خاص - عون وعون أحرجا الحريري... وهذه خياراته

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 10, 2019

خاص - alkalimaonline

ياسمين بوذياب

لا يمكن اعتبار رفض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمرشح رئيس الحكومة سعد الحريري، العميد محمود الأسمر، الى عضوية المجلس العسكري ليشغل أمانة سر اللجنة العليا للاغاثة، نقطة خلاف بين الرجلين، فالحريري ملتزم بعدم احياء أي خلاف مع عون، لان ذلك له انعكاسات على مسار عدة ملفات اذا ما توسّع هذا الأمر.

لكن رفض عون للأسمر بعد أن كان وزير الدفاع الياس بو صعب قد رفع اقتراحه بالاسماء وبينها الأسمر، جاء تجاوبا مع رغبة قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يميل الى تعيين ضابط آخر، تحت عنوان احترام التراتبية في دورات تخريج الضباط، بحيث لا يمكن أن يأتي ضابط من دورة الـ86 ويتقدّم على رفاق السلاح، في حين من الممكن تعيين عميد من دورة الـ 85، حيث يتم التداول باسماء ضباط آخرين مع ميل لقائد الجيش لتعيين العميد خليل يحيى وهو من منطقة مزارع شبعا، فيما الحريري كان ولا يزال يفضل مرشحا من منطقة الشمال، نظرا لواقعها كخزان عسكري للمؤسسة.

ابعاد الأسمر سيكون له تداعيات على انتخابات الشمال الفرعية، نظرا لكونه يمتلك حيثية في هذه البيئة، قد تتضامن معه تأييدا أو اعتراضا لمرشح المستقبل دينا جمالي في هذا الاستحقاق الفرعي، الذي قد يشهد مفاجآت على خلفية تعدد المرشحين المحتملين، ذات النوعية المتناقضة في الخيار والموحدة في الاستراتيجية.

لكن الأهم في كل ذلك أنّ الحريري كرئيس تيار المستقبل، خسر حتى حينه في تمرير مرشحه، رغم أنّ تفاهما سابقا حول التعيينات حصل مع بو صعب، بحيث أتى موقف قائد الجيش ليقول "الأمر لي" في المؤسسة العسكرية، خصوصا أنّ اعادة تعيين الاسمر معناه مكسبا سياسيا للحريري على حساب قائد الجيش، في حين أنّ تعيين ضابطا اختاره العماد عون يعتبر ترجمة لحضوره وقوته داخل المؤسسة العسكرية، ليكون المعنى أن لا شراكة معه في رئاسته المؤسسة العسكرية.

ولانه كان واضحا بأن النائب السابق وليد جنبلاط تمكن من حسم الموضوع لصالح مرشحه العميد أمين العرم، فان أوساطا وزارية ترى أن الحريري وصل الى نوع من التساهل لم يعد يستطيع تحمله، لاسيما أمام رئيس الجمهورية، وبات عليه أن يؤمن مخرجا لائقا في تعيينات المجلس العسكري، خاصة أنه يريد مرشحا من منطقة الشمال وقد يكون من بينها العميد وليد سمرجي أو يوسف تكريتي، وهو من دورة 86، أو اخرين، لا سيما أن الضابط الذي سيستلم هذا الموقع سيكون مكتبه في مقر رئاسة الحكومة وعلى تعاون مباشر مع الحريري، الأمر الذي يشترط على الاخير ان يكون له رأيا اساسيا في اختياره.

لكن ذلك يبقى من ضمن الحلول لانه لم يعد بالامكان العودة الى اسم الأسمر بعد رفضه من قبل عون، بحيث لم يعد باستطاعة رئيس الجمهورية أن يتراجع او قائد الجيش التنازل ولا الحريري التساهل، لكن في كل الاحوال تقول الاوساط إن مرحلة جديدة من اختيار الاسماء قد تشهدها المرحلة السابقة للتعيينات، التي لم تحصل في الجلسة الوزارية الأخيرة، وسجل فيها قائد الجيش هدفا على الحريري من خلال رئيس الجمهورية. في المقابل، تساؤلات عن الغاية من كسر رئيس تيار المستقبل معنويا، في حين كان بالإمكان ابعاد اسم الأسمر إبان تحضير وزير الدفاع للاسماء آلتي يتم التداول بها منذ مدة والتوافق على اسم بديل، لان ما حصل في مجلس الوزراء، حسب الأوساط، شكل مفاجأة غير مرتقبة للحريري الذي كان مطمئنا لبت التعيينات وفق اقتراح أبو صعب وموافقته عليها.


الكلمة اونلاين