياحي والإنمائي؟
ماذا حل بمرفأ جونيه السياحي القديم؟

كلها أسئلة على ورق .. كلها حقوق مشروعة تنادي بها جونيه وأبناؤها .. كلها تبقى غبار يطير في الهواء.. داخل المجلس البلدي في جونيه، لا يجرؤ الأعضاء على إخراج الأمور علنية فوق الطاولة لأن الجو الديمقراطي مفقود ويتجسد هذا الأمر في غياب جدول الأعمال الذي يسبق أي جلسة للمجلس البلدي، فمثلا رئيس البلدية الحالي في كل مجالسه وخصوصا الصباحية في إحدى مقاهي الكسليك يتباهى دائما أمام العامّة أنه أوصل الأعضاء إلى المجلس بعدما دفع تكلفة حملتهم ثمانية ملايين دولار، طبعا بصرف النظر عن الأعضاء الذين خرقوا لائحته. وأكبر دليل على الإستخفاف بالأعضاء هو تهميش مبدأ توزيع جدول الأعمال قبل ثلاثة أيام، فيتفاجئون بجدول وقرارات أنجزت أو ستنجز من دون أن يُتخذ قرار مسبق بها، فيحضر الأعضاء ويوافقون على القرارات الجاهزة.
هذا في موضوع جلسة جدول الأعمال وعندما يريد أحدهم أن يقوم بمداخلة، يرفع حبيش يده ليسكته بمعنى أن لا وقت لمداخلته.

"روح الإقطاعية" سائدة فوق كل اعتبار، يشعر أغلبية أعضاء المجلس البلدي، وهنا لا غرابة بالموضوع، فمن دون شك يرث الرئيّس حبيش تاريخ عائلته الإقطاعي بامتياز ويمارسها في العام 2019.

حبيش يستدعي الموظفين ويرفع صوته بوجههم رغم أن العمل البلدي يجب أن يمثّل الصورة الحضارية للمدينة وأهلها، في ظل وجود وجوه مثقفة من أطباء ومهندسين وأساتذة ومثقفين.

المخالفات في بلدية جونيه حدث ولا حرج .. بدءا بزينة الميلاد والشجرة التي بقيت من ميلاد 2017 حتى ميلاد 2018 ولا تزال موجودة. وأكثر ما يقهر سكان جونيه أن المناسبة عام 2017 حققت ربحا غير مشروعا على حساب جيوبهم وخزينة الدولة. فصفقة زينة الميلاد كلفت صندوق البلدية نصف مليار ليرة، بالإضافة إلى إنفاق البلدية 150 ألف دولار رصدت من حساب خزينة البلدية لنفقات على احتفالات في عيد الميلاد، كلها نفقات من دون مناقصة.

وكان حبيش يرغب بإنشاء مشروع نفايات في أملاكه قرب أملاك الوقف جانب الأوتوستراد، لكن الضغوط جمّدت المشروع على أوتوستراد المعاملتين، وبكيدية أيضا وبصفته رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح حظّر رمي النفايات في معمل غوسطا وقطع الطريق على أي مساعدة مادية أو معنوية ستقدّم للمعمل.

حاليا، التلزيمات من دون مناقصات تجري على قدم وساق في البلدية، ولكن يعلم ماذا يفعل، فهو لا يتخطى 80 ألف دولار، لأنه إذا صرف أكثر من هذا الرقم، فهو يصبح مضطرا إلى إرسالها إلى وزارة الداخلية أو إلى ديوان المحاسبة، فهو هكذا يستطيع تحويلها فقط إلى اتحاد البلديات.
خبرة حبيش في هذا الإطار اكتسبها من ملف سابق لا يزال عالقا في القضاء على خلفية تلزيمات بمبالغ طائلة من دون مناقصات.

وما أدراكم إذا قررنا الحديث عن لجان مشبوهة داخل المجلس البلدي، نستهلها بـ "لجنة الأشغال" التي منح عبرها حبيش الرأسماليين صلاحيات بالتراضي، على سبيل المثال أنطوان الخواجة الذي يتخطى رؤساء اللجان في المجلس البلدي ويستفيد من أعضاء البلدية لمصلحة الخواجة.
"لجنة غبّ الطلب" تملك كلمة السر وصاحبة المشاريع المشبوهة والوهمية في البلدية ومصروفها بالمليارات ويحكمها اسبير زوين، صاحب شركة SOTAM.
فحبيش يعتمد سياسة التجزئة في اللجنتين المفروضتين على لجان البلدية الشرعية، كونه لا يمر شيء من دون موافقة الخواجة وزوين.

كل ما يدور في فلك المدينة هو انتظار الجميع لأن يجرؤ أحد الأعضاء على طرح تغيير رئيس البلدية، بما أنه قانونا يحق تغيير الرئيس كل ثلاث سنوات من الأعوام الست للمجلس البلدي.
نائب الرئيس أيضا يأخذ حيزا كبيرا من الإجتماعات، فيشغله حاليا الكتائبي روجيه عضيمي الذي وصل إلى المنصب بتسوية بين "الكتائب" و"العونيين" وهو من المرجح أن يستبدله حبيش بـ"روي الهوا" بناء على رغبة التيار الوطني الحر بعد سقوط التسوية بين الكتائب والتيار، وسيقدّم حبيش نيابة الرئاسة من حصة التيار لإرضائه بعدما امتعض منه في الإنتخابات النيابية على خلفية إعطاء أصواته لإبن جونيه منصور البون على حساب شامل روكز.
وهو بذلك كان حبيش يردّ الجمِيل للبون الذي تحالف معه تحت الطاولة في الإنتخابات البلدية.
بعد الإنتخابات النيابية، كثر الكلام عن أن حبيش أُجبر على ترك البلدية ثلاثة أشهر لنائب الرئيس لأنه كُشف أمره بإعطاء أصوات لابن جونيه منصور البون، فيما قدم، ظاهريا، دعما لنائب تكتل "لبنان القوي" شامل روكز، فدُعي إلى قصر بعبدا وسمع كلاما قاسيا على هذا العمل. فكانت إزاحته موقتا عن رئاسة البلدية وقام بعمله نائب الرئيس، وذلك بمثابة عقاب معنوي.

من وجهة نظر عضيمي، فهو يعتبر أن أمر استبداله وارد، تعقيبا لاتفاق مسبق على تغيير نائب الرئيس بعد ثلاث سنوات على انتخاب المجلس، موضحا أن الأمر لم يوتر العلاقة مع حبيش، فعضيمي يقولها بصراحة: أسلم الكرسي بكل رحابة صدر ولست متعلقا بها.

المدينة برمتها مستاءة من أداء رئيس البلدية، ويعتبرونها مشلولة في غياب الإقتصاد والسياحة والإنماء، والأعمال التي تنفذ هي في أماكن يملكها حبيش ويستثمر من خلالها أموال الوقف وليس مَوْنَةً للمنطقة وسكانها...

النائب في تكتل "لبنان القوي" روجيه عازار اكتفى في تعليقه على مسألة الإعتراض على رئيس البلدية جوان حبيش بعدم الدخول في السجال والقول بأن البلدية لها رئيسها وخصوصيتها ومركزية إدارية مستقلة، وأنه غير مطلع على أعمال البلدية، وأن المجلس البلدي يدرك مصلحة بلديته. عازار أردف بالقول إنه كان رئيسا للبلدية ثمانية عشر عاما، ويعلم كيف تدار البلديات، إذ هناك مَنْ يحب المجلس البلدي ومَنْ لا يحب، ولكن تبقى كلمة الفصل للإنتاجية. وعندما سئل عن إنتاجية حبيش، أجاب: رئيس البلدية يعمل رغم أنه لا يتابع نشاط البلدية.

مصادر الكلمة أونلاين تثني على عمل حبيش، وتؤكد أنه ينجز بعض الأمور، ولكن مصادر أخرى اعتبرت أن سكان جونيه انتظروا تحقيق الوعود بعد مرور نصف عمر المجلس البلدي، ولكن تشيد بنجاح بلدية جونيه على الصعيد السياحي والإنمائي، وأن حبيش نظيف الكف ولا غبار يعلو على نزاهته المالية.
المصادر تعترف بأن اعتراض بعض أعضاء المجلس البلدي ينتج عن سبل التبليغ للجلسات في اليوم نفسه، مستبعدة عملية طرح الثقة برئيس البلدية. كما ألمحت هذه المصادر إلى ما سبق أن ذكرناه أن لحبيش أسلوبا واحدا في التعاطي وهو عدم مشاركة أحد باتخاذ القرارات.
هذه المصادر لا تتردد بالإعتراف أن الإنماء في جونيه ليس موجودا بعد مرور نصف عمر المجلس مع غياب خطة ورؤية واضحتين تنميان المدينة الساحلية.

إن كانت طريقة الأداء أو غياب الرؤية أو خطة واضحة لإنماء المدينة الكسروانية، كله لا يهمّ، فأصلا كل ما سبق من معلومات عن حبيش لا يهمّ "الريّس حبيش" للردّ عليه وتوضيحه، على الأقل لتلميع صورته. فهو أجابنا بأنه لا يأبه إذا استغيبناه ولم نأخذ رده فهو لا يهمّه ما يُتداول بشأنه لأنها ليست المرة الأولى يتناول الإعلام اسمه، فالظاهر أن الريّس اعتاد على تداول اسمه في ملفات فساد من دون ريبة في ظل غياب حس المساءلة والمحاسبة، كما عبّر حبيش أنه غير معني بكل ما يُقال عنه قبل أن يعلم ماذا يُقال ولا يريد أخذ الوقت بمناقشة الأمور التي تطاله وتُثار حول أفعاله.

على ما يبدو أن "الريّس حبيش" مرتاح لما يقوم به! .. "بس الحقّ على مين في سلوك الريّس؟"


Alkalima Online